مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بين منع استخدام الألغام وتفجيرها ذاتيا

بدلا من وضع آلية جادة للبحث عن ملايين الألغام في أنحاء العالم، تقترح بعض الدول ادخال نظام تفجير آلي للألغام!! Keystone

بدأ في جنيف يوم الثلاثاء المؤتمر الثاني حول اتفاقية الأمم المتحدة للحد من "بعض" أسلحة الدمار الشامل، حيث تحاول تسع دول "تقليل" استعمال الألغام المضادة للسيارات.

وعلى الرغم من عدم توقيع الولايات المتحدة على اتفاقية اوتاوا لمنع استعمال الألغام الأرضية ضد المدنيين، إلا أنها تحاول الآن من خلال هذا المؤتمر التوصل إلى وضع قواعد لاستعمال الألغام المضادة للسيارات، ويتضامن معها في ذلك ألمانيا وبريطانيا والمجر وبولندا وجمهورية سلوفاكيا واليابان.

تطالب هذه الدول بأن تنفجر هذه الألغام تلقائيا بعد ثلاثين يوما من وضعها، إلا أن هذا المطلب الذي يهدف في الأصل إلى حماية المدنيين يمكن أن يصيب حافلة أو سيارة مدنية، ويبدو أن خبراء هذه الدول لم يفطنوا إلى أن اللغم لا يستطيع أن يفرق بين دبابة وحافلة نقل تلاميذ، وبدلا من وضع فقرة تحرم وتجرم استعمال هذه الألغام، يدخلون في جدل حول كيفية استعمالها.

المؤتمر الذي ستتواصل أعماله على مدى أسبوعين سيعيد دراسة الاتفاقيات السابقة وخاصة أنواع الأسلحة الممنوعة أو التي توجد شروط معينة لاستخدامها واستعراض مقترحات الدول المشاركة حول التعامل مع بعض أنواع أسلحة الدمار الشامل.

إلا أن ابرز النقاط التي سيتعرض لها المؤتمر ستكون توسيع الاتفاقية لتشمل آلية للمراقبة وتحديد الموقف من استعمال القنابل الانشطارية والعنقودية والقذائف المعروفة باسم “دوم – دوم” و الذخائر التي تحتوي على اليوارنيوم المنضب.

معارضة متوقعة

وكما هي العادة عارضت الولايات المتحدة مقترحا لوضع اتفاقية جديدة لاستخدام القنابل الانشطارية أو العنقودية تقدمت به الهيئة الدولية للصليب الأحمر، التي اقترحت تعديل المقترح الأمريكي الخاص بالتفجير الذاتي للألغام المضادة للسيارات واستبداله بآلية تسمح بالكشف عن مكان هذا اللغم وتفجيره.

الوفد السويسري المشارك في المؤتمر طالب برفع درجة دقة انشطار القنابل العنقودية لتصلب إلى ثمانية وتسعين في المائة وذلك للتقليل من المخاطر التي قد تنجم عن عدم انشطارها وقت إلقائها، وانفجارها تلقائيا تحت أي ظرف من الظروف.

وتشير المنظمات غير الحكومية والتحركات السويسرية المعادية لاستخدام جميع أنواع الألغام بأن ثلاثين في المائة من محتوى أي قنبلة إنشطارية لا ينفجر بعد إلقائها، مما يعتبر نوعا من الألغام المهددة بالانفجار في أي لحظة.

كما سيسعى الوفد السويسري إلى تفعيل مناقشة منع استخدام القذائف الصغيرة التي تنشطر داخل الجسم و المعرفة باسم “دوم – دوم” وخاصة بعدما تمكنت بعض الشركات في تصغير حجم هذه القذائف.

اتفاقية حظر استعمال أسلحة الدمار الشامل دخلت حيز التنفيذ منذ عام ألف وتسعمائة وثلاثة وثمانين ولم توقع عليها سوى سبع وثمانين دولة فقط، وليس من المتوقع أن تتوصل هذه الدول إلى اتفاقيات تحد من استخدام “بعض” أسلحة الدمار الشامل التي تدور حولها المناقشات، وخاصة وأن الولايات المتحدة، التي لم توقع على اتفاقية أوتاوا في الأصل، أعلنت أنها استباحت لنفسها كل الوسائل في حربها ضد الإرهاب.

تامر أبوالعينين

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية