تراجع أسعار النفط بعد إعلان “أوبك بلاس” تسريع الإنتاج
تراجعت أسعار النفط الاثنين، في أعقاب إعلان دول أوبك بلاس عن زيادة كبيرة في الإنتاج، رغم مخاوف بشأن فائض المعروض فضلا عن مخاوف من الحرب التجارية التي يشنّها الرئيس الأميركي دونالد ترامب والتي قد تضعف الطلب.
والسبت، أعلنت السعودية وروسيا وست دول أخرى منضوية في أوبك بلاس زيادة كبيرة في إنتاج النفط إلى 411 ألف برميل إضافي يوميا في حزيران/يونيو، كما هو المستوى خلال أيار/مايو، وفقا لبيان صادر عن أوبك بلاس، بينما كانت الخطّة الأساسية تنص على زيادة مقدارها 137 ألف برميل يوميا.
ويأتي ذلك في وقت تتراجع الأسعار بشكل حاد متأثرة بمخاوف من حدوث ركود عالمي قد تتسبب فيه الحرب التجارية التي بدأها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأفادت مذكرة بحثية صادرة عن دويتشه بنك، بأنّ خطوة أوبك بلاس “تؤكد تحولا كبيرا بعيدا عن تخفيضات الإنتاج التي استمرّت منذ العام 2022”.
وانخفضت أسعار النفط بحوالى أربعة في المئة قبل أن تقلّص بعض الخسائر. وانخفض سعر خام برنت، وهو المعيار العالمي، بنحو 1,2 في المئة إلى 60,57 دولارا للبرميل في تعاملات منتصف النهار في أوروبا.
وبينما لا يزال المحلّلون يحاولون تحديد الدوافع وراء قرار أوبك بلاس تسريع الإنتاج، أشار بعضهم إلى ضغوط يمارسها ترامب لخفض الأسعار وتوقعات بشأن تراجع صادرات النفط الإيرانية وسط تشديد العقوبات، كأسباب محتملة لهذه الخطوة غير المتوقعة.
وقال آخرون إنّ الدافع غير واضح.
من جانبها، اعتبرت إيبك أوزكارديسكايا كبيرة المحلّلين في بنك سويسكوت أنّ “الأخبار التي تم تداولها في نهاية الأسبوع لم تكن صادمة، لكن الأسباب وراء الخطوة لا تزال غير مؤكدة”.
وأشارت إلى أنّ “البيان الرسمي يفيد بأنّ التحالف أعاد زيادة الإنتاج لأنّ… المخزونات منخفضة”.
ولكنّها أضافت أنّ “توقّعات النمو العالمي تواجه صعوبات، جراء الحرب التجارية المحتدمة بين الولايات المتحدة وبقية أنحاء العالم”، موضحة أنّ “زيادة الإنتاج ستؤدي إلى تفاقم المخاوف بشأن فائض العرض. لذا، لا بد من أن يكون السبب الحقيقي شيئا آخر”.
من جهة أخرى، لفتت إلى أنّ البعض يرى أنّ السعوديين “يعاقبون” أعضاء أوبك الذين لم يلتزموا بشكل كامل بالسياسة السابقة المتمثّلة في خفض الإنتاج.
وتشمل الفرضيات أيضا أنّ ترامب يريد خفض أسعار النفط لإلحاق أضرار بالمالية الروسية وبالتالي تسريع نهاية الحرب في أوكرانيا، أو أنّ الرياض تريد إبعاد شركات النفط الصخري الأميركية وزيادة حصّتها في السوق.
وفي هذا الإطار، قالت أوزكارديسكايا “لا نعلم على وجه اليقين. الدافع الدقيق لا يزال غير واضح”.
– خطوة الاحتياطي الفدرالي –
في أسواق الأسهم، انخفضت بورصة باريس في التعاملات المبكرة بينما ارتفعت بورصة فرانكفورت في تعاملات ضعيفة بسبب العطلات، مع إغلاق بورصات لندن وطوكيو وهونغ كونغ.
وينتظر المستثمرون قرارات بشأن أسعار الفائدة هذا الأسبوع، في وقت يعقد الاحتياطي الفدرالي الأميركي وبنك إنكلترا اجتماعاتهما بشأن السياسة النقدية الأربعاء والخميس على التوالي.
وقال محللون في دويتشه بنك “يتوقع خبراء الاقتصاد الأميركيون أن يبقي الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة ثابتة ويتجنّب إصدار توجيهات واضحة بشأن مسار السياسة النقدية المستقبلية”.
ومن بين الأسواق الآسيوية القليلة المفتوحة، سجلت تايوان خسائر في حين ارتفع مؤشر جاكرتا المركب.
وحقّق الدولار الأسترالي مكاسب مقابل الدولار الأميركي بعد فوز رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي في الانتخابات السبت، في حين انخفض مؤشر S&P/ASX 200 بنحو واحد في المئة.
وانخفض الدولار مقابل العملات الرئيسية الأخرى.
إلى ذلك، اختتمت أسهم وول ستريت أسبوعها على نحو مربح الجمعة، محققة مكاسب قوية بفضل بيانات الوظائف الأميركية الجيدة وتحسن التوقعات بشأن محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين.
ستو-لته/ناش/ب ق
