تعثر المفاوضات في مؤتمر المناخ قبل وصول الوزراء تزامنا مع قمة مجموعة العشرين
وصلت المفاوضات بين الدول الغنية والفقيرة إلى طريق مسدود خلال مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين للمناخ في باكو (كوب29) ما يعقّد عمل وزراء من نحو 200 دولة يتوقع وصولهم في الأسبوع الأخير للمؤتمر، تزامنا مع انعقاد قمة مجموعة العشرين في البرازيل.
وبعد ستة أيام على بدء المؤتمر ينتظر أن تشهد هذه المرحلة تسليم المفاوضين الفنيين نسخة متفقا عليها نسبيا للوزراء.
لكن عقب مفاوضات شاقة برعاية الأمم المتحدة في باكو، تنتظر الوزراء مسودة اتفاق تنص على خيارات متعددة ما زالت غير محسومة بشأن كيفية الاستفادة من مبلغ الألف مليار دولار أو أكثر الذي يعتبر ضروريا لمساعدة البلدان النامية على تقليل اعتمادها على النفط ومواجهة الكوارث المناخية.
وأقر سمير بيجانوف، أحد المفاوضين في الرئاسة الأذربيجانية لمؤتمر الأمم المتحدة، بأنه “ما زال هناك الكثير للقيام به”.
وفي خضم هذه الأجواء المتوترة تظاهر حوالى 200 ناشط السبت كما درجت العادة في منتصف كل مؤتمر للأطراف، ملتزمين الصمت وفقا لقواعد الأمم المتحدة حتى لا يسببوا ازعاجا للمشاركين في الاجتماعات.
وقالت جوارا وهي متظاهرة فضلت عدم الكشف عن اسمها الكامل “نطالب الدول المتقدمة… بسداد ديونها المناخية”.
– اجتماعات سرية –
ولم يحمل النص مساء السبت تغيّرات بعد مفاوضات ليلية، مقارنة بنسخة من 25 صفحة تم التوصل إليها في اليوم السابق.
ولم يبق سوى أسبوع واحد قبل أن يختتم المؤتمر في 22 تشرين الثاني/نوفمبر.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي “من الواضح أننا في طريق مسدود ولسنا حيث يجب أن نكون للتوصل إلى اتفاق”.
وقال المراقب إسكندر إرزيني فيرنوا من المعهد المغربي “إيمال” إنه “في ظل الانقسامات بين (دول) الشمال والجنوب، لم يكن يتوقع حدوث تقدم كبير”، والمفاوضون “تركوا المشاكل الشائكة للوزراء”.
وطمأن الوزير الايرلندي إيمون رايان من جهته قائلا “الأمر ليس سيئا كما يبدو من الخارج”. كذلك خفف أحد المفاوضين الأوروبيين من حدة المخاوف، واصفا الاجتماعات السياسية التي تتم في إطار من التكتم التام بـ “البناءة جدا” بين البلدان.
– 1,3 تريليون في السنة –
هذا العام، من المفترض أن يختتم مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ الذي تستضيفه أذربيجان، بتحديد “هدف جماعي كمي جديد”.
وسيحل هذا الهدف ابتداء من 2025 محل الهدف السابق الذي نص على تقديم الدول الغنية 100 مليار دولار سنويا لمساعدة العالم النامي على مواجهة التغيّرات المناخية.
لكن العديد من الأسئلة ما زالت محل نقاش: من هي الدول والجهات التي عليها أن توفر التمويل، وما هي أنواع التمويل التي يجب احتسابها في الإجمالي، وما هو المدى الزمني… وقبل كل شيء، كم هو المبلغ؟
وتقف الدول الغنية في مواجهة البلدان النامية المطالبة بتخصيص 1,3 تريليون دولار سنويا لتمويل مكافحة تغير المناخ حتى العقد الثالث من القرن الحالي.
وتطرقت بعض الأطراف الغربية إلى مبلغ الـ 1,3 تريليون دولار سنويا الذي تطلبه الدول النامية، ولكنها تؤكد أن الموازنات العامة للدول لن تكون قادرة سوى على تغطية جزء صغير من هذا المبلغ.
وهي تعول على القطاع الخاص أو البنوك المتعددة الأطراف أو جهات جديدة مثل الصين للمساهمة أيضا.
وأجرى المبعوث الصيني لشؤون المناخ ليو تشن مين ونائب وزير البيئة تشاو ينغمين مناقشات خلف أبواب مغلقة السبت مع المفوضية الأوروبية وألمانيا وفرنسا والدنمارك وهولندا، وفقا لمصادر مطلعة على المفاوضات.
ويطرح آلاف المشاركين اقتراحاتهم في أروقة الملعب الأولمبي في العاصمة الأذربيجانية.
وقد توفر قمة مجموعة العشرين التي ستنعقد في ريو دو جانيرو الاثنين والثلاثاء زخما عن بعد لهذا المؤتمر.
ويعتقد المفاوضون والمراقبون أن البرازيل حريصة على إيجاد حل للمسألة المالية قبل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب30) الذي تستضيفه العام المقبل في بيليم.
إلى ذلك، تسود أروقة المؤتمر أجواء من القلق من انسحاب الولايات المتحدة برئاسة دونالد ترامب أو الأرجنتين برئاسة خافيير ميلي من اتفاق باريس للمناخ.
وقالت وزيرة البيئة الكولومبية سوزانا محمد لوكالة فرانس برس إنه مهما حدث فهناك “دول ستأخذ زمام المبادرة في العمل المناخي” لافتة إلى أن “الصين منخرطة بشكل كبير” فيه. وأعربت عن ثقتها بالمؤتمر مؤكدة أنه يشكل “منتدى حيث يمكننا مناقشة موضوع المناخ على مستوى العالم بطريقة سلمية وقائمة على العلم”.
وأعربت محمد عن أملها بالحصول “في الربع الأول من العام 2025” على الاتفاق المالي الكبير حول حماية الطبيعة.
جمي-بل/ص ك-س ح/ب ق