مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تفاؤل سويسري مشوب بالحذر

الملفات المتعلقة بمكافحة الفقر وكيفية تفعيل دور التنمية البعيدة المدى ستكون من اقضايا الحيوية المطروحة على الدورة الستين للجميعة العمومية للأمم المتحدة UN archive

أعرب السفير السويسري لدى الأمم المتحدة عن تحفظه مما يمكن أن تحققه أكبر قمة في تاريخ الأمم المتحدة والأولى من نوعها في مسيرة المنظمة الدولية.

وتأتي هذه الرؤية بعد أسبوعين من المفاوضات المضنية التي شارك فيها الوفد السويسري مع وفود 30 دولة، لوضع الخطوط العريضة لكيفية تقوية دور الأمم المتحدة لأداء مهامها وتحقيق طموحاتها.

يعتقد المراقبون أن آراء الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لا تزال متباعدة في كيفية علاج مشكلات مثل مكافحة الفقر وتفعيل مشاريع التنمية بشكل ايجابي ومكافحة الإرهاب والحد من التسليح النووي ومنع وقوع المذابح ونشوب الحروب.

ويحذر الخبراء من أن عدم التوصل إلى قواعد ثابتة يمكن الانطلاق من خلالها نحو عملية إصلاح الأمم المتحدة يعني بأن المنظمة الدولية تسير في طريق غير سوية.

سويس انفو التقت في نيويورك بالسفير السويسري لدى الأمم المتحدة بيتر ماورر وكان معه التالي:

سويس انفو: كيف يمكن تحقيق تقدم في ملفات مثل مكافحة الدفيئة والمساعدات التنموية على مستوى دولي إذا كانت الولايات المتحدة لا تتعامل مع مثل تلك الملفات بشكل ايجابي؟

السفير بيتر ماورور: من حق كل دولة أن تعبر عن مواقفها بوضوح، وإذا أوضحت الولايات المتحدة أولوياتها فهذا يساعد (الدول المشاركة في المفاوضات).

إلا أن دولا كثيرة ومن بينها سويسرا ترى في ذلك نوعا من سوء الحظ، أن يأتي موقف الولايات المتحدة متأخرا وفي دور المطالب بتعديل مقترحات الدول، فمثل هذه المواقف لا يمكن تقبلها بسهولة، ولم تساعد وضع الصيغة النهائية بسهولة.

سويس انفو: اقترحت سويسرا إنشاء “مجلس حقوق الإنسان” بدلا من “لجنة حقوق الإنسان”، فهل تحقق بعض التقدم في هذا الموضوع؟

السفير بيتر ماورور: سنعمل بقوة في هذا الملف حتى يحصل مجلس حقوق الإنسان على عهدة قوية وواضحة، في المقابل توجد بعض المعارضة، وحتى الآن لا يمكن أن نقول بوضوح بأن المقترحات المقدمة ستحصل على الإجماع الكامل.

فالصياغة النهائية لتشكيل هذا المجلس الجديد وتركيبته سيتم عرضها في الدورة الستين للجمعية العامة، مما يعني بأنها ليست مطروحة لنقاش.

لكن السؤال الأهم الآن هو إن كانت القمة ستتمكن من وضع مميزات واضحة لهذه الصياغة النهائية قبل عرضها على الجمعية العمومية.

سويس انفو: كانت سويسرا من بين 30 دولة ساهمت في وضع الوثيقة النهائية، فماذا قدمت أحدث عضوة في المنظمة الدولية في تلك المفاوضات؟

السفير بيتر ماورور: أرى أننا حققنا أمرين؛ أولهما أننا ساهمنا في التوصل إلى صياغة يمكنها أن تحصل على أغلبية الجميع، في مجالات مثل المساعدات الإنسانية والتغيرات المناخية والتنمية المستديمة.

والثاني أننا أولينا اهتماما كبيرا بملف تطوير الأمم المتحدة، وموضوع إنشاء مجلس حقوق الإنسان، والشفافية في إدارة المنظمة الدولية وكيفية إدارتها بشكل فعال، لاسيما في جهاز السكرتارية العامة.

سويس انفو: كيف كان مدى حرصكم على أن تسفر تلك الجهود عن نتائج إيجابية في صالح القمة؟

السفير بيتر ماورور: لقد كنا دائما حريصين، ومرة أخرى أقول بأن القرار المهم هو كيف ستكون نتائج القمة، وكيف سنتمكن من التعامل مع الملفات المفتوحة في الدورة الستين للجمعية العمومية.

أجرى الحديث في نيويورك: آدم بومون – سويس انفو

(نقله إلى العربية تامر أبو العينين)

تبدأ في 14 سبتمبر قمة الأمم المتحدة 2005 التي يشارك فيها 170 رئيس دولة وحكومة، في أكبر قمة في تاريخ المنظمة تتواصل حتى يوم الجمعة 16 سبتمبر.

يرى الخبراء في تلك القمة فرصة نادرة لوضع الخطوط العريضة اللازمة لتفعيل دور المنظمة في مجالات مكافحة الفقر ورفع معدلات التنمية والوصول على اهداف الألفية التي حددها الخبراء في مطلع هذا القرن.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية