مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تقرير أممي ينتقد انتهاكات حقوق الإنسان في العراق

Keystone

انتقد آخر تقرير لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، الحكومة العراقية لحجبها أرقام القتلى، كما انتقد انتهاكات حرية الصحافة والاعتداء ضد المرأة في إقليم كردستان.

التقارير الأممية التي عادة ما كانت تمر مر الكرام لقيت هذه المرة الترويج المطلوب وقابلتها السلطات العراقية بالانتقاد متهمة بعثة الأمم المتحدة بالمبالغة وبتقديم ارقام غير صحيحة.

على خلاف التقارير السابقة لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق التي تصدر كل ثلاثة أشهر، لقي التقرير الصادر يوم الأربعاء 25 أبريل والذي يعد الأول منذ انطلاق تنفيذ الحملة الأمنية في بغداد، الترويج الإعلامي المطلوب نظرا لما احتواه من انتقادات واضحة، موجهة للحكومة العراقية ولحكومة كردستان العراق.

انتقاد لحجب عدد القتلى

الانتقاد الأهم الذي وجهته بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق للحكومة العراقية في تقريرها حول وضع حقوق الإنسان للثلاثي الأول من سنة 2007، يتعلق برفض الحكومة العراقية الإفصاح عن عدد القتلى.

وقالت بعثة الأمم المتحدة “إن حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي حجبت البيانات بشأن القتلى المدنيين وسط أعمال عنف طائفية بين الشيعة والسنة”.

ونتيجة لذلك لم ترد إحصائيات شاملة في التقرير الحالي على خلاف ما ورد في التقرير السابق بحيث أشار الى مقتل 34452 مدنيا في عام 2006، من بينهم 6376 في شهري نوفمبر وديسمبر 2006.

وتقول بعثة الأمم المتحدة “إن وزارة الصحة العراقية رفضت تزويدها بأعداد القتلى”.

حرب أرقام واتهامات

في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة العراقية ومن ورائها الحكومة الأمريكية، الترويج للمخطط الأمني في بغداد، يأتي تقرير الأمم المتحدة ليشير الى أن عدد القتلى المدنيين يتعاظم رغم هذا المخطط الأمني.

ويشير المراقبون الى أن خلاصة هذا التقرير التي مفادها “أنه على الرغم من تأكيد المسؤولين العراقيين لتراجع أعداد القتلى في نهاية شهر فبراير، أي منذ الشروع في تطبيق الخطة الأمنية ، فإن عدد القتلى عاد في شهر مارس للإرتفاع”، هي بمثابة تأكيد لفشل هذا المخطط الأمني.

إذ قالت بعثة الأمم المتحدة ” إن أعمال العنف الدينية في شهري فبراير ومارس أزهقت أرواح العديد من المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال في الأحياء السنية في بغداد”.

وقد قابلت السلطات العراقية إصدار التقرير باتهام بعثة الأمم المتحدة في بيان صادر عنها، بأنها قدمت تقريرا “غير صحيح” و”غير متوازن”. كما اعتبرت ان إصدار هذا التقرير “يمس بمصداقية بعثة المم المتحدة لمساعدة العراق ويعمل على تعميق الأزمة الإنسانية في العراق بدل حلها”.

وفي المقابل عبرت بعثة الأمم المتحدة عن الأمل “في عودة الحكومة العراقية الى التعاون معها في شفافية والا تسيء استخدام الأرقام الواردة في التقارير الأممية”.

انتهاكات في إقليم كردستان

إقليم كردستان العراق المتمتع بحكم ذاتي والذي عادة ما يصور على أنه هادئ ولا يعرف اضطرابات كبرى، كان أيضا محط انتقاد في تقرير بعثة الأمم المتحدة سواء فيما يتعلق بمضايقة الصحفيين او فيما يتعلق بجرائم الشرف.

وفي الوقت الذي تطالعنا فيه أخبار عن مقتل اكبر عدد من الصحفيين في المناطق العراقية السنية والشيعية ، يرى تقرير الأمم المتحدة أن أكبر نسبة اعتقالات طالت الصحفيين في الفترة ما بين يناير ومارس 2007 كانت على ايدي قوات الأمن الكردية في مقاطعات دهوك وأربيل والسليمانية.

ويقول التقرير “إن السلطات الكردية واصلت تعريض الصحفيين للتحرش والإعتقال والإجراءات القانونية لتغطيتهم فساد الحكومة أو تدني مستوى الخدمات العامة وغيرها من قضايا المصلحة العامة”.

كما انتقد التقرير عدم تحرك المسئولين الأكراد للحد من ظاهرة “جرائم الشرف” التي بلغت حسب ما هو معروف حوالي 40 قضية في المحافظات الثلاث، والمتمثلة في تعرض شابات للخنق او الحرق او القتل من قبل أحد افراد عائلاتهن بسبب الشك في سوء سلوكهن.

وقد أشار تقرير الأمم المتحدة، زيادة على ذلك، الى ممارسة قوات الأمن الكردية للحبس التعسفي واحتجاز المئات بدون محاكمة وتعريض البعض للتعذيب.

سويس إنفو – محمد شريف – جنيف

34452 قتيل في عام 2006 حسب التقرير الأممي السابق
6376 قتيل في شهري نوفمبر وديسمبر 2006 وحدهما
تقرير هذا العام بدون أرقام عامة نظرا لرفض وزارة الصحة العراقية تقديم تلك الأرقام.
3330 قتيل في صفوف القوات الأمريكية منذ بداية الحرب
145 قتيل في صفوف القوات البريطانية منذ بداية الحرب
ينوي الرئيس الأمريكي إرسال 30 الف جندي إضافي الى العراق
تخطط القوات البريطانية لخفض قواتها بحوالي 7000 جندي في الأشهر القادمة
الحملة الأمنية في بغداد ادت الى اعتقال أكثر من 3000 شخص.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية