مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

توقعات أممية بوصول 150 ألف مهاجر إلى اليمن في 2018

قوات من الأمن اليمني على متن مركبة تحمل مدفع رشاش ثقيل عند نقطة تفتيش في المكلا بتاريخ 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2018 afp_tickers

ازدادت أعداد المهاجرين الواصلين إلى اليمن رغم تفاقم أزمته الإنسانية، بحسب منظمة الهجرة الدولية، التي تتوقع أن يبلغ عدد القادمين إلى هذا البلد الذي تمزقه الحرب 150 ألفا هذا العام.

وأكدت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أن اليمن لا يزال يعد محطة رئيسية بالنسبة للمهاجرين القادمين من افريقيا إلى دول الخليج الثرية في وقت يستغل مهربو البشر الفوضى الناجمة عن الحرب لتفادي التدقيق الأمني.

وتوقعت أن يزداد عدد المهاجرين الواصلين إلى اليمن بنسبة 50 بالمئة هذا العام مقارنة بالعام 2017 عندما قدم نحو 100 ألف.

وقال الناطق باسم المنظمة جويل ميلمان للصحافيين في جنيف “نحن على ثقة في تقديراتنا لعدد المهاجرين الواصلين إلى اليمن، الذي يشهد حربا، بأنه سيبلغ 150 ألفا هذا العام”.

واعتبر أن مرور هذا العدد الكبير من الأشخاص عبر “منطقة حرب خطيرة كهذه” يعد أمرا “استثنائيا ومثيرا للقلق”.

ودفع النزاع اليمني الذي تصاعدت حدته في أواخر العام 2014 البلد إلى حافة المجاعة بينما وصفت الأمم المتحدة الوضع في اليمن بأنه يشكل أسوأ كارثة إنسانية في العالم.

وحذرت الأمم المتحدة الثلاثاء من أن “اليمن لم يكن يوما قريبا لهذه الدرجة من المجاعة” كما هو الآن مشيرة إلى أن 24 مليون شخص في اليمن — يمثلون تقريبا 75 بالمئة من عدد السكان — سيحتاجون إلى مساعدة إنسانية في 2019.

– “زيادة حادة في معدلات الجوع” –

وقال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك للصحافيين في جنيف “إن البلد الذي سيعاني من المشكلة الأكبر في 2019 سيكون اليمن”.

وفي السياق ذاته، قال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة ديفيد بيزلي للصحافيين إن احصائية تتعلق بالأمن الغذائي سيتم نشرها في وقت لاحق هذا الأسبوع ستظهر “زيادة حادة في معدلات الجوع” في البلاد حيث سترتفع من ثمانية ملايين حالة إلى 12 مليونا، مؤكدا أن “هؤلاء هم الأشخاص الذين يعيشون على حافة المجاعة (…) هؤلاء هم الأشخاص الذين لا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم المقبلة”.

وأكد أن “هذا ليس بلدا على حافة الكارثة، بل يعاني من كارثة”.

لكن رغم أزمته، لا يزال اليمن يعد طريقا أساسيا بالنسبة للمهاجرين الذين يسافرون عادة برا عبر جيبوتي قبل خوض رحلات محفوفة بالمخاطر لعبور خليج عدن إلى اليمن.

ومن هناك، يحاولون عادة الوصول إلى دول خليجية، سعيا للحصول على عمل في معظم الحالات.

وقدّرت منظمة الهجرة الدولية أن نحو 92 بالمئة من المهاجرين الذين دخلوا اليمن هذا العام كانوا من حملة الجنسية الإثيوبية بينما البقية من الصومال.

وقال ميلمان إن قرابة 20 بالمئة من المهاجرين هم من القصّر “والعديد منهم غير مصحوبين” بأشخاص بالغين.

ولدى سؤاله عن سبب ازدياد أعداد الواصلين بشكل كبير رغم تردّي الأوضاع في اليمن، قال إنه يبدو أن المهربين يستغلون النزاع والعنف “لتسويق” البلد كنقطة عبور.

– حقول ألغام وإطلاق نار –

وأوضح أن المهربين يعدون المهاجرين بتوفير ممر سهل لهم باعتبار أن السلطات “منشغلة بالاضطرابات الأهلية (…) بما يمنعها من مراقبة الحدود بشكل جيد”.

وقال “بالطبع فور وصولهم إلى هناك، يختلف الوضع. فهناك حقول ألغام عليهم عبورها وتبادل لإطلاق النار”.

ولم تتمكن المنظمة الدولية من تقديم أرقام عن عدد المهاجرين الذين قضوا وهم يحاولون العبور من اليمن لكن ميلمان أفاد أنه تم تأكيد 156 حالة وفاة في البحر هذا العام في عدة ممرات بحرية مؤدية إلى اليمن.

وقال “لا شك في أنه لا يتم الإبلاغ عن جميع حالات الوفاة”.

وأكد أن أزمة الهجرة في اليمن تعد أمرا “طارئا” على نطاق يفوق معظم حركات الهجرة الكبيرة في العالم.

وكمثال على ذلك، قال إن “عدد 150 ألفا هو أكبر بعشرات الآلاف من التوقعات لإجمالي حالات الهجرة البحرية غير الشرعية عبر المتوسط لهذا العام”.

وفي مسعى للتعاطي مع المشكلة، أفادت منظمة الهجرة الدولية أنها ستعقد مؤتمرا في جيبوتي يضم سبع دول — جيبوتي ومصر وإثيوبيا والسعودية والكويت والصومال واليمن — ويهدف إلى “ضمان تحسين إدارة تدفق الهجرة بشكل عاجل إلى اليمن ودول الخليج”.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية