مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

جنازة عسكرية لحسني مبارك يتقدمها السيسي

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في جنازة الرئيس الأسبق حسني مبارك في 26 شباط/فبراير 2020 في القاهرة afp_tickers

دفن الرئيس المصري السابق حسني مبارك بعد ظهر الأربعاء في شرق القاهرة بعد جنازة عسكرية أقيمت له وتقدمها الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، بعد حوالى ثماني سنوات على تنحيه تحت ضغط انتفاضة شعبية عارمة بعد حكم دام ثلاثين عام.

واستغرقت مراسم الجنازة العسكرية قرابة خمس دقائق في باحة مسجد المشير طنطاوي. وكان السيسي في الصف الأول للمشيعين الى جوار نجلي الرئيس الاسبق علاء وجمال مبارك فيما اصطف خلفهم العديد أعضاء من الحكومة الحالية والعديد من رجالات عصر مبارك.

ونقل جثمان مبارك الذي كان قائدا للقوات الجوية المصرية إبان الحرب العربية-الاسرائيلية عام 1973 وحكم مصر لمدة ثلاثين عاما، الى مسجد المشير طنطاوي في مروحية.

ووضع الجثمان في صندوق خشبي ملفوف بعلم مصر على عربة تجرها أربعة خيول وفقا للمراسم التقليدية للجنازات العسكرية في مصر. ثم دفن في مقبرة العائلة في حي مصر الجديدة بشرق القاهرة.

بعد الجنازة، غادر السيسي المكان على الفور بعد أن صافح نجلي الرئيس السابق.

ونشرت قوات أمنية كبيرة بينها آليات مدرعة منذ صباح الأربعاء بالقرب من المسجد والمقبرة.

ووضع صف من المدافع أمام المسجد فيما تجمع عشرات من مؤيدي الرئيس الأسبق بالقرب من المكان وقد رفعوا صوره وأعلاما مصرية.

وقال سمير جعفر (59 عاما) بجلابيته التقليدية وهو يرفع صورة للرئيس الأسبق مع نص يدين ثورة 2011 “جئت اليوم لأن فقراء هذا البلد أصبحوا أكثر فقرا بعد مبارك”.

بعد سقوط مبارك، انتخب المصريون الإسلامي محمد مرسي رئيسا، لكن حكمه لم يدم طويلا. وانقلب الجيش عليه، وأطاح به. وتوفي مرسي في حزيران/يونيو 2019 خلال محاكمته. ويتولى السيسي الذي كان قائدا للجيش الحكم منذ حزيران/يونيو 2014، وقد تمكن نظامه من قمع كل معارضة. ويعاني المصريون من وضع معيشي واقتصادي مأزوم.

ونقل التلفزيون المصري الرسمي مباشرة على الهواء وقائع الجنازة، ما يؤشر الى تكريم أثار غضب كثيرين على وسائل التواصل الاجتماعي اعتبروا مبارك مسؤولا عن مقتل اكثر من 850 مصريا في الأيام الأولى لثورة 25 كانون الثاني/يناير 2011.

ودفن الرئيس الإسلامي السابق محمد مرسي الذي وصل إلى السلطة في 2012 في أوج “الربيع العربي” وأقاله الجيش في العام التالي، بلا ضجيج وبعيدا عن الكاميرات.

– مشاعر متضاربة –

وكان السيسي نعى مساء الثلاثاء “أحد قادة وأبطال حرب أكتوبر المجيدة” في 1973 ضد اسرائيل التي قاد مبارك خلالها سلاح الجو.

وأعلنت الرئاسة المصرية “الحداد العام في جميع أنحاء الجمهورية لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من الأربعاء”.

وأشاد عدد من المسؤولين العسكريين بمبارك. على صفحتها على موقع فيسبوك، عبرت قيادة القوات المسلحة المصرية عن حزنها لفقدان “أحد أبنائها”.

لكن باستثناء الفلسطينيين والإسرائيليين والإماراتيين، عبر قلة من القادة الأجانب عن ردود فعل بعد إعلان وفاة الرئيس الأسبق الذي كان لسنوات شخصية موجودة بقوة في الاجتماعات الدولية ومثل بلاده بصفته ينتمي إلى التيار “المعتدل” في العالم العربي.

وعبر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلاثاء عن تعازيه باقتضاب في لقاء مع الصحافيين في وزارة الخارجية الأميركية.

وعنونت صحيفة “الأهرام” الأربعاء صفحتها الأولى “في ذمة الله”، ونشرت صورة للرئيس الأسبق مع شريط أسود تعبيرا عن الحداد.

وكتب محمد الأمين في صحيفة “المصري اليوم” الخاصة “قد تتفق أو تختلف مع الرئيس الراحل ولكن المؤكد أن مبارك لم يَخُنْ وطنه أبدًا”.

وأضاف أن مبارك “لم تكن نهايته مثل القذافي ولا عبد الله صالح ولا صدام، ولا أي من هؤلاء ولا مثل زين العابدين بن علي، فلم يقبل طلبا باللجوء… قال إنه عاش هنا وسيموت هنا على أرض الوطن.. وعاش بكرامته وكبريائه، لم يهرب من المحاكمات”.

وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، عبر مارة في ساحة التحرير التي كانت مركز الانتفاضة الشعبية في القاهرة في 2011 لفرانس برس عن مشاعر متضاربة.

فقال أحدهم إن مصر “كانت ستكون بلدا مختلفا” لو قبل مبارك بفكرة “النقل السلمي للسلطة ولم يحكم هذه الفترة الطويلة”.

وقال آخر “رحمه الله”، مشيرا إلى “أمور جيدة” حصل عليها المصريون في عهد مبارك. لكنه تحدث أيضا عن “الظلم الكبير” الذي عاشه الشعب المصري.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية