مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

دفاعاً عن حقوق الأقليات والمرأة

تلقت السيدة كالمي - راي ترحيباً حاراً في ديار بكر Keystone

لم تخل الزيارة الرسمية لوزيرة الخارجية السويسرية إلى تركيا من حديث واضح عن حقوق الإقليات والمرأة، ومن التطرق إلى ملف "مذبحة الأرمن الشائك".

السيدة ميشلين كالمي – راي صرحت بالقول خلال جولتها في مدينة ديار بكر الكردية بجنوب شرق تركيا، إن تطبيق الإصلاحات في هذه المنطقة “لا زال قاصراً”.

لقد “بذلت الحكومة التركية خلال الأعوام الماضية جهوداً كبيرة ومررت العديد من الإصلاحات، المتعلقة أساساً بحقوق الإنسان”.

هكذا استهلت وزيرة الخارجية السويسرية مباحثاتها مع قادة منظمة كا– مير غير الحكومية التي تنشط في مدينة ديار بكر الكردية بجنوب شرق تركيا، إلا أنها سرعان ما استدركت قائلة: “لكني أُبلغت من كل الأطراف أن ترجمة (تلك الإصلاحات والقوانين) على أرض الواقع لم تخل من عوائق”.

وأضافت السيدة كالمي-راي قائلة: “إنه يبدو أن تطبيق القوانين الجديدة يأخذ وقتاً لأنه لا بد من تغيير الذهنيات أولاً”.

حقوق الأقليات

من جهة أخرى عبرت السيدة كالمي – راي عن أملها في “توسيع وتعزيز” نطاق الإصلاحات، خاصة تلك المتعلقة بقطاعات حق التعبير وحقوق المرأة.

ولفتت وزيرة الخارجية إلى أن كونها سويسرية ومن بلد متعدد الثقافات واللغات يجعلها مهتمة بصورة خاصة بحقوق الأقليات. وقالت: “لقد أظهرت التجربة لنا ( في سويسرا) أن منح الأقليات الوسائل للدفاع عن حقوقها الثقافية أساسي للتماسك الوطني”.

ونوهت السيدة كالمي – راي بالتقدم الجاري في قطاعات التعليم والإعلام، وأكدت أن قيام قنوات التلفزيون ببث برامجها بلغات متعددة، وبدء التعليم باللغة الكردية، “يمثلان مؤشراً إيجابيا”.

مؤشر إيجابي فعلاً؟

إلا أن الصحافيين المحليين أبلغوا الوكالة السويسرية للأنباء أن مدرسة خاصة واحدة فقط هي التي تعطي دروساً بالكردية في مدينة ديار بكر؛ وأن قناة خاصة تلفزيونية واحدة فقط (جون تي في) تقدم برامجها باللغة الكردية منذ العام الماضي.

وأوضح هؤلاء أن برامج القناة قبل السنة الماضية كانت تقتصر على برامج الموسيقى والإعلانات.

أما فيما يتعلق بالقناة التلفزيونية الحكومية فإنها تبث برنامجين أسبوعيا، يستغرق كل منهما نصف ساعة، ويتضمنان الأخبار الوطنية التي جرت قبل أسبوع مضى.

الدعم التنموي

التنمية الإقتصادية كانت هي الأخرى حاضرة خلال زيارة الوزيرة السويسرية إلى ديار بكر، والتي تنتمي إلى الجزء الأفقر من تركيا.

وقد صرحت السيدة كالمي – راي قائلة إن الإقليم عليه أن يلحق بالركب في مواجهة “التأخير الإقتصادي الكبير” الذي يعاني منه. كما عقبت بعد لقاءها بحاكم وعمدة ديار بكر بالقول إن هناك “حاجة واضحة للتحرك” في هذا الشأن.

وأشارت إلى أن سويسرا تدعم العديد من المشاريع التنموية والإنسانية في هذا الإقليم تحديداً. ويجدر بالذكر أن وزارة الخارجية تساهم بمبلغ 3.7 مليون فرنك سويسري لتمويل المنظمات غير الحكومية في ديار بكر على مدى أعوام عديدة.

“مذبحة الأرمن”

يشار إلى أن ملف “مذبحة الأرمن” الشائك، والذي تسبب في توتر العلاقات بين سويسرا وتركيا على مدى الشهور ال 18 شهراً الماضية، تم طرحه على المباحثات بين الجانبين في اليوم الأول لزيارة السيدة كالمي – راي.

فقد صرح وزير الخارجية التركي في مؤتمر صحفي، عقد إثر اجتماعه مع الوزيرة السويسرية، قائلاً ” لقد تحدثت مع السيدة كالمي – راي باستفاضة عن وجهة نظرنا تجاه المسألة الأرمينية، والتطور التاريخي لهذه المشكلة”.

وأردف بشكل واضح “إن موقف سويسرا يختلف عن موقف تركيا”، وأعتبر السيد عبدالله جول قرار برلمان كانتون فو تسمية ما حدث للأرمن في عام 1915 “جريمة إبادة جماعية”، أعتبره “غير عقلاني”.

من جانبها، ردت الوزيرة السويسرية بالقول “إن سويسرا تعتقد أن الأمر يعود إلى كل دولة كي تراجع تاريخها، وتتعامل معه”.

لكنها رحبت باستعداد السيد جول تشكيل لجنة دولية من خبراء تاريخيين كي يلقوا المزيد من الضوء على ما وصفته ب”الموضوع التاريخي الصعب”.

هذا وترغب تركيا من سويسرا أن ترسل خبراء تاريخيين ليشاركوا في عمل اللجنة، وذلك حسب تصريح المستشار الدبلوماسي للسيدة كالمي – راي، روبرتو بالزاريتي، لكنه لفت قائلا إلى “أنه من المبكر الحديث عن ذلك الآن”.

سويس انفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية