مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

دفاع شرس عن السرية المصرفية

باسكال كوشبان في مداخلة له أمام البرلمان Keystone

يتولى وزير الاقتصاد السويسري باسكال كوشبان مهام نائب رئيس الكونفدرالية اعتبارا من بداية العام الجديد، ويستقبل مع هذا المنصب الإضافي تساؤلات متراكمة خلفتها أحداث عام ألفين وواحد على الصعيدين الداخلي والخارجي.

وبهذه المناسبة أجرى رئيس تحرير صحيفة “جورنالي ديل بوبلو” Giornale del Popolo الصادرة في كانتون تيتشنو حوارا مع الوزير كوشبان تناول معه فيه ما يؤرق بال السويسريين حول المستقبل والعلاقة مع الاتحاد الأوربي وبين الدولة بالمواطن.

الحوار تناول دور الاقتصاد السويسري الداخلي وانعكاساته على البطالة ومستقبل أسواق العمل حيث صرح كوشبان بأنه يعتقد أن سويسرا لا تمر بأزمة اقتصادية، معترفا بأن انهيار شركة سويس اير حمل معه كوارث مختلفة للكونفدرالية، أبرزها على الصعيد الداخلي كان السؤال حول الوقت المناسب الذي يجب فيه على الدولة أن تتدخل لمنع حدوث كارثة مماثلة والبحث في إدارة مثل هذه الشركات الكبيرة، ولكن ذلك لا يعني – حسب رأي كوشبان – أن الدولة يجب أن تتحمل كل ما نتج عن ذلك.

وشدد وزير الاقتصاد على ضرورة فهم أن الحكومة السويسرية “لم تتدخل لانقاذ سويس اير وإنما للمساهمة في تأسيس شركة طيران جديدة”.

وعن العولمة وموقف سويسرا منها قال كوشبان أنها فرصة لكي تدخل سويسرا حلبة السباق، ولكنه يرى بأن السؤال الذي لم يعثر هو شخصيا على إجابة له هو: ما هي الإمكانيات المتاحة للدولة مستقبلا للدفاع عن مصالحها؟

ويشير كوشبان إلى أن الأموال التي تتحصل عليها الدولة من دافعي الضرائب يجب أن تستغل في معالجة المشاكل القومية الكبرى، مثل تأمين شبكة دعم اجتماعي قوية والاهتمام بالبنية التحتية والأبحاث العملية والتعليم، لاسيما وأن الرأي العام تسائل عن مغزى نتائج دراسة نشرت مؤخرا كشفت تدن مستوى التعليم في سويسرا.

في المقابل تشكك وزير الاقتصاد في إمكانية وضع “سياسة صناعية” لتحديد نوعية المجالات الصناعية التي يمكن لسويسرا – كبلد صغير- أن تكون منافسة فيها على الصعيد الاوربي بصفة خاصة، الامر الذي يعني امكانية القضاء على صناعات باكملها داخل سويسرا لانها لن تتمكن من الصمود أمام المنافسين من أوروبا، ولكنه في الوقت نفسه اكد على أن دور الدولة ليس في “اقتناء الشركات” التي يجب أن تكون ملكا للقطاع الخاص.

ففي قطاع الاتصالات مثلا أشار كوشبان إلى أن الدولة ترغب في تقليص حجم مساهمتها في شركة الاتصالات القومية “سويس كوم” إلى واحد وخمسين في المائة ، وبما أن “سويس كوم” هي شركة مهيمنة “هولدينغ” تضم العديد من الشركات الاخرى التي لها علاقة من قريب أو بعيد بعالم الاتصالات فيمكن للكونفدرالية أن تتمسك بغالبيتها في شبكة الخطوط الثابتة بينما يمكنها أن تتخلى عن هذه الاغلبية في قطاع الهواتف المحمولة مثلا.

لا دخل للعولمة في هذا …

ودافع كوشبان بشراسة عن موقف الكونفدرالية من سرية الحسابات المصرفية التي اعتبرها “جزئا من مقومات شخصية سويسرا-الدولة” وشبهها بالخصوصية التي تتمتع بها كل دولة، وبالتالي يجب الدفاع عنها، وأنه لا مبرر لاقحام العولمة في هذا، وتساءل : هل يمكن أن يجبر أحد البريطانيين للحديث باللغة الفرنسية في التعاملات المالية؟ مشيرا إلى أنه يجب على السويسريين التمتع بهذه الفائدة بالشكل المناسب، حسب تعبيره.

العلاقة بين سويسرا والاتحاد الاوربي وخاصة بعد توقيع كافة أعضائه على الاتفاقيات القطاعية بينهما كانت أحد نقاط الحوار، حيث أعرب كوشبان عن قلقه من تباعد المسافة بين برن وبروكسل مشيرا إلى أن التحاق سويسرا بالاتحاد ليس متوقعا في المدى القريب – طبقا لما تظهره استطلاعات الرأي وربما بسبب تحسن الاقتصاد السويسري مقارنة مع اقتصاد بعض الدول الاخرى.

سويسرا كما يتمناها وزير اقتصادها باسكال كوشبان هي الدولة التي تقدم فرص عمل لمواطنيها ومستوى متفوقا من البنية التحتية ونظاما رفيعا من التعليم إلى جانب “آلية قانونية” تحميها من تطاول بعض الدول عليها بشكل مبالغ فيه بسبب سرية الحسابات المصرفية، طبقا لما جاء في الحديث.

سويس أنفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية