رئيس المجلس العسكري البورمي في بانكوك للمشاركة في قمة حول الاستجابة للزلزال

وصل رئيس المجلس العسكري الحاكم في بورما مين آونغ هلاينغ الخميس إلى بانكوك للمشاركة في قمّة إقليمية، غداة إعلان الجيش في بلده عن وقف موقت لإطلاق النار لتيسير إيصال المساعدات اللازمة بعد زلزال 28 آذار/مارس.
وقد أودى الزلزال الذي ضرب وسط بورما بقوّة 7,7 درجات بحياة أكثر من 3 آلاف شخص، مشرّدا آلاف الأشخاص في البلد الذي تمزّقه حرب أهلية.
ووصل مين آونغ هلاينغ بعد ظهر الخميس إلى فندق في العاصمة التايلاندية، وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.
وحطّ قبله في بانكوك رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس الحكومة الانتقالية في بنغلادش محمد يونس.
وكان رئيس المجلس العسكري البورمي قد أعلن الأربعاء أنه ينوي التوجّه إلى العاصمة التايلاندية لمناقشة سبل الاستجابة لتداعيات الزلزال في إطار قمّة تعقد الجمعة لـ”مبادرة خليج البنغال للتعاون التقني والاقتصادي المتعدّد القطاعات” (بيمستيك) التي تضمّ بنغلادش وبوتان والهند وبورما ونيبال وسريلانكا وتايلاند.
واقترحت تايلاند، الدولة المضيفة التي ضربها أيضا الزلزال، نشر بيان مشترك حول آثار الكارثة الجمعة.
وفيما أرسلت بلدان ومنظمات مساعدات إلى بورما، أعلن المجلس العسكري البورمي الأربعاء وقفا لإطلاق النار يمتدّ إلى 22 نيسان/أبريل “بهدف تسريع جهود الإسعاف والإعمار وصون السلام والاستقرار”.
لكنّه حذّر خصومه، وهم طيف واسع من الجماعات المسلّحة المنادية بالديموقراطية والمجموعات الإتنية، من أنه سيردّ على الهجمات وعلى أيّ “تجمّع أو منظمة أو توسّع إقليمي من شأنه أن يمسّ بالسلم”.
وكان “تحالف الأخويّات الثلاثة” المؤلّف من أبرز الجماعات الإتنية المتمرّدة أعلن وقفا للمعارك لمدّة شهر. كما أقرّت قوّات الدفاع الشعبية من جهتها وقفا جزئيا لإطلاق النار.
وحضّت وكالات الأمم المتحدة ومجموعات الدفاع عن حقوق الإنسان والحكومات الأجنبية كلّ الأطراف على وقف المعارك والتركيز على توفير المساعدة لضحايا أقوى زلزال يضرب البلد منذ عقود.
– مشاهد فوضى –
وأفاد مراسلو فرانس برس الأربعاء بمشاهد فوضى فيما كان حوالى مئتي شخص ينتظر تلقّي المساعدات في ساغاينغ، على مسافة نحو 15 كيلومترا من مركز الهزّة في وسط البلد.
وتعرّضت المدينة لدمار واسع. وقد ألحق الزلزال أضرارا بحوالى 80% من مبانيها، نصفها في وضع خطر. وأكّد تيتون ميترا الممثّل المقيم في بورما لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لفرانس برس أن “التجهيزات الطبّية ليست كافية”.
وقال “رأينا أطفالا ونساء حوامل ومصابين. وإذا ما أخذنا المنطقة برمّتها، قد يتخطّى عدد المتضرّرين ثلاثة ملايين شخص”.
وتشهد مؤسسات الرعاية الصحية التي لم تسلم من تداعيات الزلزال “توافد أعداد كبيرة جدّا من المرضى”، في حين يتضاءل مخزون المياه والغذاء والأدوية، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وقام متطوّعون بتوزيع المياه والأرزّ والزيت وغيرها من المواد الأوّلية للسكان.
وينام كثر في العراء منذ وقوع الزلزال خشية حدوث هزّات ارتدادية أو انهيار المباني التي كانوا فيها.
وقالت أيتي كار مديرة مدرسة للراهبات المبتدئات انهارت بالكامل “نحن في حاجة إلى أسقف وجدران لإيوائنا ليلا. ولا نتلقّى مساعدة كافية”.
وكشفت السيّدة البالغة 63 عاما أنها تنام “فعلا على الأرض”.
– “معجزة” –
أثار إنقاذ رجلين من تحت أنقاض فندق في نايبيداو الأربعاء الآمال في العثور على ناجين، رغم تضاؤل الفرص ساعة تلو أخرى.
وأعلن المجلس العسكري الخميس عن حصيلة جديدة بلغت 3085 قتيلا و4715 جريحا و341 مفقودا على الاقلّ.
وفي بانكوك حيث تسبّب انهيار مبنى من 30 طابقا كان قيد التشييد بمقتل 22 شخصا على الأقلّ، تتواصل الأبحاث للعثور على نحو 70 مفقودا.
وقال حاكم العاصمة بانكوك تشادتشارت سيتيبونت صباح الخميس في بثّ مباشر على “فيسبوك” إنه “يأمل معجزة”.
لكنّه نبّه أيضا إلى “خيبات الأمل”.
وفي بورما، ما زال النطاق الفعلي لهول الكارثة غير معروف بالتحديد في ظلّ الصعوبات في تلقّي المعلومات وسوء حال البنى التحتية، ما يؤخّر جهود جمع المعلومات وإيصال المساعدات.
وتؤكّد منظمات إنسانية أن الحرب الأهلية التي اندلعت بعد الانقلاب العسكري في 2021 تعيق الاستجابة للزلزال.
واتّهم المتمرّدون المجلس العسكري بشنّ ضربات جوّية منذ حدوث الزلزال.
وحتّى قبل وقوع الزلزال الجمعة، كان 3,5 ملايين شخص في عداد النازحين في بورما بسبب المعارك، وفق الأمم المتحدة.
بور-بفس-فغو/م ن/الح/كام