The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

رئيس جنوب إفريقيا في مأزق بعد انتكاسة حزبه في الانتخابات البلدية

رئيس جنوب إفريقيا وحزب المؤتمر الوطني الإفريقي سيريل رامافوزا أثناء كلمة أمام أنصار حزبه خلال الحملة للانتخابات البلدية في شمال بريتوريا بتاريخ 15 تشرين الأول/أكتوبر 2021 afp_tickers

تعرض حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في جنوب إفريقيا لانتكاسة تاريخية في الانتخابات البلدية هذا الأسبوع، ما يضع رئيس البلاد والحزب سيريل رامافوزا في مأزق سياسي.

سجل حزب نيلسون مانديلا أسوأ نتيجة انتخابية له بتراجع مؤيديه إلى أقل من 50 بالمئة، وفق ما أظهرت النتائج النهائية. وحصد الحزب سابقا أغلبية الأصوات منذ أول انتخابات ديموقراطية في البلاد عام 1994.

وخسر المؤتمر الوطني الإفريقي ستّا من ثماني مدن رئيسية في البلاد وعانى انتكاسات كبيرة في مدن أخرى.

وقالت المحللة سيسونكي مسيمانغ “تظهر النتائج فشل حزب المؤتمر الوطني الإفريقي… لقد أكد الناخبون في المدن الكبرى أنهم سئموا من الوضع القائم”.

ودعت قيادة الحزب إلى اجتماع طارئ الجمعة لمناقشة النتائج المخيّبة، رغم أن حلفاء رامافوزا قدّروا أن الحزب كان سيحصد نتائج أسوأ من دونه.

وقال مسؤول الانتخابات في الحزب الحاكم ووزير النقل فيكيل مبالولا “كان لدينا أفضل سلاح في هذه الحملة، هو سيريل رامافوزا رئيس حزب المؤتمر الوطني الإفريقي. لولاه، لكانت الأمور أسوأ”.

– تفاقم الفساد –

تولى رامافوزا المعروف بكونه زعيما معتدلا وتوافقيّا، منصبه عام 2018 واعدا بالقضاء على الفساد الذي تغلغل في الحزب.

ويحاكم سلفه في الرئاسة جاكوب زوما حاليا في قضايا مختلفة بتهمة اختلاس أموال عامة. ولم يقتنع أنصار زوما بشعارات محاربة الفساد التي يرفع لواءها رامافوزا معتبرين أنه يستهدف الرئيس السابق.

وأظهرت دراسة استقصائية لشبكة “أفرو بارومتر” أن ثلثي سكان جنوب إفريقيا يرون أن الفساد تفاقم في عهد سيريل رامافوزا.

وقد اضطر وزير الصحة إلى الاستقالة هذا العام، على وقع اتهامات بمنحه عقود خدمات بشكل غير مشروع في سياق مكافحة فيروس كورونا. لكن رامافوزا شكره مؤكدا أنه “خدم الوطن”.

وقال إيفان جوفندر (56 عاما) وهو صاحب مطعم في جوهانسبرغ “هناك كثير من الفساد… بعد سبعة وعشرين عاما، ما زالوا يستخدمون الفصل العنصري ذريعة. إنها ذريعة جوفاء، آمل أن يكون هذا بمثابة دعوة لليقظة لترتيب بيتهم”.

والسؤال المطروح على حزب المؤتمر الوطني الإفريقي: من غير رامافوزا بامكانه ترتيب الوضع؟

عندما كان قياديا في نقابات عمال المناجم، ساعد رامافوزا في التفاوض على انتقال البلاد إلى الديموقراطية. ثم انتقل إلى عالم الأعمال وجمع ثروة تصل قيمتها إلى 550 مليون دولار.

– أكثر شعبيّة من حزبه –

لكن الصبر الذي يميّزه يمكن أن يعمل ضده أيضا. فعندما اندلعت أعمال الشغب في تموز/يوليو مخلفة أكثر من 350 قتيلا، تباطأ رامافوزا في نشر قوات الأمن خوفا من تكرار مشاهد تذكر بحملات القمع في حقبة نظام الفصل العنصري.

يختار البرلمان الرئيس في جنوب إفريقيا بأغلبية مطلقة، ويمكن لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي عزل رامافوزا إذا لم يوافق على أدائه السياسي. واستُبدل سابقا اثنان من أسلافه في منتصف ولايتيهما.

رغم ذلك، أظهر استطلاعان قبل الانتخابات أن رامافوزا يتمتع بشعبية أكبر بكثير من حزبه. وقال مدير مؤسسة “ديموكراسي ووركس” وليام غوميد إن ذلك قد لا يكون له تأثير كبير عندما يجتمع المؤتمر الوطني للحزب العام المقبل لاختيار قادته.

وأضاف أن “شعبيته لن تفيده عند ترشحه في مؤتمر الحزب”. وتابع “رغم محاربته الفساد، يعتقد كثير من مواطني جنوب إفريقيا أنه لم يفعل ما يكفي، لكن حزبه يعتقد أنه مضى أكثر مما يلزم. تلك هي معضلته”.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية