مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويسرا تدعو لاجتماع حول شارة ثالثة

الصيغة المقترحة لشارة ثالثة عبارة عن ألماسة حمراء يوضع بداخلها أي شعار وطني Keystone Archive

وجهت سويسرا دعوة للبلدان الموقعة على معاهدات جنيف، لعقد اجتماع تحضيري للمؤتمر الدبلوماسي، يهدف إلى إعتماد شارة ثالثة جديدة لحركة الهلال والصليب الأحمر.

الإجتماع، الذي من المقرر عقده في منتصف سبتمبر على مستوى السفراء، ترغب واشنطن وغالبية الدول في عقده قبل موفى العام الحالي، على حين تعارضه الدول الإسلامية.

دعت سويسرا بوصفها البلد المؤتمن على معاهدات جنيف، في رسالة وجهتها وزارة الخارجية السويسرية إلى الدول الأعضاء الموقعة على معاهدات جنيف، إلى عقد اجتماع تحضيري يومي 12-13 سبتمبر 2005 في جنيف، لمناقشة نتائج المشاورات التي أجريت بغرض اعتماد شارة ثالثة لحركة الهلال والصليب الأحمر.

وتقول رسالة الخارجية السويسرية، التي حصلت سويس انفو على نسخة منها، إنه “بعد أكثر من شهر من تاريخ 17 يونيو، الذي حدده البلد الراعي لمعاهدات جنيف لإستلام تعليقات الدول الأعضاء بخصوص الشروط التي يجب توفرها لعقد المؤتمر الدبلوماسي، (…) يتضح أن هناك إجماعا واسعا حول البروتوكول، الذي تمت صياغته في المؤتمر الدبلوماسي لحركة الهلال والصليب الأحمر في شهر ديسمبر 2003”.

إجماع حول شارة ثالثة

الهدف من كل هذه التحركات هو عقد مؤتمر دبلوماسي من أجل اعتماد شارة ثالثة، تسمح للدول التي لا تعترف بشارة الصليب أو الهلال الأحمر، باستعمال تلك الشارة كشعار للعمل الإنساني داخل ترابها.

وقد حصل الشعار المتمثل في ألماسة حمراء، توضع بداخلها أية شعارات وطنية غير معترف بها مثل نجمة داود لحركة الإسعاف الإسرائيلية، حصل على شبه إجماع، والذي ينتظر أن يتم إعتماده عند انعقاد المؤتمر الدبلوماسي للبلدان الأعضاء في معاهدات جنيف.

وهذا ما تولت سويسرا التحضير له، بحيث أجرت مشاورات مكثفة منذ أشهر مع الدول المعنية، ووجهت لذلك اليوم الدعوة لعقد اجتماع تحضيري على مستوى السفراء في يومي 12 و 13 سبتمبر، للاتفاق حول شروط وبنود وموعد عقد المؤتمر الدبلوماسي.

شبه معارضة إسلامية

ويتضح من المشاورات التي تمت بين الجانب السويسري والأطراف العربية والإسلامية، أن الدول العربية والإسلامية، على الرغم من عدم اعتراضها على إضافة شارة ثالثة، تبدي نوعا من عدم التحمس لعقد المؤتمر الدبلوماسي في الوقت الحالي.

وكان وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي في اجتماعهم الأخير في صنعاء باليمن، قد اتخذوا قراراً يعتبر ” أن الوقت غير مناسب لعقد المؤتمر الدبلوماسي”، نظراً لما يتم من انتهاكات في الأراضي الفلسطينية المحتلة. .

لكن بعض المصادر أوضحت بأن سويسرا في ردها على قرار منظمة المؤتمر الإسلامي، طلبت من الدول الإسلامية بوصفها هي الموقعة على معاهدات جنيف وليست منظمة المؤتمر الإسلامي، التعبير منفردة عن قرار كل منها المعارضة لعقد المؤتمر الدبلوماسي.

وفي رسالة الخارجية السويسرية التي وجهتها إلى الدول الأعضاء ورد التالي ” أن المشاورات التي تمت أظهرت أن غالبية الدول توافق على عقد المؤتمر الدبلوماسي في شهر أكتوبر من هذا العام”، لكنها أضافت “بأن أقلية من الدول فقط، أفادت في ردها على البلد الراعي لمعاهدات جنيف، بأن الظروف الحالية غير ملائمة لعقد المؤتمر”.

الانسحاب من قطاع غزة وفر ظرفاً أفضل

وترى أوساط عديدة أن الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، يوفر ظروفا ملائمة للبدء في حوار جاد في منطقة الشرق الأوسط.

وكانت وزارة الخارجية السويسرية قد شرعت في تحريك هذا الملف منذ بداية العام، أي منذ بداية بوادر انفراج في منطقة الشرق الأوسط، وعينت سفيرا مكلفا بهذا الملف في شخص السفير ديديي بفيرتر.

وعلى هذا الصعيد، كان أمين عام الجمعية العربية لحركة الهلال والصليب الأحمر السيد عبد الله الهزاع قد صرح لسويس انفو في حوار سابق بالقول ” إن المجموعة العربية تربط عقد المؤتمر الدبلوماسي بملائمة الظروف الإنسانية في الشرق الأوسط، وبالتحديد في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

الضغوط الأمريكية

لكن العامل الآخر الذي يدفع من أجل عقد المؤتمر الدبلوماسي قبل نهاية العام 2005، يتمثل في أن جمعية الصليب الأحمر الأمريكية – التي تبنت الدفاع عن شارة الإسعاف الإسرائيلية نجمة داود، وشددت على قبولها ضمن الحركة الدولية للهلال والصليب الأحمر – تجد نفسها بعد خمس سنوات من التأخير في دفع مستحقاتها المالية للفدرالية الدولية لحركة الهلال والصليب الأحمر، أمام خطر الإقصاء من حق التصويت.

ولا شك أن كثيرين يحبذون رؤية الجمعية الوطنية الأمريكية تعود إلى دفع مستحقاتها،التي تقارب 7 مليون دولار سنويا، خصوصا وان التطورات التي أحدثها الانسحاب من قطاع غزة تعد في نظر الكثيرين إيجابية.

وإذا ما توصل الاجتماع التحضيري، الذي سيتم على مستوى السفراء في 12 و 13 سبتمبر، إلى اتفاق حول التفاصيل الأساسية، فإنه من المتوقع أن يتم عقد المؤتمر الدبلوماسي في آخر أسبوع من شهر أكتوبر 2005.

محمد شريف – سويس إنفو – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية