مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويسرا تنضم إلى موجة الإستياء الدولي

بين المصالح الاقتصادية وحماية البيئة تقف صناعة النفط كعامل ضغط على صناعة القرار الامريكي Keystone Archive

أعربت سويسرا على لسان السفير بيات نوبس من المكتب الفدرالي للبيئة و الزراعة والغابات عن اسفها لقرار الرئيس الأمريكي جورج بوش بعدم الاعتراف باتفاقية كيوتو للتقليل من انبعاثات الغازات العادمة.

السفير السويسري أكد أن بلاده لا ترى سوى بنود اتفاقية كيوتو كحل وحيد للحفاظ على البيئة وتقليص الانبعاثات الناجمة عن ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو، واعتبر أن الاقتراحات الأمريكية تدعو إلى عدم الالتزام بقواعد معينة وتخضع للنمو الاقتصادي. و يذكر أن الرئيس السويسري الأسبق موريتس لوينبرغر قد بعث برسالة في العام الماضي إلى الرئيس الامريكي جورج بوش طالبه فيها بالعودة إلى اتفاقية كيوتو، كما يستعد البرلمان السويسري لاعتماد الاتفاقية هذا العام.

ولم تأتي المعارضة من سويسرا فقط بل تزامنت مع رد فعل أوروبي سلبي على خطاب الرئيس بوش، فقد أعلنت المفوضة الأوروبية لشؤون البيئة مارغوت فالستروم أن مقترحات الرئيس بوش غير كافية، وأنه لا يوجد بديل عن اتفاقية كيوتو، حيث ستؤدي هذه المقترحات إلى زيادة الانبعاثات الضارة مضيفة أن مكافحة ظاهرة الدفيئة لا يمكن أن تكتمل دون تنفيذ بنود اتفاقية كيوتو.

كما أعرب وزير البيئة الألماني يورغين تريتين عن خيبة أمله في المقترحات الأمريكية التي وصفها بأنها غير ملزمة، وأشار في برلين إلى انه قد يتحتم وضع نظام قانوني ملزم لتطبيق اتفاقية كيوتو ، ووصف المقترحات الامريكية بأنها تشبه المقترحات الالمانية في الستينيات وهو ما يعني أن واشنطن ستحتاج إلى سنوات وسنوات للوصول إلى تطبيق اتفاقية كيوتو، بينما هي الآن حاضرة قيد التنفيذ.

أما منظمة السلام الأخضر Green peace فقط رأت على لسان خبير البيئة كارستن سميد أن المقترحات تحمل توقيع صناعة النفط الأمريكية، ويهدف إلى حماية أرباحها على حساب البيئة، وانتقد في الوقت نفسه غياب مقاومة قوية تتناسب مع المعارضة التي تبديها الدول الاوربية.

وآخرون يعولون على البحث العلمي

وعلى الرغم من أن اليابان رحبت بالمقترحات الأمريكية واعتبر وزير الخارجية يوريكو كافاكشي أن هدف الرئيس بوش هو الوصول إلى أهداف كويوتو، إلا أن حكومتها أعربت عن أملها في أن تقتنع واشنطن بالعودة إلى اتفاقية كيوتو مستقبلا.

إلا أن صحيفة نويه تسورخر تسايتونغ الصادرة في زيورخ قد نوهت في عددها الصادر صباح السبت إلى أن البيت الأبيض الأمريكي يسعى من خلال اقتصاد ديناميكي وابتكارات مختلفة إلى حل مشكلة الدفيئة التي تؤثر سلبيا على المناخ والطقس، وإذا وافق الكونغرس الأمريكي على الميزانية المقترحة فان مليارات الدولارات سوف تتدفق على مراكز أبحاث البيئة والطقس ومصادر الطاقة البديلة للتوصل إلى مفاعلات نووية ذات انبعاثات اقل ضرار مما هي عليه الحالة الآن، وفات الصحيفة أن تذكر الوقت الذي ستحتاجه مراكز البحث العملي للوصول إلى تقليل الانبعاثات الناتجة عن الصناعة دون اللجوء إلى بنود اتفاقية كيوتو.

سويس انفو مع الوكالات

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية