The Swiss voice in the world since 1935

قتيل في تل أبيب في هجوم بمسيرة تبناه الحوثيون اليمنيون

afp_tickers

قتل شخص في تل أبيب بهجوم تبناه الحوثيون اليمنيون ونُفّذ بمسيرة فشلت منظومة الدفاع الإسرائيلية في اعتراضها الجمعة مستهدفة مبنى قريبا من ملحق تابع للسفارة الأميركية.

وأعلن الحوثيون أنهم نفذوا العملية في إطار دعمهم للفلسطينيين الذين يواجهون وضعا كارثيا جراء الحرب الدائرة منذ أكثر من تسعة أشهر في قطاع غزة.

وقال المتحدث العسكري باسم “أنصار الله” العميد يحيى سريع في بيان “نفذ سلاح الجوّ المسير في القوات المسلحة اليمنية… عملية عسكرية نوعية تمثلت في استهداف أحد الأهداف المهمة في منطقة يافا المحتلة، ما يسمى إسرائيليا تل أبيب”.

ولفت الناطق إلى أن الهجوم نُفّذ “بطائرة مسيرة جديدة اسمها يافا قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية للعدوّ ولا تستطيع الرادارات اكتشافها”، مضيفا “نعلن أن مدينة يافا المحتلة منطقة غير آمنة وهدف أساسي في مرمى أسلحتنا”.

وأكد الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الذي حدث الساعة 03,12 (00,12 بتوقيت غرينتش)، نُفذ “بمسيرة كبيرة جدا يمكنها التحليق مسافات طويلة”. وقال إن المسيرة رُصدت لكنّ “خطأ بشريا” تسبب في عدم انطلاق منظومة التي تُشغَّل تلقائيا.

وقال المتحدث العسكري دانيال هاغاري إن المسيرة إيرانية الصنع على الأرجح وطُوّرت حتى تتمكن من الوصول إلى تل أبيب من اليمن الذي يبعد 1800 كيلومتر على الأقل.

وأضاف “الأرجح أنها من طراز صمد 3 ونقدر أنها أطلقت من اليمن ووصلت إلى تل أبيب”.

من جانبه، تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت جعل الحوثيين “يدفعون ثمن” الهجوم.

وقال غالانت إنه أمر “بتعزيز أنظمة الدفاع الجوي” في اجتماع لقادة الجيش، مضيفا عبر حسابه على منصة إكس أن “النظام الأمني سيجعل كل من يحاول إيذاء دولة إسرائيل، أو يرسل الإرهاب ضدها، يدفع الثمن بطريقة حاسمة ومفاجئة”.

خلال الأشهر الماضية، أعلن الحوثيون مرات عدة استهداف مدينة إيلات ومينائها في إسرائيل، ضمن عمليات منفردة أو بالاشتراك مع فصائل عراقية، لكن هذه هي المرة الأولى التي يستهدفون فيها تل أبيب على ما يبدو.

ومنذ تشرين الثاني/نوفمبر، يشنّ الحوثيون المدعومون من إيران، عشرات الهجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يؤكدون أنها على صلة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها. وهي عمليات ينفذونها “نصرة للفلسطينيين”.

وجاء الهجوم الأخير بعد أن هددوا بالتصعيد.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن المسيرة تحطمت في شقة في مبنى في الساعة 3:12 فجراً (00:12 ت غ).

من جهته، قال المتحدّث باسم الشرطة دين إلسدون إنّه عُثِر على جثّة عليها آثار جروح ناجمة عن شظايا داخل الشقة في المبنى الذي لا يبعد كثيرا عن مبنى مُلحق بالسفارة الأميركيّة في إسرائيل.

وقالت خدمة الاسعاف الإسرائيلية إن أربعة أشخاص أصيبوا بجروح طفيفة.

وندد الاتحاد الأوروبي بالهجوم وكذلك الأمم المتحدة التي قال متحدث باسمها “لا يزال الأمين العام (انطونيو غوتيريش) يشعر بقلق عميق إزاء الخطر الذي تشكله أعمال خطرة كهذه”.

– “كل شيء تحطم” –

التقطت كاميرا المراقبة الأمنية أزيز المسيرة الذي أعقبه انفجار هز المبنى وأطلق أجهزة إنذار السيارات.

أفاد مراسل فرانس برس بأن المبنى الذي انفجرت فيه المسيرة يقع في شارع يبعد نحو 100 متر من المبنى الملحق بالسفارة الأميركية. وشاهد المراسل نوافذ محطمة على طول الشارع الذي تحيط به مبان سكنية عدة.

وقال كينيث ديفيس المقيم في فندق قبالة المبنى المستهدف “استيقظت لأني سمعت صوتاً قوياً يشبه هدير طائرة 747 آتية نحوي … ثم سمعت دويّ انفجار قوي … تحطم كل شيء في الغرفة، النوافذ، وسقطت أجزاء من السقف عليَ، لم تكن ثقيلة، لكن الكثير من الأجزاء الصغيرة”.

وقال هاغاري إن إسرائيل “اعترضت مسيّرة أخرى حاولت التسلل من الشرق” في الوقت نفسه تقريبا الذي وقع فيه هجوم تل أبيب. وأضاف “نحن نحقق في سبب عدم التعرف عليها كتهديد واعتراضها قبل أن تنفجر… أريد أن أؤكد أن الدفاع (الجوي الإسرائيلي) ليس منيعاً للاختراق”.

في الأسابيع الأخيرة، أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق، وهي تحالف واسع من فصائل تدعمها إيران، مسؤوليتها عن هجمات بمسيَرات ضد أهداف في إسرائيل، واصفة الكثير منها بأنها “عمليات مشتركة” مع الحوثيين. 

اندلعت الحرب في غزة إثر هجوم شنته حماس في إسرائيل في 7 تشرين الاول/اكتوبر وأسفر عن 1195 قتيلا، معظمهم مدنيون، حسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيلية. 

واحتجز المهاجمون 251 رهينة ما زال 116 منهم في غزة، بينهم 42 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.

وردت إسرائيل متوعدة بـ”القضاء” على حماس وهي تنفذ مذاك حملة قصف مدمرة وهجمات برية، ما أسفر عن سقوط 38848 قتيلا معظمهم مدنيون، ولا سيما من النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة. 

– وصمة أخلاقية – 

مع احتدام القتال الجمعة، أفاد سكان بحصول اشتباكات بين مقاتلين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي. 

وسمعت انفجارات ودوي قذائف مدفعية في جنوب غرب مدينة غزة (شمال) ونقل عدد كبير من القتلى والجرحى الى مستشفى دير البلح بعد ضربات استهدفت مخيم النصيرات للاجئين (وسط).

وقتل تسعة أشخاص في ضربتين إسرائيليتين على مخيم النصيرات وفقا للدفاع المدني ومستشفى العودة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل عادل حمدية وهو ضابط الاستخبارات العسكرية التابعة لحماس. وهو كان قد ساهم بحسب الجيش في الإعداد لهجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر.  

ودمرت إسرائيل معظم مساكن قطاع غزة ومبانيه وجرفت الطرق ومرافق البنية التحتية، وتسببت بنزوح جميع السكان تقريباً مرات عدة، هربا من القصف والدمار وبسبب نقص الغذاء ومياه الشرب. 

ويعيش كثيرون في ظروف بائسة وغير صحية. وأكدت الهيئات الصحية في غزة وإسرائيل الخميس رصد فيروس شلل الأطفال شديد العدوى في عينات الصرف الصحي في غزة. 

لكن منظمة الصحة العالمية أكدت الجمعة عدم تسجيل أي حالة شلل بشري ناجم عن هذا الفيروس حتى الآن.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن “الوضع الإنساني… وصمة عار أخلاقية علينا جميعا”. 

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يؤكد رغم الضغوط المتزايدة في الداخل والخارج، تصميمه على مواصلة الحرب مكررا أن هدفها القضاء على حماس.

ويعارض وزراء اليمين المتطرف في ائتلافه الحاكم أي اتفاق هدنة، ولا سيما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي يصف أي اتفاق مع حماس بأنه “استسلام”.

رغم ذلك، اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة أن المفاوضات حول وقف للنار بين إسرائيل وحماس تقترب من “خط النهاية”.

وقال بلينكن خلال منتدى في كولورادو (غرب) “أعتقد أننا على بعد بضعة أمتار وأننا نتجه إلى خط النهاية للحصول على اتفاق يؤدي إلى وقف لإطلاق النار ويعيد الرهائن إلى ديارهم ويضعنا على سكة أفضل في محاولة لبناء سلام واستقرار دائمين”.

وأدت الحرب في غزة إلى تفاقم التوترات الإقليمية، خاصة على الحدود الإسرائيلية اللبنانية حيث يتبادل حزب الله إطلاق النار بانتظام مع إسرائيل. والجمعة، قال الجيش الإسرائيلي إن حوالى “65 مقذوفا “عبرت إلى الأراضي الإسرائيلية انطلاقا من لبنان”، دون أن يؤدي ذلك إلى إصابات.

سياسيا أشادت الرئاسة الفلسطينية بالقرار “التاريخي” الذي أصدرته محكمة العدل الدولية الجمعة واعتبرت فيه أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية غير قانوني. كما رحبت حماس بالقرار لكن اسرائيل نددت به واعتبرته مستندا إلى “أكاذيب”. 

بور/ب ق-ح س-جص

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية