كييف تواجه انتقادات بعد اختلاق مقتل صحافي روسي

تواجه السلطات الاوكرانية الخميس أسئلة وشكوكا بعد اختلاقها مقتل الصحافي الروسي اركادي بابتشنكو الذي ينتقد الكرملين وظهوره الاربعاء خلال مؤتمر صحافي في كييف.
قوبل ظهور اركادي بابتشنكو غداة الاعلان عن مقتله بثلاث رصاصات في الظهر عند عودته الى منزله في كييف، بمشاعر الفرح لدى زملائه المتجمعين مساء في وسط العاصمة.
لكنه أثار غضب موسكو التي رأت في ما جرى تحريضاً ضد روسيا التي وجهت اليها كييف تهمة القتل التي لم تحصل، او كذلك انتقادات صحافيين وجمعيات حماية الصحافيين التي دانت هذه العملية.
وفي أول رد فعل من مسؤول اوروبي رفيع المستوى، قال وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس المنتظر ان يزور كييف الخميس، ان هذه المسرحية “تطرح الكثير من الأسئلة”، داعيا الى توضيح ملابسات “حدث غير مفهوم لعدد كبير من الناس في إطار دولة القانون”.
اما منظمة “مراسلون بلا حدود”، فقد دانت اختلاق القضية ورأت فيها عملا “مثيراً للشفقة” و”مرحلة جديدة في الحرب الاعلامية” بين كييف وموسكو. وقال الامين العام للمنظمة كريستوف ديلوار “هل كان يجب اللجوء الى حيلة كهذه؟ لا شىء يبرر اختلاق مقتل صحافي”.
وكتبت المؤرخة آن ابلباوم في صحيفة “واشنطن بوست” ان هذه القضية “ستزيد اضعاف المستوى المتدني من الثقة التي يشعر بها الأوكرانيون تجاه حكومتهم ووسائل الإعلام”، مضيفة ان “السلطات الأوكرانية تجاوزت المحظور”.
وأضافت ان الدول الأخرى “تنجح في القبض على المجرمين من دون اختلاق موت أشخاص معروفين ومن دون اعلان حداد وطني ودولي”.
ورأت نشرة “ذي اتلانتيك” في الأمر “ذراً لمزيد من الرماد في العيون في شرق أوروبا وفي روسيا حيث التضليل الإعلامي شائع”.
وتساءل الخبير مايكل بوسيوركو عبر محطة “سي ان ان” ، اذا كانت أوكرانيا ترغب في أن تعامل كعضو مسؤول في المجتمع الأوروبي وترجو المانحين الدوليين لمساعدتها ضد الأخبار الكاذبة، فلماذا تسهم في اختلاقها؟”
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ان “هذه القصة، وهذا أقل ما يمكن أن يقال عنها، غريبة. لست واثقاً هنا ان الغاية تبرر الوسيلة”.
وبررت كييف اختلاق عملية القتل بالسعي الى احباط محاولة حقيقية لاغتيال بابتشنكو اتهمت الاستخبارات السرية بالاعداد لها ضده وضد نحو ثلاثين شخصاً آخر.
– خطة ضرورية –
قال بابتشنكو الاربعاء انه تعاون على مدى اسابيع لتنفيذ هذه العملية مع الاستخبارات لاحباط محاولة حقيقية لقتله. والخميس رد على الانتقادات بقوله على صفحته على فيسبوك “أتمنى لجميع المدافعين عن الاخلاق ان يجدوا أنفسهم في وضع مماثل: فليلتزموا حينها بمبادىء الأخلاقيات ويموتوا مرفوعي الرأس بدون ان يخدعوا وسائل الاعلام”.
وقال المستشار في وزارة الداخلية النائب انتون غيراشتشنكو ان هذه المسرحية كانت ضرورية “لكشف وتتبع كل السلسلة، من القاتل المأجور الى المنظمين ومن يقفون وراءهم”، باقناعهم ان “الأمر نفذ فعلا”.
أكد رئيس جهاز الامن الاوكراني فاسيل غريتساك توقيف أوكراني وصفه بانه “مدبر” العملية واتهم “اجهزة الامن الروسية” بتجنيده، دون الكشف عن هويته.
وقال غريتساك انه كان على هذا الرجل تدبير قتل حوالى ثلاثين شخصا آخرين معظمهم من الروس المقيمين في اوكرانيا.
غادر بابتشنكو روسيا في شباط/فبراير 2017 بعدما تحدث عن “مضايقات”. وأقام في الجمهورية التشيكية اولا ثم في اسرائيل واستقر بعد ذلك في كييف حيث يقدم برنامجا تلفزيونيا.
وجاءت قضية اختلاق مقتله بعد اقل من سنتين على اغتيال الصحافي الروسي البيلاروسي بافيل شيريميت الذي انفجرت سيارته في وسط كييف.
وفي آذار/مارس 2017، قتل نائب روسي سابق لاجىء في اوكرانيا، في وسط كييف.
وكان بابتشنكو يؤكد انه مهدد لكشفه دور روسيا في النزاع في شرق اوكرانيا بين الانفصاليين الموالين لروسيا والجيش الاوكراني حيث سقط عشرة آلاف قتيل منذ أربع سنوات.