مصرع 18 شخصا في غرق مركب في النيل بالقاهرة
اعلنت الشرطة المصرية ان 18 شخصا على الاقل بينهم نساء واطفال لقوا مصرعهم مساء الاربعاء اثر اصطدام مركب رحلات كانوا على متنه بصندل نهري في النيل بشمال القاهرة فيما يقوم الغواصون بالبحث عن مفقودين.
واكدت السلطات انه تم توقيف قائد الصندل وثلاثة من مساعديه اثر الحادث الذي وقع مساء الاربعاء في حي الوراق شمال القاهرة.
وقال مسؤول كبير في الشرطة في موقع الحادث لوكالة فرانس برس انه تم انتشال 18 جثة. وكانت الشرطة ومصادر طبية اعلنت في وقت سابق مصرع 21 شخصا.
وتم انقاذ خمسة اشخاص من النهر ولا يعرف عدد المفقودين، بحسب ضابط الشرطة.
وقال شهود عيان ان صيادين كانوا اول من هرع الى مكان الحادث ليلا لانقاذ الناجين وانتشال الجثث.
وتوقفت عملية الانقاذ مع حلول الليل واستؤنفت فجرا حيث جابت مراكب الشرطة والاغاثة مياه النهر بحثا عن ناجين.
وشاهد مراسل فرانس برس احد الغواصين لدى خروجه من الماء دون ان يعثر على شيء فيما كان حشد من الاقارب والمارة يتجمعون على ضفة النهر.
واستخدم رجال الانقاذ الة حفر ميكانيكية لرفع هيكل مركب الرحلات من المياه.
وقال مصطفى السويسي شقيق قائد المركب المستأجر انه “في حوالى الساعة 8:00 – 8:30 مساء اصطدمت سفينة شحن كبيرة بالمركب”.
واضاف “بعد التصادم انطلقنا بمراكب صيد ومنذ الساعة 8:30 حتى الان انتشلنا نحو 19 جثة” ما يعكس الارتباك المحيط بالعدد الدقيق للضحايا.
وقال احد اقارب الركاب ويدعى احمد حلمي ان 5 افراد من اسرته على الاقل قتلوا في الحادث، مضيفا ان طفلين في عداد المفقودين.
واتهم حلمي اجهزة الطوارئ بالتأخر في الوصول غير ان مسؤولا في وزارة الصحة قال لصحيفة مصرية ان جهود الانقاذ تعرقلت بسبب حشود الناس.
واستأجرت المركب اسرة خطيبين للاحتفال بخطوبتهما. ولم يتضح ما اذا كان الاثنان في عداد الضحايا.
وتم توقيف قائد الصندل وثلاثة من مساعديه لاربعة ايام على ذمة التحقيقات “بجريمة القتل الخطأ ومخالفة الشروط والقواعد الخاصة بالنقل البحري” بحسب وكالة انباء الشرق الاوسط.
وذكرت صحيفة الاهرام الحكومية ان اهالي الضحايا تجمعوا صباح الخميس في الشارع الرئيسي المقابل لمكان الحادث ورددوا هتافات مناهضة للحكومة.
وحي الوراق منطقة شعبية فقيرة تقيم فيها الطبقة العاملة في شمال القاهرة.
والمراكب النيلية المستخدمة في الرحلات عادة ما تكون صغيرة لكن مشغليها يحملونها باكثر من طاقتها لمضاعفة ارباحهم خاصة في فترة الاعياد.
ومعظم مراكب الرحلات النيلية في مصر قديمة ومتهالكة ولا تتوفر فيها معايير السلامة او وسائل الانقاذ اللازمة في مثل هذه الحوادث.
وتكثر حوادث غرق المعديات (العبارات) في مصر ومعظمها ناجم عن مشاكل في الصيانة والاهمال. وفي الثالث من شباط/فبراير 2006، لقي اكثر من الف شخص مصرعهم في حادث العبارة +السلام 98+ التي كانت تعمل على خط البحر الاحمر بين ميناء ضبا في السعودية وميناء سفاجا المصري.
ويعتبر ذلك الحادث اسوأ كارثة بحرية في تاريخ مصر الحديث. وكان معظم الركاب ال1400 في العبارة من المصريين العاملين في الخارج.
وفي 15 كانون الاول/ديسمبر 1991، ادى غرق العبارة “سالم اكسبرس” التي كانت تربط بين جدة (السعودية) والسويس (مصر) الى مصرع 476 راكبا.
وفي 22 نيسان/ابريل الماضي، غرق مركب يحمل 500 طن من الفوسفات في مياه النيل في محافظة قنا جنوب مصر بعدما اصطدم بجسر فوق نهر النيل لكن الحادث لم يسفر عن سقوط ضحايا.