مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مطلوب مدرسين

على غير المعتاد، اصبح التلاميذ السويسريون لا يعرفون اسم معلمهم القادم swissinfo.ch

على الرغم من أن التلاميذ يستمتعون الآن بعطلتهم الدراسية، إلا أن الإدارات التعليمية في سويسرا، لن تنعم على ما يبدوا بعطلة مماثلة، فالموسم الدارسي القادم ينذر بمشكلة نقص في المدرسين، حيث اقترحت الإدارات التعليمية الاستعانة بمدرسين من فرنسا وألمانيا لسد العجز، إلا أن ذلك لا يعتبر حلا نهائي لمشكلة تتكرر تقريبا من عام إلى عام.

القرى النائية وخاصة في المناطق الجبلية هي التي تقف على رأس قائمة المناطق التي تعاني من نقص في المدرسين في مراحلها الابتدائية، تليها بعض المدن الصغيرة، بينما الأمر مختلف في المدن الكبرى، فمدينة بازل مثلا لم تشتك مرة واحدة خلال السنوات الخمس الماضية من هذه المشكلة، بينما وجهت الادارة التعليمية في كانتون زيوريخ سبعة آلاف وخمسمائة رسالة إلى مدرسين سابقين تركوا الخدمة لاسباب مختلفة، تحيطهم الادارة علما في هذه الرسالة بأن الفرصة متاحة في العودة إلى العمل لمن يرغب، وكان الرد، حسب الادارة التعليمية، ايجابيا حيث رحب البعض على الفور، وطالب البعض الآخر باعادة تأهيله للعودة مرة أخرى بشكل يتناسب مع المتغيرات، و قلة أجابت معتذرة لوجودها خارج سويسرا.

كما يأتي النقص كذلك في بعض التخصصات مثل الرياضيات والعلوم الطبيعية، واللغة الألمانية والفرنسية، وعلى الرغم من ذلك النقص الذي يمكن أن يصل إلى ألف وظيفة شاغرة، إلا أن رابطة نقابات المعلمين تحاول من حين إلى آخر حل هذه المشكلة و لكن بشكل مؤقت، وذلك بالتنسيق مع الاتحاد الفدرالي لإدارات التعليم.

من الجوانب التي تلعب دورا في استمرار أزمة نقص المعلمين في سويسرا نجد اختلاف المذاهب الدينية بين الكاثوليك والبروتستانت، وزيادة سعة الفصول الدراسية عن معدلاتها المتعارف عليها، واختلاف المناهج والنظام التعليمي من كانتون إلى آخر إضافة إلى إحجام الكثير من المعلمين على العمل في المناطق الجبلية النائية أو المدن الصغيرة التي تنام فيها الحياة قبل غروب الشمس.

المشكلة ليست بهذا الحجم في الكانتونات الحدودية، فالعجز في المدرسين يمكن أن يستكمل من خارج الحدود المجاورة، ففي كانتون “آرغاو” أو ” شاف هاوزن” مثلا يعتبر وجود مدرسين ألمان شيئا عاديا، وكذلك بدأ كانتونا جنيف وفو في الإعلان للمرة الاولى في الصحف الصادرة في المدن الفرنسية القريبة من الحدود عن وجود وظائف شاغرة للمدرسين، وهو ما يمكن أن يتكرر في الاعوام القادمة أيضا بعد خروج عدد من المعلمين إلى التقاعد. أما المدرسون من بريطانيا والولايات المتحدة فوجودهم متنوع بين الكانتونات السويسرية ويقومون بتدريس اللغة الإنكليزية وآدابها.

لكن الحلول المؤقتة لا تعتبر قضاءا على المشكلة بقدر ما هي مسكن مؤقت يعوض عن تفاقمها، و الحلول النهائية تحتاج إلى معالجة طويلة الأمد، تبدأ من تشجيع الإقبال على الاشتغال بمهنة التدريس، أما الحوافز والمغريات، فهي بوضعها الحالي مناسبة بقدر معقول مقارنة مع وظائف أخرى.

فيليب كروبف من القسم الألماني و تامر أبو العينين

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية