مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

معارك لليوم الرابع في جنين بالضفة الغربية المحتلة

afp_tickers

دارت معارك في جنين السبت مع مواصلة الجيش الإسرائيلي لليوم الرابع تواليا عمليته العسكرية الدامية في شمال الضفة الغربية المحتلة التي أسفرت حتى الآن عن مقتل 22 فلسطينيا وجندي إسرائيلي واحد.

ورغم تواصل الاشتباكات في غزة، أعلن مسؤول صحي لوكالة فرانس برس السبت بدء حملة التلقيح ضد شلل الأطفال في القطاع.

وقال مدير الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة في قطاع غزة الطبيب موسى عابد لوكالة فرانس برس إن فرق الوزارة بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية بدأت “اليوم بحملة التطعيم ضد شلل الأطفال في المنطقة الوسطى”.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية الخميس أن إسرائيل وافقت على سلسلة “هدن إنسانية” يستمر كلّ منها ثلاثة أيام في وسط القطاع وجنوبه وشماله لتنفيذ حملة تلقيح ضد شلل الأطفال تشمل 640 ألف طفل.

وقالت السلطات الإسرائيلية إن اللقاحات سيجري تقديمها من الساعة السادسة صباحا حتى الثانية ظهرا من الأحد إلى الثلاثاء في وسط القطاع.

من جانبه، شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على أن هذه الهدن الموقتة “ليست وقفا لإطلاق النار”.

وفي القطاع حيث تستمر الحرب منذ نحو 11 شهرا، يواصل الجيش الإسرائيلي قصفه المدمر ردا على هجوم شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

وأعلن الدفاع المدني وخدمات الإسعاف في غزة سقوط 42 قتيلا في قصف إسرائيلي في أنحاء القطاع.

في شمال الضفة الغربية المحتلة، يستمر القتال في مدينة جنين ومخيمها.

وخلال زيارة لجنين السبت، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي إن القوات الإسرائيلية “لن تسمح للإرهاب (في الضفة الغربية) بأن يرفع رأسه” لتهديد إسرائيل.

وأضاف “لذلك، فإن المخطط هو الذهاب من مدينة إلى مدينة ومن مخيم إلى مخيم، بمعلومات استخبارية ممتازة وبقدرات عملياتية جيدة جدا وبغطاء استخباري جوي متين جدا”.

وأفاد مصور لفرانس برس السبت بأن أصوات إطلاق النار تتردد في أنحاء هذه المدينة التي خلت شوارعها من الحركة، باستثناء العربات العسكرية الإسرائيلية، مشيرا الى تحليق طائرات مسيّرة في أجوائها.

– 22 قتيلا في الضفة الغربية –

وقتل 22  فلسطينيا خلال العملية الإسرائيلية الواسعة النطاق في شمال الضفة الغربية المحتلة التي بدأتها الدولة العبرية الأربعاء.

وقالت الهيئة العامة للشؤون المدنية التابعة للسلطة الفلسطينية إنها “أبلغت باستشهاد أمجد مصطفى إبراهيم صالح ومحمد أمين طلال عبد الله، برصاص الاحتلال في جنين اليوم السبت”.

وأعلنت حماس وحركة الجهاد الإسلامي أن 14 على الأقل من القتلى ينتمون إلى جناحيهما العسكريين، كتائب القسام وسرايا القدس.

ونعت كتائب القسام في بيان السبت “محمد أبو الطلال حربوش من مخيم جنين الذي ارتقى إلى العلا شهيدا… عقب تنفيذه مع عدد من إخوانه كمين الدمج النوعي في مخيم جنين”.

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل “14 إرهابيا” في جنين منذ الأربعاء.

وفي بيان مساء السبت، أعلن الجيش أن أحد جنوده وهو إلكانا نافون (20 عاما) “سقط أثناء عملية” للقوات الاسرائيلية فيما “أصيب جندي آخر بجروح خطرة” في العملية نفسها، من دون تقديم تفاصيل إضافية.

وقال الجيش إنه أطلق العملية “لمكافحة للإرهاب”، ودفع بعربات مدرّعة مدعومة بسلاح الجو إلى جنين وطولكرم وطوباس ومخيماتها، معقل الجماعات المسلحة الناشطة ضد قوات الدولة العبرية التي تحتل الضفة الغربية منذ 1967.

وقال سكان لفرانس برس الجمعة إن القوات الاسرائيلية انسحبت من طوباس وطولكرم وتواصل عملياتها في جنين.

في الحي الشرقي لمدينة جنين، قالت فايزة أبو جعفر لفرانس برس “أيام سوداء”، مضيفة وهي تشير إلى الدمار المحيط بها، “الوضع صعب، صعب جدا، على الأطفال وعلى الجميع. خوف ورعب. ودمار…”.

وقال مجدي المهدي “المياه مقطوعة والكهرباء مقطوعة… كلّ البنية التحتية دُمّرت. لم يبق بنية تحتية”.

ووصف ما حدث بأنه “حرب”، مضيفا “أقاموا ثكنة عسكرية قبالتنا، وكانوا يُحضرون الشبان إليها للتحقيق معهم”.

ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، ازدادت أعمال العنف في الضفة الغربية.

وتشهد الضفة الغربية توغلات إسرائيلية منتظمة، لكن من النادر أن تنفذ بشكل متزامن في مدن عدّة، وبإسناد جوي، كما يحدث منذ الأربعاء.

– قتلى في حرم مستشفى في غزة –

في قطاع غزة، قتل تسعة فلسطينيين من عائلة واحدة، بينهم امرأتان، في قصف صباح السبت على منزل في مخيم النصيرات، بحسب ما أفاد الطبيب مروان أبو نصار وكالة فرانس برس في مستشفى العودة إلى حيث نقلت جثامينهم.

وأكد أحمد الكحلوت من الدفاع المدني في غزة سقوط قتلى وجرحى بعد غارة إسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع.

وبحسب صور بثتها فرانس برس، لجأ رجال الإنقاذ إلى أضواء المشاعل أو الهواتف المحمولة لنقل المصابين إلى سيارات الإسعاف، بينما بحث آخرون عن مفقودين تحت الأنقاض. 

في جنوب القطاع، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بمقتل خمسة أشخاص في قصف لمنزل في خان يونس.

وفي المساء، أفاد الدفاع المدني ومصدر طبي في مستشفى المعمداني بسقوط “شهداء وجرحى نتيجة قصف إسرائيلي على أرض ملاصقة لقسم المختبرات بمستشفى المعمداني بمدينة غزة”.

من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية “استهداف حرم المستشفى الأهلي (المعمداني) مساء اليوم” في هجوم أسفر عن “عديد من الشهداء والإصابات”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أنه أنهى عملية استمرت شهرا في خان يونس (جنوب) ودير البلح (وسط).

وأدّى هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر إلى مقتل 1199 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وخُطف 251 شخصا في ذلك اليوم، لا يزال 103 منهم محتجزين في غزة، بينهم 33 أعلن الجيش موتهم.

وعثر الجيش الإسرائيلي على عدد من الجثث أثناء المعارك في قطاع غزة. ويعمل جنوده حاليا على استخراجها والتعرّف إليها، وهي عملية ستستمر ساعات عدة. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجثث ربما تعود إلى رهائن، لكن الجيش طلب من الجمهور “الامتناع عن نشر الشائعات”.

وتسبّب القصف والعمليات البرية الإسرائيلية على قطاع غزة ردا على هجوم حماس بمقتل ما لا يقل عن 40691 شخصا، وفقا لآخر أرقام لوزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أن غالبية القتلى هم من النساء والأطفال.

على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، أعلن حزب الله اللبناني في بيان السبت أنه شنّ “هجوما جويا بسرب من المسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة بيت هلل ردا” على القصف الإسرائيلي على قرى جنوب لبنان.

بور/شي-الح-جص

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية