مقتل ضابطين وإصابة رجال شرطة آخرين في انفجارين قرب القصر الرئاسي المصري
من محمد عبد اللاه
القاهرة (رويترز) – قتل ضابطان وأصيب رجال شرطة آخرون في انفجارين يوم الاثنين في محيط قصر الاتحادية الرئاسي المصري في القاهرة بعد أيام من إعلان منظمة متشددة عن زرع قنابل بمحيط القصر وتعهد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالقصاص للقتلى.
ووقع الانفجاران خلال محاولة إبطال مفعول عبوتين ناسفتين بحسب وزارة الداخلية والتلفزيون الرسمي. وقالت الوزارة إن الشرطة أبطلت مفعول عبوة ثالثة.
وقالت الداخلية إن ضابطا برتبة عقيد قتل وأصيب عدد آخر من رجال الشرطة في انفجار عبوة ناسفة خلال محاولة إبطال مفعولها قرب قصر الاتحادية بشمال شرق القاهرة.
وقالت الوزارة في صفحتها على موقع فيسبوك إن دورية أمنية اشتبهت بوجود عبوتين ناسفتين في شارع الأهرام المؤدي إلى الاتحادية “وعند قيام القوات بالتعامل معهما انفجرت إحداهما وأسفرت عن استشهاد العقيد أحمد أمين عشماوي خبير المفرقعات بالإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة وإصابة عدد من رجال الشرطة.”
وأضافت “تمكنت القوات من إبطال مفعول (العبوة) الأخرى وتفكيكها وتقوم القوات حالياً بفرض طوق أمني بالمنطقة وتمشيطها وكافة المناطق الأخرى تحسباً لوجود عبوات أخرى.”
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن المصابين في الانفجار أربعة هم ضابط برتبة نقيب وثلاثة رجال شرطة يحملون رتبا أقل من رتب الضباط.
وفي وقت لاحق قال التلفزيون الرسمي المصري إن ضابطا برتبة مقدم قتل يوم الاثنين في انفجار ثان بمحيط الاتحادية. وأضاف أن ضابطا برتبة لواء أصيب في الانفجار. وأكدت وزارة الداخلية في صفحتها على فيسبوك الانفجار وتسببه في مقتل الضابط الذي يحمل رتبة مقدم قالت إنه يدعى محمد لطفي.
ونشر على الإنترنت يوم الجمعة بيان منسوب لمنظمة تسمي نفسها أجناد مصر قالت فيه إنها تنبه المارة إلى وجود عبوات ناسفة في محيط الاتحادية امتنعت عن تفجيرها بعد أن رصدت من يعتقد أنهم مدنيون في الأماكن التي زرعت فيها.
وجاء في البيان “تسللت سرية من جنودنا وتمكنوا بفضل الله من تفخيخ مكان اجتماع قيادات للأجهزة الإجرامية (الأمنية) من المسؤولين عن تأمين القصر وذلك بزرع عبوة ناسفة موجهة نحوهم وتم زرع عدة عبوات بمحيط القصر لاستهداف القوات المتوافدة على إثر التفجير الأول.”
وأضاف البيان “في وقت التنفيذ تواجد عدة أفراد بزي مدني قرب مكان العبوة الرئيسية ولم يتسن لنا التأكد من انتسابهم للأجهزة الإجرامية وخوفا من وصول الشظايا إليهم تم وقف التنفيذ والإلغاء الكامل للعملية.”
وتابع “بعد مرور أكثر من أسبوع تبين لنا أن أغلب العبوات لم تكتشف ولم نتمكن من سحبها لأسباب أمنية ورغم أن العبوات مؤمنة بحيث لا تصيب المارة إلا أنه وزيادة في الاحتياط ننبه المارة إلى جهة من الجهات الملغمة بتلك العبوات نظراً لقربها من الطريق بعض الشيء.”
“توجد عبوتان ناسفتان في الزراعات الموجوده بزاوية القصر عند المدخل إلى شارع الأهرام من طريق الميرغني.”
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن الانفجار الثاني وقع في تقاطع شارعي الأهرام والميرغني.
وأعلنت منظمة أجناد مصر عن نفسها في يناير كانون الثاني قائلة إنها ستهاجم رجال الأمن.
وأصيب ثمانية أشخاص بشمال وشمال شرق القاهرة يوم الأربعاء عندما انفجرت عبوات ناسفة بدائية الصنع في أربع محطات لقطارات الانفاق وخارج محكمة.
وكانت تفجيرات الأربعاء الهجمات الأولى التي تقع في العاصمة منذ تولي السيسي -قائد الجيش ووزير الدفاع السابق- رئاسة مصر أوائل الشهر الحالي.
وقال البيان المنسوب لمنظمة أجناد مصر “نؤكد في هذا الصدد استنكارنا لما حدث… من استهداف لمحطات مترو الأنفاق ونبرأ إلى الله من تلك التفجيرات الإجرامية المشبوهة فمثل هذا العمل لا نرتضيه بل نحذر منه أشد التحذير.”
وتنشط أجناد مصر بجانب أكثر من منظمة مماثلة في شمال سيناء. ولم تعلق السلطات على البيان المنسوب إلى أجناد مصر.
ومنذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين قبل نحو عام قتل المئات في احتجاجات عنيفة أغلبهم من مؤيدي الجماعة وقتل مئات من رجال الأمن في هجمات أعلن الإسلاميون المتشددون مسؤوليتهم عنها.
وقتلت امرأتان في انفجار بمبنى حكومي تحت الإنشاء في ضاحية 6 اكتوبر غربي القاهرة يوم السبت وتسبب الانفجار في دمار جزئي بالمبنى المقام كمركز اتصالات (سنترال).
وفي نفس اليوم قتل أربعة مجندين برصاص إسلاميين متشددين بمحافظة شمال سيناء المتاخمة لقطاع غزة وإسرائيل.
وقال السيسي في كلمة ألقاها يوم الاثنين في الذكرى الأولى للاحتجاجات الحاشدة على حكم مرسي التي عزله الجيش بعدها إنه يواجه “تحديات ثقيلة” بعضها يتعلق بالأمن.
وقال “مازال الإرهاب الأسود يحاول الوقوف أمام إرادة المصريين وآمالهم وتطلعاتهم. إرهاب لا دين له ولا وطن له. ارهاب خسيس لا يتردد في سفك دماء الصائمين والأطفال.”
وأضاف “أعاهد الله وأعاهد أسرهم وأعاهد أرواحهم أن الدولة ستقتص لهم قصاصا ناجزا عادلا.”
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية قول وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بعد الانفجار الأول يوم الاثنين إنه يتعهد “بمواصلة الحرب على إرهاب تنظيم الإخوان الإرهابي حتى اقتلاع جذوره كاملة.”
وفي ديسمبر كانون الأول أعلنت الحكومة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية لكن الجماعة تقول إن احتجاجاتها على عزل مرسي سلمية.
(شارك في التغطية الصحفية للنشرة العربية علي عبد العاطي وعمر فهمي – تحرير سيف الدين حمدان)