مقتل عشرة مدنيين بغارة في جنوب لبنان وحزب الله يعلن قصف شمال اسرائيل

قتل عشرة مدنيين بينهم طفلان بغارة اسرائيلية في جنوب لبنان السبت وفقا لوزارة الصحة اللبنانية، ما استدعى ردا لحزب الله الذي قصف شمال اسرائيل “بصليات من صواريخ الكاتيوشا”، وسط مخاوف من ارتفاع منسوب التوتر في المنطقة.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان مقتل “عشرة أشخاص من الجنسية السورية من بينهم امرأة وطفلاها” في “غارة اسرائيلية” استهدفت منطقة وادي الكفور في النبطية في جنوب لبنان.
وأدّت الغارة كذلك إلى إصابة خمسة أشخاص بجروح “بينهم ثلاثة من الجنسية السورية، اثنان منهم إصاباتهما حرجة” ويخضعان للعلاج، بالإضافة إلى امرأة لبنانية وشخص سوداني، وفق الوزارة.
وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية من جهتها أن ضحايا الغارة هم من اللاجئين والعمال السوريين.
وقالت الوكالة إن الغارة التي نفّذها “طيران حربي إسرائيلي” قرابة الساعة 01,20 بعد منتصف الليل (22,20 ت غ)، استهدفت “معملا للحجارة” الاسمنتية في منطقة صناعية في منطقة النبطية.
وأضافت أن بين القتلى “عائلة سورية” هم “ناطور المعمل وعائلته”، قضى جميع أفرادها (الأب والأم والأولاد)، بالإضافة إلى عدد من الجرحى “بينهم عمال سوريون”.
وأكّد مصدر مقرب من حزب الله في المنطقة أن جميع القتلى من المدنيين.
وأعلن الجيش الاسرائيلي من جهته في بيان أن طائراته “هاجمت خلال ساعات الليلة الماضية مستودع أسلحة لحزب الله في منطقة النبطية”.
وبعد هذه الضربة، قال حزب الله في بيان “رداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية (…) خصوصا في بلدة الكفور” التي “أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى مدنيين من الجنسية السورية”، قصف مقاتلوه “لأول مرة” منطقة اييليت هشاحر في شمال اسرائيل “بصليات من صواريخ الكاتيوشا”.
وأعلن الجيش الاسرائيلي من جهته في بيان عن “رصد إطلاق حوالى 55 قذيفة صاروخية من لبنان سقط بعضها في مناطق مفتوحة من دون وقوع إصابات” في المنطقة نفسها، مضيفاً أنها أدّت إلى اندلاع “بعض الحرائق”.
من جهة أخرى، قال الجيش الاسرائيلي إن جنديين أصيبا بجروح في وقت سابق “نتيجة سقوط قذيفة أطلقت من لبنان في منطقة مسغاف عام”، أحدهما جروحه “خطرة”.
وخلال اتصال هاتفي بوزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي، شدد رئيس حكومة تصريف الاعمال في لبنان نجيب ميقاتي السبت “على ضرورة الضغط على العدو الإسرائيلي لوقف استهدافه المباشر للبلدات والقرى الجنوبية”.
وأبدى ميقاتي، بحسب بيان لمكتبه، خشيته “من أن دورة العنف الحالية قد تتسبب بتصعيد لا تحمد عقباه”.
وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان إنها “تدين بشدة هذه المجزرة الصهيونية الجديدة”، مؤكدة أنها “جريمة موصوفة ضد سيادة لبنان وسلامة أراضيه، وتهديد للسلم والأمن في المنطقة”.
ومنذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر غداة بدء الحرب في قطاع غزّة إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على جنوب الدولة العبرية، يتبادل حزب الله، المدعوم من إيران، القصف مع إسرائيل عبر الحدود “إسناداً” لغزة و”دعماً لمقاومتها”.
– تحركات دبلوماسية –
وارتفع منسوب التوتّر في الفترة الأخيرة بعد مقتل القائد العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر بغارة اسرائيلية في الضاحية الجنوبيّة لبيروت. وتوعّد حزب الله بالرد على مقتله.
وقتل شكر قبل ساعات من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنيّة في طهران في ضربة نسبت الى إسرائيل. وتوعّدت طهران بالردّ أيضا على مقتله.
واستضافت الدوحة الخميس والجمعة محادثات في محاولة للتوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة حيث تدور حرب مدمّرة منذ عشرة أشهر بين حركة حماس وإسرائيل.
وأعلنت الولايات المتحدة وقطر ومصر الجمعة تقديم مقترح جديد خلال المحادثات “يقلّص الفجوات” بين إسرائيل وحركة حماس التي أعلنت رفضه.
وقالت الدول الثلاث في بيان مشترك إن المفاوضات ستستأنف الأسبوع المقبل في القاهرة، في وقت تتواصل الضغوط الدبلوماسية لتجنّب اتساع رقعة الحرب إقليميا.
في الأثناء، شهدت بيروت في الأيام الأخيرة حراكا دبلوماسيا، بدأه المبعوث الأميركي آموس هوكستين الأربعاء، تلاه وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه الخميس، ووزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الجمعة، في إطار جهود دبلوماسية على أكثر من مستوى لاحتواء التوتر بين إيران وحزب الله من جهة وإسرائيل من جهة أخرى.
وقال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه من بيروت الخميس بعد زيارته رئيس البرلمان نبيه بري إن بلاده “تدعم لبنان، وفي هذا السياق وفي إطار السلام في المنطقة، نأمل كذلك بوقف لإطلاق النار في قطاع غزة” معتبراً ذلك “عنصراً هاماً وضرورياً لضمان السلام في المنطقة”.
وأدّى التصعيد عبر الحدود إلى مقتل 580 شخصا على الأقل في لبنان، غالبيتهم مقاتلون في حزب الله وما لا يقل عن 128 مدنياً، وفق تعداد لوكالة فرانس برس، استنادا إلى السلطات اللبنانيّة وبيانات نعي حزب الله والمجموعات الأخرى.
وأعلنت السلطات الإسرائيليّة مقتل 22 عسكريّا و26 مدنيّا على الأقلّ منذ بدء التصعيد، بينهم 12 في الجولان السوري المحتلّ.
لو-آية/ب ق/ود