نتانياهو يتهم حزب الله بمحاولة اغتياله ومقتل 73 بقصف إسرائيلي على غزة
أعلن الدفاع المدني في غزّة مقتل 73 شخصا على الأقل مساء السبت بقصف صاروخي شنّه الطيران الإسرائيلي على بيت لاهيا بشمال القطاع الفلسطيني، فيما اتّهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حزب الله بمحاولة اغتياله السبت عبر هجوم بمُسيّرة، متوعدا إيران والفصائل المتحالفة معها بـ”دفع ثمن باهظ”.
ويزيد اتهام نتانياهو هذا، الخشية من تصعيد عسكري إضافي في المنطقة، خصوصا أن إسرائيل توعدت مرارا بالرد على هجوم صاروخي إيراني استهدفها في الأول من تشرين الأول/أكتوبر وتُواصل حربها على حركة حماس بغزة وحزب الله بلبنان.
من جهتها، أكدت بعثة إيران بالأمم المتحدة السبت أن حزب الله اللبناني هو من نفّذ الهجوم بمسيّرة على مقر إقامة نتانياهو، حسبما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (إرنا).
ولم يُدلِ حزب الله من جانبه بأي تعليق حتى الآن.
صباح السبت، أورد مكتب نتانياهو أن “مُسيّرة أطلِقت نحو مسكن رئيس الوزراء في قيساريا” شمال تل أبيب، مضيفا أن نتانياهو وزوجته “لم يكونا هناك ولم توقِع الحادثة ضحايا”.
لاحقا، قال نتانياهو إن “حزب الله، حليف إيران الذي حاول اغتيالي أنا وزوجتي اليوم ارتكب خطأ كبيرا”، مضيفا “أقول للإيرانيين وشركائهم في محور الشر: كل من يمس مواطني دولة إسرائيل بسوء سيدفع ثمنا باهظا”.
وأبلغ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر نتانياهو بأنه “شعر بالقلق عندما سمع عن إطلاق مسيّرة باتجاه” مقر إقامته، وفق ما أعلن داونينغ ستريت.
كما بحثا هاتفيا في ملفات أخرى تتعلق بالشرق الأوسط، وفق بيان لمكتب ستارمر جاء فيه أنهما “ناقشا أيضا الوضع بلبنان وأهمية إحراز تقدم في التوصل إلى حل سياسي”.
– بيت لاهيا –
في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة، قال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس إنّ طواقمه “انتشلت 73 من الشهداء وعددا كبيرا من الجرحى جراء استهداف الطيران الإسرائيلي مربّعا سكنيا يضمّ عائلات عدّة، منها الشريف والدريوي وعبيد والهندي والكحلوت… وهناك شهداء ما زالوا تحت الأنقاض”.
وأضاف “فرقنا ما زالت تعمل في المكان وتبحث عن ناجين لانتشالهم… ونواجه صعوبات في عدم توافر الإمكانات والمعدّات اللازمة لرفع الأنقاض”.
وتابع “نُقِل جميع الشهداء والجرحى الذين انتشلتهم طواقم الدفاع المدني إلى مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا شمال القطاع”.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة حصيلة القتلى، وقال إن بينهم نساء وأطفالا، مشيرا إلى أن القصف أصاب “منطقة سكنية مكتظة”.
وذكر الجيش الإسرائيلي من جانبه أنّ حصيلة القتلى التي قدّمتها سلطات غزّة “لا تتوافق” مع المعلومات التي في حوزته، دون أن يقدّم تفاصيل أخرى.
في وقت سابق السبت، أعلن الدفاع المدني مقتل أكثر من 400 فلسطيني في شمال القطاع خلال الأسبوعين الماضيين، بعد إطلاق الجيش الإسرائيلي حملة تستهدف الشمال المحاصر.
وأورد الدفاع المدني في وقت سابق أن قصفا على جباليا بشمال القطاع أسفر عن 33 قتيلا.
تتعرض جباليا منذ 6 تشرين الأول/أكتوبر لهجوم جوّي وبرّي مع إعلان الجيش الإسرائيلي أنّ حماس تعيد ترتيب صفوفها في هذه المنطقة.
وقال الفلسطيني ناصر أمام مستشفى الأقصى في دير البلح بوسط القطاع “كل يوم، كل ساعة، هناك مجزرة. هذا ما أصبحت عليه حياتنا. نحن أموات أحياء”.
من جانبه، اتهم مدير المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا مروان سلطان الجيش الإسرائيلي بقصف المنشأة، وقال إن “الدبابات الإسرائيلية طوقت المستشفى وقطعت الكهرباء وأطلقت قذائف”.
وأفادت وزارة الصحة التابعة لحماس بوفاة مريضين في المستشفى.
في الأثناء، أكدت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالإنابة جويس مسويا السبت أن الفلسطينيين يعانون “أهوالا تفوق الوصف” في شمال قطاع غزة.
وقالت “هُجّر عشرات آلاف الفلسطينيين قسرا. وبدأت الإمدادات الأساسية تنفد. وضُرِبت المستشفيات التي أصبحت مكتظة بالمرضى”.
في غضون ذلك، عرض الجيش الإسرائيلي السبت لقطات مصوّرة قال إنها تظهر الرئيس السابق للمكتب السياسي لحماس يحيى السنوار وعائلته في نفق بقطاع غزة قبل ساعات من شن الحركة الفلسطينية هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأكد المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري أن اللقطات تُظهر السنوار برفقة أطفاله وزوجته وهم يمرّون داخل نفق قال إنه خزّن فيه إمدادات قبيل هجوم الحركة على جنوب إسرائيل.
وقال هاغاري “يمكنكم أن تروا كيف هرب السنوار وأفراد عائلته إلى مجمع تحت الأرض تحت منزلهم ليل السادس من تشرين الأول/أكتوبر، قبل ساعات من المذبحة الوحشية”.
في نابولي، دعا وزراء الدفاع في مجموعة السبع إلى “زيادة كبيرة ومستدامة” للمساعدة الإنسانية بقطاع غزّة.
كما دعت مجموعة السبع “إيران الى الامتناع عن تقديم دعم لحماس وحزب الله والحوثيين وأفرقاء آخرين خارج إطار الدولة، و(الامتناع) عن اتّخاذ أي اجراء إضافي من شأنه زعزعة استقرار المنطقة والتسبب بتصعيد يخرج عن السيطرة”.
وكانت حماس أكدت الجمعة أن مقتل السنوار الأربعاء بأيدي جنود إسرائيليين بجنوب قطاع غزة “سيزيدها قوة وصلابة”. وأكدت أيضا أنها لن تُفرج عن الرهائن لديها قبل “وقف” الحرب.
تسبّب هجوم حماس قبل عام بمقتل 1206 أشخاص غالبيتهم مدنيون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية تشمل رهائن ماتوا أو قتِلوا خلال احتجازهم في غزة.
ومن أصل 251 شخصا خطفوا خلال الهجوم، ما زال 97 محتجزين في غزة، بينهم 34 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وتردّ إسرائيل منذ أكثر من سنة بحملة قصف مدمّرة وعمليات برّية في قطاع غزة أدّت الى مقتل ما لا يقل عن 42519 فلسطينيا، معظمهم نساء وأطفال، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
– ضربات في لبنان –
والحرب المستمرّة في غزة انتقلت إلى لبنان، حيث تشن إسرائيل منذ 30 أيلول/سبتمبر عمليات برّية في جنوب البلاد في موازاة غارات جوّية على حزب الله الموالي لإيران وحليف حماس.
ودوّت صفارات الانذار السبت في شمال إسرائيل. وقالت إسرائيل إن حزب الله أطلق نحو 200 مقذوف على أراضيها السبت، فيما استهدفت غارات إسرائيلية متكررة ضاحية بيروت الجنوبية وشرق لبنان.
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنه شن ضربات جوّية على مخابئ أسلحة ومركز استخبارات لحزب الله في معقله ضاحية بيروت الجنوبية.
من جهته، أعلن حزب الله إطلاق صواريخ على منطقة حيفا في شمال إسرائيل وعلى مدينة صفد وقاعدة عسكرية.
وقال الحزب في بيان إنه “ردا على استهداف المدنيين والمجازر التي ارتكبها العدو الصهيوني، خاصّة مجزرة النبطية… قصفت المقاومة الإسلامية السبت مستعمرة كريات آتا شرقي حيفا بصلية صاروخية نوعية”.
وقُتل شخصان في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة على طريق سريع في شمال بيروت، وهي أول مرة تُستهدف فيها هذه المنطقة منذ بدء التصعيد قبل أكثر من عام.
خلال شهر، قُتل ما لا يقل عن 1420 شخصا في لبنان جراء القصف الإسرائيلي، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات رسمية، بينما أرغِم أكثر من مليون شخص على النزوح.
وأحصت الأمم المتحدة نزوح نحو 700 ألف شخص.
وتتواصل الحرب بين إسرائيل وحزب الله رغم انتشار قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل).
واقترح مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل السبت تعزيز تفويض مهمة اليونيفيل، مشيرا إلى أن ذلك “يتطلب قرارا من مجلس الأمن الدولي”.
وقالت اليونيفيل في بيان السبت إن أحد مواقعها الذي لم يتلقَّ أي إمدادات منذ 29 أيلول بسبب الطرق المغلقة في جنوب لبنان، تمكّن من التزوّد بها مجددا.
بور/ب ق-جص