The Swiss voice in the world since 1935

نشر قوات كورية شمالية في روسيا يعزّز التحالف العسكري بين البلدين

afp_tickers

يرى خبراء أنّ قرار كوريا الشمالية نشر آلاف الجنود على خطوط المواجهة في أوكرانيا، من شأنه أن يعزّز التحالف العسكري المثير للجدل مع موسكو، كما قد يدفع روسيا للانخراط بشكل أعمق في القضايا الأمنية المرتبطة بشبه الجزيرة الكورية.

وقالت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية إنّ حوالى 1500 جندي من القوات الخاصة الكورية الشمالية موجودون في روسيا، ومن المرجّح أن يتوجهوا إلى الخطوط الأمامية قريبا، مع استعداد آلاف الجنود لمغادرة البلاد في وقت قريب، في ما يعدّ أول انتشار من نوعه لبيونغ يانغ في الخارج.

وتُظهر هذه الخطوة أن الاتفاق العسكري المبرم بين زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حزيران/يونيو، والذي تضمّن بندا بشأن الدفاع المشترك، لم يكن مجرّد استعراض.

ويقول هونغ مين وهو محلّل في معهد كوريا للتوحيد الوطني لوكالة فرانس برس إنّ “هذا يُنشئ إطارا يحصل بموجبه التدخل الروسي أو الدعم العسكري تلقائيا، إذا تعرّضت كوريا الشمالية لهجوم أو واجهت أزمة”. 

ويضيف أنّ حقيقة أنّ جنودا كوريين شماليين سيقاتلون إلى جانب روسيا في أوكرانيا تُثبت مدى “صلابة” الاتفاق بين بوتين وكيم.

كما يشير إلى أنّ تعزيز القوات الروسية من قبل بيونغ يانغ يمكن أن يساعد موسكو في الاحتفاظ “بالأراضي (الاوكرانية) المحتلّة أو في تحقيق مكاسب إقليمية أخرى”. 

ولا تزال الكوريتان في حال حرب من الناحية التقنية، وذلك بعدما انتهى النزاع بينهما بين عامين 1950 و1953 بهدنة وليس باتفاق سلام. ولكن فيما نجح كيم في بناء ترسانة نووية، فإنّ سيول تفتقر إلى الأسلحة النووية الخاصة بها.

مع ذلك، تتمتّع كوريا الجنوبية بحماية ما يُسمى المظلة النووية الأميركية، كما تُجري سيول وواشنطن تدريبات عسكرية مشتركة واسعة النطاق بشكل دوري، الأمر الذي يثير غضب بيونغ يانغ.

وربما يأمل كيم من إرسال جنود إلى روسيا في إقامة رادع عسكري أكثر تكاملا بين كوريا الشمالية وروسيا، على غرار التحالف بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، ما قد “يؤدي إلى تحوّل كبير” في ديناميات الأمن في الكوريتين، وفقا لهونغ.

– “تحوّل كبير” –

نشر مركز الاتصالات الاستراتيجية في أوكرانيا الجمعة مقطعا مصورا يُظهر ما يبدو أنه جنود كوريون شماليون في معسكر روسي يستعدون للمشاركة في الحرب التي تخوضها موسكو في أوكرانيا.

وقالت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية لوكالة فرانس برس إنّه “من غير المناسب” بالنسبة إليها التعليق على مواد نشرتها حكومة دولة أخرى.

وفي سياق آخر، يرى خبراء أنّ إرسال قوات كورية شمالية إلى روسيا يمنح جنود النخبة فرصة لتجربة الحرب وفق الأساليب الحديثة، واختبار أداء الأسلحة المصنّعة محليا في ساحة المعركة. ومنذ فترة طويلة، تتهم سيول بيونغ يانغ بإرسال أسلحة إلى موسكو.

ويقول لي سانغ مين الباحث في معهد كوريا للدفاع لوكالة فرانس برس إنّ ذلك قد يكون أيضا محاولة من كيم لتعزيز مكانته الدولية وموقفه التفاوضي قبل الانتخابات الأميركية الشهر المقبل.

ويضيف أنّ “إحدى الطرق لجذب الانتباه العالمي عبر القيام بشيء مستهجن، هي في إرسال قوات لدعم الحرب في أوكرانيا، ما قد يؤدي إلى إطالة أمد الصراع أو تحويله لصالح روسيا”. 

– اقتصاد الحرب –

بدوره، يرى الأستاذ في الدراسات الكورية في جامعة أوسلو فلاديمير تيخونوف أنّ فائدة نشر القوات الكورية الشمالية واضحة بالنسبة إلى روسيا.

ويوضح لفرانس برس أنّ “العقبة الرئيسية التي تواجه روسيا هي نقص القوى العسكرية واليدوية، وكوريا الشمالية لديها إمكانات كبيرة لمعالجة الأمرين”.

ووصلت العلاقات بين الكوريتين إلى أدنى مستوياتها، في وقت أكد كيم الخميس أنّ بلاده تخلّت عن “فكرة إعادة التوحيد غير المنطقية”.

ويقول خبراء إن بيونغ يانغ قد تستخدم أوكرانيا أيضا وسيلة لإعادة تنظيم سياستها الخارجية.

ويشيرون إلى أنّ كوريا الشمالية تسعى من إرسال جنودها إلى تثبيت نفسها داخل اقتصاد الحرب الروسي عبر تزويد موسكو بالأسلحة ومنحها دعما عسكريا. ويعتبرون أنّها ربما تتجاوز في ذلك حليفها التقليدي وجارتها وشريكها التجاري الرئيسي، أي الصين.

وفي هذا السياق، يقول تيخونوف “هذا يعني أن بيونغ يانغ لن تكون لديها رغبة في السعي لتحسين العلاقات مع اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة”.

ويخلص إلى أنّ “هذا يعني حالة مستمرة من التوتر في شبه الجزيرة الكورية”.

سدل/ناش/ب ق

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية