مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

وفاة الكاتب المصري الكبير محمد حسنين هيكل عن 93 عاما

تشييع هيكل من مسجد الحسين في القاهرة afp_tickers

توفي الكاتب والصحافي المصري الكبير محمد حسنين هيكل الاربعاء عن عمر يناهز 93 عاما بعد مسيرة مهنية حافلة واكبت مصر وما حولها منذ عهد الملكية الى الحكم الجديد الذي ارسي بعد ثورة 25 يناير.

ونعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في بيان “ببالغ الحزن والأسى” محمد حسنين هيكل قائلا انه كان “علما صحفيا قديرا، أثرى الصحافة المصرية والعربية بكتاباته وتحليلاته السياسية”.

وكان التلفزيون المصري اورد خبرا عاجلا صباح الاربعاء جاء فيه “وفاة الكاتب الصحافي محمد حسنين هيكل بعد صراع مع المرض”.

ونعت صحيفة “الاهرام” على موقعها الالكتروني “فقيد الصحافة العربية” الذي كان رئيس تحرير الصحيفة لمدة 17 عاما.

وذكرت ان حالته الصحية “ساءت منذ ثلاثة أسابيع حين بدأ بالخضوع لعلاج مكثف في محاولة لإنقاذ حياته، بعد تعرضه لأزمة شديدة بدأت بمياه على الرئة رافقها فشل كلوي استدعى غسيل الكلى ثلاث مرات أسبوعيا”ً.

وسيشيع هيكل عصر الاربعاء في القاهرة قبل دفنه.

وولد هيكل في القاهرة في 21 ايلول/سبتمبر 1923، واتجه فور انتهاء دراسته الى الصحافة.

وبدأ مشواره الصحافي كمراسل عسكري يغطي المواجهة بين القوات الالمانية والقوات الانكليزية في الحرب العالمية الثانية والتي جرت حول مدينة العلمين المصرية على البحر المتوسط.

– صديق عبد الناصر –

ولمع نجم هيكل مع انقلاب الجيش الذي اطاح الملك فاروق في تموز/يوليو 1952. فقد كان هيكل صديقا للزعيم الراحل جمال عبد الناصر قائد هذه الثورة والذي حكم مصر من 1954 وحتى 1970.

كان محمد حسنين هيكل رئيسا لتحرير جريدة “الأهرام” حتى سنة 1974. كذلك، رأس مجلس إدارة مؤسسة “أخبار اليوم” ومجلة “روز اليوسف” في مرحلة الستينات. وفي العام 1970، عين وزيرا للإرشاد القومي.

ولهيكل مقالات لا تحصى في وسائل اعلام عديدة، وكتب في السياسة والتاريخ بالعربية والانكليزية.

من كتبه “خريف الغضب” الذي نشر في 31 لغة، و”عودة آية الله”، و”الطريق إلى رمضان”، و”أوهام القوة والنصر”، و”أبو الهول والقوميسير”.

كذلك، نشرت له مجموعة “حرب الثلاثين سنة” من اربعة اجزاء عن الصراع العربي الاسرائيلي، و”المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل” من ثلاثة أجزاء.

وفي السنوات الاخيرة، اطل على الجمهور العربي الواسع من خلال برنامج بثته قناة “الجزيرة” بعنوان “مع هيكل”، ثم لاحقا قدم تحليلات سياسية اسبوعيا على فضائية مصرية خاصة.

وكان هيكل يكتب خطابات جمال عبد الناصر، وواصل القيام بذلك مع خليفته انور السادات لسنوات قبل ان يختلفا. وزج السادات بهيكل في السجن مع قرابة الف من السياسيين والمفكرين في ما عرف “باعتقالات ايلول/سبتمبر” 1981 قبل ان يفرج عنه الرئيس حسني مبارك.

الا ان علاقة هيكل بمبارك اتسمت بالفتور الشديد، فلم يكن هيكل ابدا من المقربين من مبارك الذي همشه مفضلا الاستعانة بوجوه جديدة في الدائرة المقربة منه.

وفي حوار مع صحيفة “ذي اندبندنت” العام 2007، وجه هيكل انتقادات لمبارك. وقال “دعنا نواجه الامر، الرجل لم يعتد ابدا على السياسة”.

ورحب هيكل ببروز قائد الجيش السابق والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي الذي اطاح الرئيس الاسلامي محمد مرسي في تموز/يوليو 2013.

وفي كانون الاول/ديسمبر 2015، دعا هيكل السيسي لعقد حوار وطني لحل ازمات البلاد الاقتصادية والسياسية والامنية.

وقال هيكل في حوار مع محطة “سي بي سي” الفضائية الخاصة “ناس كثر قابلة بما يحدث لان البدائل اسوأ وجربنا منها بدائل ورأينا المصائب التي ممكن ان تحصل”.

ودعا هيكل الى “حوار بين كل قوى الوطن.. بممثلين حقيقين عن الشعب”.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية