The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

أرض الصومال ميزة استراتيجية جديدة لإسرائيل

afp_tickers

لا شكّ في أن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال شكّل مفاجأة، لكنه يندرج في سياق الاستراتيجية الجديدة للدولة العبرية في وجه خصومها الكبار وعلى رأسهم إيران، إذ يمنحها ذلك نفاذا لا يضاهى إلى البحر الأحمر وخليج عدن.

– تغيير المعادلة –

أتى الاعتراف الإسرائيلي بهذا الإقليم الانفصالي الذي أعلن استقلاله عن الصومال بقرار أحادي سنة 1991، بعد مناقشات “شاركت فيها (استخبارات) الموساد في إطار دبلوماسية موازية”، على ما قال لوكالة فرانس برس دافيد خلفا الباحث في مؤسسة جان-جوريس في باريس.

ولم يُكشف عن التعهّدات التي قُدّمت في مقابل هذا الاعتراف.

لكن هذا الاعتراف قد يتيح لإسرائيل موطئ قدم في المنطقة، ما يقرّبها من القواعد العسكرية للحوثيين في اليمن المدعومين من إيران الذين استهدفوا الدولة العبرية مرّات عدّة منذ اندلاع الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق نفّذته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

ومن خلال نشر مقاتلات ومسيّرات استطلاع، يصبح في وسع إسرائيل “مراقبة الحوثيين واستهدافهم”، بحسب ما قال الباحث الذي يرأس أيضا المنتدى الأطلسي الشرق الأوسطي (Atlantic Middle East Forum)، مشيرا إلى أن هذا الموقع “يقع في صلب أنشطة طهران في المنطقة”.

وهذه أيضا وجهة نظر آشر لوبوتزكي من معهد العلاقات الإسرائيلية الإفريقية في هرتسيليا بالقرب من تل أبيب، إذ قال “نظرا إلى أن دول الخليج والولايات المتحدة وإسرائيل قد حاربت كلّها الحوثيين في السنوات الأخيرة لكن من دون نتائج تُذكر، فإن إمكانية التحرّك من أرض الصومال قد تغيّر المعادلة”.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن إسرائيل تبدي منذ اندلاع أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 التي هزّت المشهد في البلد رغبة في إقامة “تحالفات مضادة” لمواجهة إيران، خصوصا على سواحل أرض الصومال الموالية للغرب والمستقرّة نسبيا، “وهي ميزة نادرة في هذه المنطقة من العالم”، على حدّ قول دافيد خلفا.

– “أهمّية استراتيجية فريدة” –

تثير أرض الصومال اهتمام الغرب منذ فترة طويلة. وهي كانت جزءا من الإمبراطورية العثمانية قبل أن تصبح محمية بريطانية سنة 1888. وفي الثمانينات، طُرحت فكرة إقامة قاعدة عسكرية أميركية فيها.

وأشار لوبوتزكي إلى أن “موقعها عند مدخل خليج عدن قبالة جنوب اليمن بين البحر الأحمر والمحيط الهندي يمنحها أهمّية استراتيجية فريدة من نوعها”.

وهي تتيح نفاذا مباشرا إلى خليج عدن ومضيق باب المندب على أحد المسارات التجارية الأكثر ازدحاما في العالم.

وبالنسبة إلى سميرة جيد الخبيرة في الأمن في المركز البحثي الصومالي “بلقيس إنسايتس” في مقديشو، “تؤجّج هذه التطوّرات مخاوف مفادها أن البحر الأحمر وخليج عدن هما من المواقع المسيّسة المعسكرة أكثر من أنهما من الممرّات التجارية المحايدة”.

كما من شأن هذه التطوّرات أن “تسرّع من انخراط القرن الإفريقي في المواجهات في الشرق الأوسط الآخذ في التنامي منذ عقد من الزمن”، بحسب الباحثة.

– صبّ الزيت على النار –

فالإمارات العربية المتحدة تدير قاعدة عسكرية في ميناء بربرة، بموجب اتفاق يعود للعام 2017. وتفيد بعض المصادر بأن من شأن أبوظبي أن تيسّر نفاذ إسرائيل إلى المنطقة عبر هذا المرفق.

وتثير أرض الصومال كذلك مطامع إثيوبيا التي ترى فيها فرصة للنفاذ إلى البحر الذي تفتقر إليه.

وعلى ضوء ما تقدّم، تكتسي خطوة إسرائيل، الدولة الحليفة لكلّ من الإمارات وإثيوبيا، بعدا إضافيا، على ما قال كولن كلارك المدير العلمي لمركز صوفان في نيويورك.

وهو أشار إلى أن هذه الخطوة “تنسجم على ما يبدو مع تحالفات إسرائيل… التي تعتبر على الأرجح أن المزايا الاستراتيجية المحتملة تفوق الأضرار الدبلوماسية”.

ورأى الباحث أن “منطقة القرن الإفريقي، باتت كغيرها من مناطق القارة، ساحة نزاع بين القوى المتوسّطة، ومن بينها إسرائيل وتركيا ودول الخليج”.

ويشير محلّلون إلى أن هذه التطوّرات من شأنها أن تصبّ الزيت على النار في سياق الخصومة المتنامية بين إسرائيل وتركيا. فالأولى قريبة من الإمارات وتعترف بأرض الصومال والثانية حليفة لقطر وترى في الصومال “دولة في مدارها”، على حدّ قول آشر لوبوتزكي.

والثلاثاء، صرّح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن الاعتراف بأرض الصومال خطوة “غير مشروعة وغير مقبولة”، متّهما حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بـ”زعزعة الاستقرار في القرن الإفريقي”.

دلا-منك/م ن/جك

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية