مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الصحراء الغربية: جولة جديدة من المفاوضات في جنيف؟

كريستيان بيريغو تتوسط دحا رحموني ( يسار ) ومسعود العربي أثناء اللقاء مع الصحافة يوم 19 سبتمبر 2007 في جنيف swissinfo.ch

في جنيف، أدانت منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان في الصحراء الغربية "استمرار القمع من قبل السلطات المغربية" وأعلنت أنها "لا تنتظر شيئا" من المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو التي ستنظم جولتها الثالثة في جنيف في شهر ديسمبر.

واشارت هذه المنظمات الى أنه تم اعتقال أكثر من 2000 شخص في المظاهرات “السلمية” والى تعريض العديد للتعذيب، كما أدانت عدم نشر تقرير لجنة تابعة للمفوضية السامية لحقوق الإنسان زارت المنطقة في مايو 2006.

أدانت أربع جمعيات مدافعة عن حقوق الإنسان في الصحراء الغربية “إستمرار القمع والمضايقات والاعتقالات” ضد الصحراويين الذين خرجوا للتظاهر “بعد أن ضاقت بهم السبل للمطالبة بتطبيق الاستفتاء حول تقرير المصير”، في هذا القطاع الذي يعرف صراعا منذ انسحاب القوات المحتلة الإسبانية في عام 1975 بين كل من المغرب المطالب بضمه وجبهة البوليساريو (جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب) المطالبة بالاستقلال.

اللقاء الذي نظمته مع الصحافة كل من “الجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الخطيرة المرتكبة من قبل الدولة المغربية” و”التجمع للمدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان” و”جمعية أهالي المعتقلين والمفقودين الصحراويين” و”المكتب الدولي للدفاع عن حقوق الإنسان في الصحراء الغربية”، يأتي على هامش متابعة هذه المنظمات لأشغال مجلس حقوق الإنسان المنعقد حاليا في جنيف في دورته السادسة.

جولة مفاوضات جديدة في جنيف!

عند تذكيرها بالوضع الحالي، المتمثل في بداية الطرفين المغربي والصحراوي مفاوضات جديدة، تم تنظيم جولتين منها في نيويورك، ذكرت كريتسيان بيريغو من المكتب الدولي للدفاع عن حقوق الإنسان في الصحراء الغربية أن “الجولتين لم تُـسفرا عن نتائج مذكورة”، وأعلنت عن أن جولة ثالثة ستنعقد في جنيف، معربة عن التشبث بالأمل من أجل توصل الشعب الصحراوي الى تقرير مصيره، وهذا ما أكده مسؤول العلاقات الخارجية بجبهة البوليساريو السيد بابا بقوله “إنها ستتم في جنيف في شهر ديسمبر”.

ولكن ممثلي المنظمات الأهلية الصحراوية لا ينتظرون الكثير من هذه المفاوضات، إذ قال دحا رحماني من الجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات المرتكبة من قبل الدولة المغربية “إن غالبية الشعب الصحرواي متشائمة من مصير مفاوضات السلام هذه، وسيكون مصيرها كسابقاتها”.

أما زميله مسعود العربي، من تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان فيرى أن “القمع مستمر من قبل السلطات المغربية، حتى بعد الشروع في مفاوضات السلام، وقد امتدت الى الجامعات، حيث تم اعتقال العديد من الطلبة”.

قمع مستمر وصمت مطبق

وتطرق دحا رحموني إلى المظاهرات التي نظمها سكان الصحراء الغربية في الآونة الأخيرة، وقال “إن الشعب الصحراوي ضاق صبره من محاولات التسوية الفاشلة بسبب تعنت المغرب، وخرج يطالب بحقوقه في مظاهرات سلمية”، وأفاد أنه – حسب إحصائيات المنظمات الصحراوية- قد “تم اعتقال حوالي 2000 شخص منذ بداية عام 2007، وأن من بين هؤلاء يوجد حوالي 40 معتقلا سياسيا”.

وفي رده على سؤال حول اتهام السلطات لتلك المظاهرات بأنها استخدمت فيها قنابل مولوتوف الحارقة، قال مسعود العربي “لم نلجأ أبدا الى استخدام قنابل مولوتوف في مظاهراتنا وهذه ادعاءات السلطات المغربية، التي كثيرا ما تشير أيضا الى إصابة أعوان أمن ولكنها لا تعرض الأدلة أثناء المحاكمات”.

وعن المفقودين، ذكرت السيدة كريستين بيريغو بأن “أكثر من 500 شخص لا يزالون في عداد المفقودين منذ بداية هذا الصراع”، واختتمت قائلة “لا يمكن استمرار هذا الصمت حول الانتهاكات المرتكبة من قبل دولة مغربية، تقول عن نفسها إنها دولة القانون”.

تقرير محجوب عن النشر

ما يشغل بال المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان، كما قالت السيدة بيريغو هو أن “التقرير الذي كان من المفروض أن تنشره مفوضية حقوق الإنسان عقب الزيارة التي قامت بها لجنة تابعة لها في مايو 2006 برئاسة موظف اللجنة الدولية الأسبق كريستوف جيرو، لم يُنشر لحد الآن”.

وعن أسباب عدم نشر هذا التقرير، تقول السيدة كريستين بيريغو “لقد طالبنا بمعرفة الأسباب ولم نتوصل بجواب إلى حد الآن”، وأضافت “لكن هذا التقرير يتداول بشكل غير رسمي ويبدو أن السبب في هذا التعطيل هو أن الأطراف المعنية لم تتفق مع المفوضية السامية لحقوق الإنسان حول محتوى التقرير”، وفي نظرها، يبدو أن هذا التقرير “يؤكد حقائق ليست في صالح الاحتلال المغربي للصحراء الغربية”، على حد تعبيرها.

وتضيف بأن “مثل هذه التقارير الأممية هي في حد ذاتها محط مفاوضات، ويبدو أن التفاوض بشأنه لم ينته بعد، رغم مرور عام ونصف على إعداده”.

وتنتقد السيدة بيريغو أيضا “التباطؤ الذي تعالج به مفوضية حقوق الإنسان بعض القضايا العاجلة، مثل الشكوى التي رفعت في نهاية العام الماضي بخصوص اعتقالات وتعذيب تمت في الصحراء الغربية، ولكننا لم نتوصل برد إلا في الأيام الأخيرة حول الشروع في النظر في هذه القضية”.

سويس إنفو – محمد شريف – جنيف

من المنتظر عقد الجولة الثالثة من مفاوضات السلام بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية تحت إشراف الأمم المتحدة في جنيف في شهر ديسمبر المقبل.

كانت الجولة الأولى من هذه المفاوضات قد بدأت يوم الاثنين 18 يونيو 2007 بالقرب من نيويورك، وهي المرة الأولى التي يجتمع فيها الجانبان خلال سبع سنوات، ووصفها مسؤولون أمميون بأنها أفضل فرصة حتى الآن لإنهاء صراع مضى عليه 32 عاما.

وكانت الأمم المتحدة قد توسّـطت في التوصل إلى اتفاق وضع حدا في عام 1991 لحرب عِـصابات محدودة، لكن لم يعقبه حل سياسي بسبب تعثر تطبيق الاستفتاء حول تقرير المصير.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية