The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

المهاجرون من آسيا الوسطى في روسيا شريان حياة مالي لبلدانهم

afp_tickers

يفاخر أستاذ الرياضة القرغيزي أبازبك عبد النبييف بأن الأطفال الذين كانوا يلعبون “في التراب” باتوا يتمتعون الآن “بصالة للألعاب الرياضية وأرض عشبية” بفضل أموال يرسلها المهاجرون العاملون في روسيا، وهي مصدر دخل حيوي لدول آسيا الوسطى وصل إلى مستويات قياسية. 

يضيف عبد النبييف لوكالة فرانس برس في منطقة باتكين (جنوب) التي هاجر الكثير من أبنائها، “كانت مساهمة المهاجرين هائلة. ورغم المسافة، ساهم الجميع في أشياء يستفيد منها أطفالهم”.

وفي مكان قريب، يشرف نور أحمدوف على تشييد مبنى “أقيم بأموال جمعها المهاجرون والقرويون”، سيضم مكتبة بالإضافة إلى قاعة مؤتمرات وصالة ألعاب رياضية مخصصة للنساء.

يوضح الرجل الثلاثيني “عندما كنت أعمل في موسكو، كنت أضع ثلاثة يورو شهريا” في هذا الصندوق المشترك، مقدرا أن 1500 مهاجر من قريته يساهمون في هذا الصندوق.

والأموال التي يكسبها المهاجرون من آسيا الوسطى حيوية بالنسبة لعائلاتهم، إذ يبلغ متوسط الرواتب 220 يورو في طاجيكستان، و400 يورو في قيرغيزستان، و450 يورو في أوزبكستان.

وتمثل هذه التحويلات المالية نحو نصف الناتج المحلي الإجمالي لطاجيكستان، وهو رقم قياسي عالمي، ونحو ربع الناتج المحلي الإجمالي لقيرغيزستان، و14% من الناتج المحلي الإجمالي لأوزبكستان، وفقا للبنك الدولي.

ارتفعت التحويلات عام 2024 إلى ما مجموعه 5,8 مليارات دولار في طاجيكستان، و3 مليارات دولار في قيرغيزستان، و14,8 مليار دولار في أوزبكستان، ويعود ذلك لانخفاض قيمة العملات المحلية مقابل الروبل، ولكن أيضا لارتفاع الأجور في روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا. وتسد روسيا النقص في الأيدي العاملة إلى حد كبير من خلال المهاجرين.

وبدون هذه التحويلات المالية، سيرتفع معدل الفقر من 29% إلى 41% في قيرغيزستان، وفقا للإحصاءات الوطنية.

– “تجميل البلاد” –

يستخدم المال أيضا لإنشاء البنى التحتية عندما تفتقر الدولة للامكانيات، وذلك من خلال أنظمة المساعدة المجتمعية الحاضرة بقوة في مجتمعات آسيا الوسطى.

المبدأ هو نفسه في كل المنطقة: يساهم المهاجرون والقرويون في جمع الأموال، وفي بعض الأحيان يتم دعمها بتمويل من الدولة.

في مهروبود بشمال طاجيكستان، توجد لافتة حكومية ممتدة على الطريق تذكر بأن “تجميل البلاد واجب على كل مواطن”.

ويقول أحد سكان القرية عبد القهار مجيدوف “تحاول كل مقاطعة حل مشاكلها بنفسها: لضمان ذهاب أطفالنا إلى المدرسة، ولضمان نظافة الشوارع وصيانتها بشكل جيد”.

يتحدث مجيدوف لوكالة فرانس برس بينما يقوم العمال من حوله بتسوية الأرض قبل رصفها، بعد بناء مدرسة وجسر العام الماضي.

ويوضح الرجل المسؤول عن جمع التمويلات “يقوم شخص ما بجمع الأموال من السكان لرصف الشوارع مثلا. وبمجرد إصلاح شارع، ننتقل إلى الشارع التالي”. 

لكن روسيا فقدت بعض جاذبيتها منذ بدء هجومها في أوكرانيا عام 2022. ورغم أن المهاجرين لم يرسلوا مثل هذا القدر من المال إلى وطنهم قط، فإنه لم يسبق أيضا أن غادروا روسيا بهذه الأعداد الكبيرة.

ويقول العديد من المغتربين العائدين الذين تحدثوا لوكالة فرانس برس إنهم يأملون ألا يعودوا إلى روسيا. ويشيرون إلى زيادة عمليات التفتيش العنيفة والمهينة والخوف من إرسالهم إلى أوكرانيا، مثل 20 ألفا من الروس المجنسين الذين ينتشرون بالفعل “على خط المواجهة”، وفقا لموسكو.

يقول قادر بيك تاتشيمبيكوف وهو يوجه مشغّل الرافعة لرفع العوارض لبناء مركز مجتمعي في باتكين “لقد طردوني من روسيا بعد أن عملت هناك لمدة ثماني سنوات”.

يعدّ الشاب البالغ 29 عاما واحدا من حوالى 300 ألف قرغيزي عادوا إلى بلدهم طوعا أو قسرا بين عامي 2023 و2024، وهو ما يمثل نحو نصف عدد المغتربين القرغيزيين في روسيا.

– “هجرة أقل” –

تسهّل قوانين وقعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عملية تعقّب المهاجرين وترحيلهم بعد الهجوم الذي وقع في آذار/مارس 2024 على قاعة كروكوس للحفلات الموسيقية في موسكو واعتقال المشتبه بهم المتحدرين من آسيا الوسطى.

وأثارت هذه الإجراءات رد فعل من جانب السلطات في آسيا الوسطى، حليفة موسكو.

وأعرب الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمن عن قلقه إزاء “مئات التوابيت العائدة” لمواطنين ذهبوا “لكسب لقمة عيش أسرهم” ولقوا حتفهم في حوادث عمل أو حوادث طرق في روسيا، أو في أوكرانيا.

أما بالنسبة لنظيره القيرغيزي صدر جباروف، فتشكل عودة المهاجرين إحدى ركائز سياسته.

ويؤكد أبازبك ونور وقادر بيك أن “الوضع تحسن في قيرغيزستان، كما تحسنت الأجور”، ويلفت المهاجرون الثلاثة السابقون إلى أنهم لا يرغبون في العودة إلى روسيا.

ويأمل ثلاثتهم ألا يضطر مزيد من أبناء منطقتهم إلى الاغتراب، ويقول نور “نأمل أن يتمكن الناس من خلال هذه المساحة الثقافية والرياضية من تنمية وتثقيف أنفسهم”، مضيفا “ربما تكون هناك هجرة أقل”.

بك/ح س/لين

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية