
الهلال الأحمر الفلسطيني: نجاة مسعف من إطلاق نار في غزة بعد توسله بالعبرية

من إيما فارج
جنيف (رويترز) – قال يونس الخطيب رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني يوم الخميس إن المسعف الذي نجا من هجوم أدى إلى مقتل 15 من موظفي الإغاثة نجا من الموت لأنه طلب الرحمة من الجنود الإسرائيليين باللغة العبرية، مضيفا أنه يأمل أن تساعد شهادة الرجل في تحقيق العدالة. وكان أسعد النصاصرة المسعف في الهلال الأحمر نجا من واقعة إطلاق النار في 23 مارس آذار بجنوب قطاع غزة في حادث أثار تنديدا دوليا. وعثر مسؤولو الهلال الأحمر والأمم المتحدة على جثث القتلى في حفرة غير عميقة بعد أسبوع من الواقعة، متهمين القوات الإسرائيلية بقتلهم. وفُقد النصاصرة ثم أُطلق سراحه من المعتقل الإسرائيلي في 29 أبريل نيسان ولم يعلق علنا حتى الآن. ونجا مسعف آخر. وقال الخطيب للصحفيين في جنيف إن النصاصرة نجا بعد أن ناشد القوات بالعبرية وقال إن والدته مواطنة فلسطينية من إسرائيل. وذكر للصحفيين “ماذا يقول أسعد بالعبرية؟ ‘لا تطلقوا النار. أنا إسرائيلي‘ فارتبك الجندي قليلا”. وأضاف “هذا الارتباك… جعله ينجو”. وتابع “سيكون أسعد شاهدا بوسعه وضع كل الروايات الإسرائيلية في مهب الريح”. ولم يرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أو بعثة إسرائيل الدبلوماسية في جنيف بعد على طلب للتعليق. وقال الجيش الإسرائيلي في البداية إن جنوده فتحوا النار على مركبات اقتربت من موقعهم “بشكل مريب” في الظلام دون أضواء أو علامات. وقال إنهم قتلوا ستة مسلحين من حركتي المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) والجهاد الإسلامي كانوا يستقلون سيارات الهلال الأحمر. لكن المقطع المصور الذي تسنى الحصول عليه من الهاتف المحمول لأحد القتلى ونشره الهلال الأحمر الفلسطيني أظهر عمال الطوارئ بزيهم الرسمي وسيارات الإسعاف والإطفاء التي تحمل علامات واضحة وأضواؤها ساطعة وهي تتعرض لإطلاق النار من الجنود. وفي 20 أبريل نيسان، قال الجيش الإسرائيلي إن مراجعة للواقعة خلصت إلى حدوث “إخفاقات مهنية متعددة”. وقالت إن نائب القائد، وهو جندي احتياط كان القائد في الميدان، سيُفصل.
وقال الجيش إن المدعي العام العسكري يجري تحقيقاته الخاصة وقد يوجه اتهامات جنائية.
وردا على سؤال عن كيفية معاملة النصاصرة خلال الاحتجاز، أجاب الخطيب “مثل الفلسطينيين”. وقال إن النصاصرة خضع للاستجواب وأنه كان يعاني مشكلات نفسية، لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل.
وأظهر مقطع مصور نشره الهلال الأحمر الفلسطيني على وسائل التواصل الاجتماعي في اليوم التالي لإطلاق سراحه النصاصرة وهو يبكي ويعانق المسعفين ويبدو عليه الذهول في أثناء فحصه بأحد مستشفيات غزة. وكان ثمانية من القتلى في الواقعة يعملون بالهلال الأحمر الفلسطيني الذي يقدم المساعدات الطبية في غزة وهو جزء من أكبر شبكة إنسانية في العالم.
وقال الخطيب إن الجمعية تعمل مع محامين وتدرس تقديم طلبات رسمية إلى المحاكم الدولية ومجلس الأمن الدولي.
وأضاف “نعتقد أن المجتمع الدولي مسؤول عن توفير العدالة لهؤلاء القتلى”. وتابع “نحن لا ندرب موظفينا ليذهبوا إلى الموت”.