انتخابات مهمّة لمودي في أفقر ولاية في الهند
يتوجّه الناخبون في ولاية بيهار الأكثر فقرا في الهند إلى صناديق الاقتراع الخميس للإدلاء بأصواتهم في انتخابات مهمّة بالنسبة إلى الحكومة القومية الهندوسية المتشددة التي تعهّدت باستثمارات ومساعدات بمليارات الدولارات من أجل الفوز.
وتخضع هذه الولاية التي يبلغ عدد سكانها 130 مليون نسمة غالبيتهم من الهندوس، لحكم ائتلاف يجمع حزب بهاراتيا جاناتا الذي يتزعّمه رئيس الحكومة ناريندرا مودي وحزب جاناتا دال يونايتد الإقليمي.
وبالنسبة إلى مودي، تحمل الانتخابات في هذه الولاية أهمية خاصة، فمنذ توليه الحكم في العام 2014، لا تزال هذه الولاية الوحيدة في شمال البلاد حيث لم يحكم حزب مودي بمفرده.
وتجري هذه الانتخابات على جولتين، في 6 و11 تشرين الثاني/نوفمبر. ومن المتوقع إعلان نتائجها في 14 تشرين الثاني/نوفمبر.
ويواجه الائتلاف المنتهية ولايته تحالفا بين حزب راشتريا جاناتا دال وحزب المؤتمر.
ورأى بوشبندرا وهو أستاذ سابق في معهد تاتا للعلوم الاجتماعية، أنّه في حال فوز ائتلاف بهاراتيا جاناتا وحزب جاناتا دال يونايتد، فإنّ ذلك سيكون مبشّرا بالنسبة للحزب الحاكم في الهند، قبل عام من الانتخابات المحلية المقرّرة في العديد من الولايات الرئيسية.
– استثمارات ووعود –
في أيلول/سبتمبر، أعلن ناريندرا مودي خطة استثمار بقيمة ثمانية مليارات دولار لتحديث خطوط السكك الحديد والطرقات، ودعم البرامج الزراعية وبناء محطة جديدة في المطار.
كذلك، كشف رئيس الحكومة عن برنامج بقيمة 844 مليون دولار لدعم ريادة الأعمال النسائية، ومن المتوقع أن تحصل 7,5 مليون امرأة على مساعدة بقيمة 10 آلاف روبية (حوالى 98 يورو) لكل منهن.
وفي إطار سلسلة من الوعود، تعهّد تيجاشوي ياداف زعيم حزب راشتريا جاناتا دال المنافس في بيهار، بتوفير وظيفة عامة لكل عائلة.
وقال بعدما وصل على متن مروحية إلى مقاطعة داربهانغا حيث الممرّات الضيّقة بين المنازل الطينية ذات الأسقف المصنوعة من القش، “حان الوقت لبناء بيهار جديدة”.
وقالت ربّة المنزل راجكوماري ديفي إنّ “البطالة في كل مكان”.
وتتساءل ديفي كل يوم عن كيفية إطعام أطفالها الثلاثة بالدخل الضئيل الذي يتقاضاه زوجها وهو عامل في منطقة مظفر بور، ويجني بالكاد 400 إلى 500 روبية (حوالى خمسة يورو) يوميا.
ومن أمام منزلها المكوّن من غرفة واحدة، أكدت ديفي بحسرة أنّ “وضعنا حرج للغاية”، مضيفة “أحيانا لا يعمل لأيام”.
تعدّ بيهار أفقر ولاية في الهند، وفقا لأرقام مؤسسة الأبحاث الحكومية “ان اي تي اي ايوغ” (NITI Aayog)، حيث يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 52379 روبية (514 يورو).
– ” من دون عمل” –
لكن الوضع تحسن خلال السنوات العشر الماضية، إذ انخفضت نسبة المواطنين الذين يعيشون في “فقر متعدد الأبعاد” – يطال الصحة والتعليم وظروف المعيشة – من أكثر من النصف في العام 2016 إلى الثلث في العام 2021، وفقا للأرقام المنشورة في العام 2024.
ويعمل حوالى نصف السكان في الزراعة والغابات والصيد، بينما يعمل فقط 5,7 في المئة في القطاع الصناعي.
ونظرا إلى عدم وجود فرص عمل، لا يملك السكان خيارا سوى الهجرة إلى ولايات أخرى للعثور على عمل غالبا ما يكون بأجر ضئيل في مزارع أو مصانع.
وقال المحلل بوشبندرا “أصبح كونك من سكان بيهار مرادفا للبطالة”، معتبرا أنّ “نتائج الانتخابات تعتمد على الحزب الذي يثق الناخبون في قدرته على تحسين مستقبلهم”.
لم يكن أمام فيكاش كومار (30 عاما) خيار إلا المغادرة. ولكن بعد عشر سنوات، لا يزال يكافح من أجل الحصول على دخل ثابت.
وقال “لو أُتيحت للشركات فرصة لإنشاء أعمال لها هنا، لما جاع الناس”، مضيفا “سيكسبون المال ويبقون في منازلهم، ويعيشون حياة هانئة”.
اش/ناش/لين