ترامب: زيلينسكي وبوتين “جادان” بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا
أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد عن اعتقاده بأنّ الرئيسين الأوكراني والروسي “جادان” بشأن السلام، وذلك أثناء لقائه فولوديمير زيلينسكي في فلوريدا الأحد، وبعد محادثة هاتفية مع فلاديمير بوتين، لمناقشة خطة سلام جديدة.
وفيما أشار ترامب إلى أنّ الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا “وصلت إلى مراحلها النهائية”، أضاف أنّه ليس لديه موعد نهائي لهذه العملية.
وردا على سؤال عمّا إذا كان بوتين ملتزما بالسلام رغم الهجمات التي ينفذها على أوكرانيا، قال ترامب أثناء لقائه زيلينسكي في مقر إقامته في مارالاغو “إنه جاد للغاية”.
وأضاف “أستطيع القول إنني أعتقد أن أوكرانيا شنت بعض الهجمات القوية للغاية أيضا، ولا أقول ذلك بشكل سلبي. أعتقد أنه ربما يتعيّن عليك القيام بذلك”.
من جهة أخرى، أشار الرئيس الأميركي إلى أنّه سيكون هناك “اتفاق قوي” لضمان أمن أوكرانيا في إطار خطة السلام، موضحا أنّ هذا الاتفاق سيشمل الدول الأوروبية.
وقبل وقت قليل من لقائه زيلينسكي، أفاد ترامب في منشور عبر منصته تروث سوشال بأنّه أجرى محادثة مثمرة مع بوتين.
ومن جانبه، أكد الكرملين أنّ المحادثة “دارت في جو ودي”. وقال المستشار الدبلوماسي للرئاسة الروسية يوري أوشاكوف للصحافيين “اتفق الطرفان على التحدث مجددا عبر الهاتف بعد اللقاء بين الرئيس الأميركي وزيلينسكي”.
كما أشار إلى أنّ “روسيا والولايات المتحدة متفقتان على وجهة النظر نفسها، وهي أنّ الاقتراح الأوكراني والأوروبي لوقف إطلاق النار مؤقتا… لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد النزاع وإلى استئناف الأعمال العدائية”.
وهذا أول لقاء بين ترامب وزيلينسكي منذ تشرين الأول/أكتوبر، عندما حضر الرئيس الأوكراني ليطلب الحصول على صواريخ توماهوك من نظيره الأميركي، ولكن دون جدوى.
وهذه المرة، يسعى زيلينسكي للحصول على موافقة ترامب على نسخة جديدة من خطة السلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا والتي قدمتها واشنطن قبل شهر تقريبا.
والجمعة، قال الرئيس الأميركي لموقع بوليتيكو إن نظيره الأوكراني الذي يصل حاملا معه أحدث مقترحاته بشأن القضية الشائكة المتعلقة بتقاسم الأراضي، “لا يملك أي شيء حتى أوافق أنا عليه”.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو ستواصل “انخراطها مع المفاوضين الأميركيين لوضع اتفاقات دائمة تعالج الأسباب الجذرية للنزاع”، مع انتقاده للأوروبيين، وفق تصريحات نقلتها وكالة تاس للأنباء.
وبعد لقاء زيلينسكي بترامب، من المرتقب أن يجري الرئيسان مكالمة هاتفية مع الزعماء الأوروبيين، بحسب ما أفاد الناطق باسم الرئاسة الأوكرانية.
– نسخة جديدة –
لم يكن آخر اجتماع جرى بين الرئيسين الأميركي والأوكراني وديا بشكل خاص.
وتأتي القمة في فلوريدا عقب اقتراح الرئيس الأوكراني نسخة جديدة من الخطة الأميركية لإنهاء الحرب، بعد تعديلها إثر محادثات مع أوكرانيا، وهو ما أثار استياء موسكو.
بعد نسخة أولية كانت أكثر مراعاة للمطالب الروسية، يعتقد الكرملين أن كييف تحاول من خلال هذه النسخة الأخيرة “نسف” المحادثات.
وفي تصعيد للضغط الميداني، أعلنت روسيا السبت أنها سيطرت على بلدتين جديدتين في شرق أوكرانيا، هما ميرنوغراد وغوليايبول.
وقال بوتين السبت “إذا لم ترغب السلطات في كييف في تسوية هذه القضية سلميا، فسنحل كل المشكلات التي تواجهنا بالوسائل العسكرية”.
وأضاف أن “قادة نظام كييف ليسوا في عجلة من أمرهم لحل هذا النزاع سلميا”.
وعشية الاجتماع في فلوريدا، هاجمت موسكو كييف والمنطقة المحيطة بها بمئات المسيّرات وعشرات الصواريخ، ما أسفر عن مقتل شخصين وانقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من مليون منزل.
وقال زيلينسكي السبت إن هذا الهجوم يُجسّد “رد روسيا على جهودنا السلمية”.
ولم يعد ترامب يُخفي استياءه من طول أمد المفاوضات. فقد صرّحت الناطقة باسمه كارولاين ليفيت في 11 كانون الأول/ديسمبر أنه “يشعر بإحباط شديد من كلا الجانبين”.
– دونباس –
في 19 كانون الأول/ديسمبر، حثّ الرئيس الأميركي أوكرانيا على اتخاذ إجراءات لإنهاء المراوحة المستمرة.
لكن هل سينجح زيلينسكي في إقناعه بتوجيه رسالة مماثلة إلى موسكو، لا سيما وأن النسخة الأخيرة من الخطة تبدو غير مقبولة لدى الروس؟
وتقترح الوثيقة المكونة من 20 بندا تجميد خطوط القتال على الجبهة من دون التطرق إلى المطلب الروسي بسحب القوات الأوكرانية من نحو 20% من منطقة دونيتسك الشرقية التي لا تزال تحت سيطرتها.
كما أن النص الجديد لم يعد يتضمن أي التزام قانوني على أوكرانيا بالامتناع عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وهو مطلب رئيسي آخر للكرملين.
إلى جانب مصير دونباس، المنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا والتي تطالب بها موسكو، ومصير محطة زابوريجيا النووية التي يحتلها الروس في الجنوب، من المتوقع أن يناقش الرئيسان الضمانات الأمنية التي يمكن أن تقدمها القوى الغربية كجزء من اتفاق سلام محتمل.
وشدد زيلينسكي السبت على أن “هذه الضمانات الأمنية يجب أن تأتي بالتزامن مع نهاية الحرب”.
وقبل اللقاء بين ترامب وزيلينسكي الأحد، حضّ الكرملين أوكرانيا على “اتخاذ قرار شجاع” بالقبول بسحب قواتها من دونباس من أجل “إنهاء” الحرب.
اوي/جك-ح س-م ن-ناش/لين