
رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي يحذر من وضع جيوسياسي هو “الأكثر تعقيدا” منذ عقود

رأى الرئيس الجديد للمنتدى الاقتصادي العالمي بورغه برنده أن العالم يواجه اليوم وضعا جيوسياسيا هو “الأكثر تعقيدا” منذ عقود، متحدثا قبل انعقاد اجتماع للمنتدى في مدينة تيانجين بشمال الصين.
وقال برنده في مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس إنّ “هذا هو السياق الجيوسياسي والجيواقتصادي الأكثر تعقيدا الذي نشهده منذ عقود”.
وحذر بأنه “إذا لم نتوصل إلى إنعاش النمو، فقد نشهد للأسف عقدا من أضعف نمو عرفناه”.
ويشارك عدد من المسؤولين السياسيين واللاعبين الاقتصاديين من كل أنحاء العالم في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد هذا الأسبوع في تيانجين.
ويعقد هذا المنتدى المعروف أيضا باسم “منتدى دافوس الصيفي” في إشارة إلى المنتدى السنوي الشهير في جبال الألب السويسرية، وسط النزاع بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة وبعد أشهر من تصعيد تجاري بين بكين وواشنطن على وقع رسوم جمركية مشددة متبادلة بادر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى فرضها.
ورأى برنده الثلاثاء أن الوقت ما زال “مبكرا جدا” لتقييم التداعيات الكاملة للحرب التجارية التي شنّها ترامب على شركاء بلاده التجاريين ومنافسيها على السواء.
وقال “من المبكر جدا توقع نتائج هذه الرسوم الجمركية، فالمفاوضات لا تزال جارية”.
واعتبر أنّ “العولمة كما عرفناها تطوّرت الآن إلى نظام مختلف” لافتا إلى أن “فصلا جديدا يبدأ… لا سيما أن التجارة كانت محرك النمو”.
كما حذر من التبعات “السلبية للغاية” للنزاعات المسلحة الجارية حاليا على الاقتصاد العالمي.
– الصين “لها وزنها” –
وتستضيف الصين المنتدى الاقتصادي العالمي في ظل ضبابية كبيرة تحيط بوضع ثاني أكبر اقتصاد في العالم الذي يعاني أوضاعا صعبة جراء أزمة عقارية مستمرة منذ فترة طويلة واستهلاك داخلي ضعيف.
وقال برنده إن “الصين لها وزنها حقا”، متوقع أن تمثل حوالى 30% من النمو العالمي عام 2025.
وأوضح أن “الصين توجه اقتصادها أكثر إلى التجارة الرقمية والخدمات وتنفتح الآن على استهلاك داخلي متنامٍ، وهو أمر مهم”.
وكشف الحزب الشيوعي الحاكم في الصين منذ العام الماضي سلسلة تدابير تهدف إلى تحفيز الاستهلاك الداخلي ولا سيما من خلال تخفيضات لمعدلات الفائدة الرئيسية وإلغاء بعض القيود على شراء مساكن.
لكن العديد من خبراء الاقتصاد يشككون في قدرة الاقتصاد الصيني على تحقيق الهدف الرسمي للنمو البالغ “حوالى 5%” للعام الحالي.
وتراهن بكين بصورة خاصة على التكنولوجيات الجديدة والذكاء الاصطناعي لتحفيز النمو مستقبلا.
وقال برنده لفرانس برس “كانت التجارة في الماضي محرك النمو، لكن لا يمكن استبعاد أن تتمكن التكنولوجيات الجديدة بما فيها الذكاء الاصطناعي… من الحلول ربما محل الدور المهم الذي كانت تؤديه التجارة”.
ورغم أن التجارة لا تزال “مهمة جدا”، قال إن التكنولوجيات يمكن أن تعطي دفعة الإنتاجية الضرورية “لتفادي عقد من النمو المتعثر”.
وتعقد هذا الاسبوع على هامش المنتدى عدة مؤتمرات واجتماعات في مركز المؤتمرات الضخم في تيانجين، بحضور ملحوظ الثلاثاء لرئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.
ويلقي رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ الأربعاء الكلمة الافتتاحية للمؤتمر.
بكف/دص/الح