مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويسرا ترعى إعادة تأهيل السجناء الفلسطينيين

اثنا عشر الف سجين فلسطيني يستفيدون من برنامج المساعدات السويسرية swissinfo.ch

من المشاريع التي سهر مكتب الاتصال السويسري في أراضى الحكم الذاتي الفلسطينية على تمويلها مشروع إعادة تأهيل الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية المفرج عنهم وتحضيرهم لاندماج ناجح في المجتمع الفلسطيني.

المشروع الذي مولته سويسرا اهتم بالجوانب النفسية والاقتصادية والاجتماعية لأكثر من 12 الف أسير مفرج عنهم. حصيلة سبع سنوات من العمل تستعرضها رئيسة مكتب الاتصال السويسري السيدة آنيك طونتي.

في حصيلة سبع سنوات من التواجد السويسري وعلى رأس مكتب الاتصال السويسري في رام الله وفرعه الذي كان متواجدا في القدس، تتذكر رئيسة المكتب السيدة آنيك طونتي أن البداية ” كانت مع انطلاق المسار السلامي عقب اتفاق أوسلو وان الجميع كان متفائلا ومتحمسا ومشجعا على القيام بهذه التجربة”. وترى السيدة طونتي “أن سويسرا رغبت بذلك في تسجيل مشاركة لها في مسار السلام والمساهمة بإيجابية فيه بتمويل مشاريع التنمية من جهة، والمساهمة من جهة أخرى في إقامة المؤسسات الوطنية الفلسطينية”.

من المشاريع التي اهتمت بها سويسرا بشكل خاص مسالة إعادة تأهيل السجناء المسرحين وتهيئتهم للاندماج داخل المجتمع الفلسطيني، وهو المشروع الذي شمل بشكل مباشر اكثر من أثنى عشر ألف سجين إضافة إلى أعداد أخرى استفادت بشكل جزئي من المشروع.

التركيز على التنمية الاجتماعية

اختارت سويسرا قطاعات لم تكن تسترعي اهتمام الدول الممولة الأخرى مبتعدة بذلك عن القطاع الصحي الذي كان يستهوي كل المانحين، لذلك ركزت نشاطها على قطاعات مثل التنمية الاجتماعية.

ومن بين البرامج الهامة في هذا القطاع إعادة تأهيل المعتقلين الفلسطينيين القدامى بعد تسريحهم من السجون الإسرائيلية، بتهيئتهم نفسيا واقتصاديا واجتماعيا قبل إدماجهم في الحياة العادية.

هذا البرنامج المنجز في اشتراك مباشر مع السلطة الفلسطينية ارفق ببرامج تكميلية تسهر على إنجازها منظمات غير حكومية.

وتعترف رئيسة مكتب الاتصال السويسري في أراضى الحكم الذاتي ” أن البرنامج لم يكن في البداية بالشكل الذي يسمح له بقبول كل المسرحين بل تطلب الأمر وضع معايير وشروط يجب توفرها في المساهمين في التجربة”.

من هذه الشروط أن يكون المفرج عنه رجلا رب عائلة ولو تم في بعض الحالات قبول نساء مسرحات. العنصر الثاني هو أن يكون السجين قد قضى عدة سنوات في السجون الإسرائيلية، حوالي سبع سنوات على الأقل، مما يجعله منفصلا تماما عن الواقع الفلسطيني ويعقد إمكانية اعادة اندماجه من جديد.

تأثيرات التعذيب تعرقل فرص التكوين

كان الهم الأول بالنسبة للمشروع هو توفير موطن شغل للسجين المفرج عنه بمجرد خروجه من السجن ولكن التجربة أظهرت أولويات أخرى لم تكن مبرمجة، مثل كيفية تجاوز تأثيرات التعذيب الذي تعرض له السجناء الفلسطينيون أثناء اعتقالهم في السجون الإسرائيلية. إذ تقول رئيسة مكتب الاتصال السويسري ” إن بداية التجربة أظهرت بأن المفرج عنهم كثيرا ما يتوقفون عن التدريب ويطلبون تغيير التكوين الذي شرعوا فيه “. وقد اتضح فيما بعد أن ذلك راجع إلى عدم الثقة في النفس نتيجة تأثيرات التعذيب.

وقد تم بالاشتراك مع منظمة الدكتور إياد سراج المختص بالعلاج النفسي لضحايا العنف في قطاع غزة ، تطوير برنامج رعاية نفسية لهؤلاء السجناء. وبتمويل سويسري تم تطوير وسائل علاج خاصة بهؤلاء السجناء المفرج عنهم وهو ما أصبح قسما من مشروع إعادة التأهيل.

الخدمات المقدمة للسجناء

إضافة إلى الرعاية النفسية يسهر المشروع على إعطاء السجناء المسرحين تكوينا مهنيا يسمح لهم بمباشرة عمل مربح. وفي بعض الأحيان يتم تمويل برامج تعليمية تسمح لبعضهم بإتمام دراسته، بل حتى التحضير للامتحان التوجيهي. كما يسهر المشروع الذي تموله سويسرا، على توفير ضمان صحي بالنسبة للسجين المسرح ولعائلته المباشرة وذلك بدفع قيمة التامين الصحي له ولعائلته لفترة نصف عام على أن يتولى بعد ذلك تحمل النفقات بنفسه.

وقد قدم المشروع في بعض الحالات قروضا صغيرة تسمح للسجين المفرج عنه بإعادة تجهيز ورشته لممارسة مهنته من جديد بعد التأكد من سلامة المشروع على أن يعيد تسديد القرض بعد تحسن وضعه المالي.

محمد شريف – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية