مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“سياسة اللجوء لدينا تتجاهل حقوق الإنسان الأساسية”!

اعتبرت السيدة فرانكهاوزر قرار السلطات السويسرية وقف المساعدات المقدمة لطالبي اللجوء قاسياً swissinfo.ch

منذ غرة أبريل، بدأت السلطات السويسرية في تطبيق قانون يمنع تقديم المساعدات الاجتماعية إلى طالبي اللجوء ممن رفضت طلباتهم للبقاء في الكنفدرالية.

ولا تتردد البرلمانية السابقة أنجلين فرانكهاوزر من القول “إن هذا القانون لن يساهم إلا في المزيد من تهميش هذه الفئة من البشر”.

اتخذت الحكومة السويسرية قرارها بقطع المساعدات الاجتماعية المقدمة لطالبي اللجوء ممن رفضت السلطات طلباتهم، كجزء من برنامج يهدف إلى تخفيض الإنفاق العام بمقدار 3.3 مليار فرنك سويسري.

وكانت فئة اللاجئين هي الأكثر تضرراً ضمن هذا البرنامج، حيث قررت الحكومة تخفيض الإعتمادات المقدمة إلى هذا القطاع بنحو 137 مليون فرنك سويسري على مدى السنوات الثلاث القادمة.

وتعتقد الحكومة أنها بإقدامها على هذا الأجراء تقلل من جاذبية سويسرا لطالبي اللجوء “المزيفين”، وتشجعهم على عدم القدوم إليها.

لكن بعض الكانتونات والبلديات والجمعيات الإنسانية اعتبر الخطوة الحكومية قاسية للغاية.

من بين المؤمنين بهذا الرأي السيدة أنجلين فرانكهاوزر، عضوة الحزب الإشتراكي، والتي عُرفت بتبنيها لملف اللاجئين خلال الفترة التي كانت فيها نائبة برلمانية من عام 1983 إلى سنة 1999.

سويس إنفو أجرت معها الحوار التالي:

سويس إنفو: تركت مقعدك البرلماني قبل أربع سنوات. كيف تقيمين التطورات التي لحقت بسياسة اللجوء السويسرية منذ ذلك الحين؟

أنجلين فرانكهاوزر: أولاً، لدي شعور بأن سياسة اللجوء بدأت تختفي من الأجندة السياسية. لقد لاحظت أن الأوضاع أصبحت أكثر صعوبة. وتدريجيا تحولت أهداف أولئك المعارضين للجوء إلى واقع. كما تم تهميش حركة حقوق الإنسان. لدي انطباع أن سياسة اللجوء تحولت إلى قضية بيروقراطية بحتة. هذا الجيل منشغل أكثر بالحرب على الإرهاب، على حين تفتقد مسألة حقوق الإنسان إلى الجاذبية.

سويس إنفو: منذ الفاتح من أبريل لم يعد بمقدور طالبي اللجوء، ممن رفضت السلطات طلبات لجوءهم، الحصول على المساعدات الاجتماعية. الحكومة تهدف من خلال هذه الخطوة إلى توفير النفقات، وتسعى في الآن ذاته إلى دفع طالبي اللجوء إلى مغادرة البلاد. ما هو رأيك؟

أنجلين فرانكهاوزر: هذا أمر خطير. لن أذهب إلى حد القول بأننا نعـرّض طالبي اللجوء إلى الجوع، لكننا بالتأكيد نسحب البساط من تحت أقدامهم، آملين أنهم سيختفون. إنها كارثة.

سويس إنفو: تخشى المنظمات العاملة في مجال دعم اللاجئين من أن يسقط طالبو اللجوء الذين رُفضت طلباتهم في هاوية الإجرام. هل تتفقين معهم؟

أنجلين فرانكهاوزر: في العديد من البلدان الفقيرة يجاهد الناس للبقاء لا للحياة. ومن المثير للدهشة المدى الذي يذهب إليه البشر من أجل البقاء أحياء. هذا يؤدي إلى الجريمة، كما أنه يمثل النهاية لمجتمع مستقر. ولذا، فإن سياستنا للجوء لم تعد لها أية صلة بالاحتياجات الحقيقية للبشر.

سويس إنفو: القانون الجديد يخص طالبي اللجوء الذين لم تُقبل ملفات لجوءهم. هل تراودك أية شكوك في طبيعة الإجراءات التي أدت إلى اتخاذ قرارات الرفض.

أنجلين فرانكهاوزر: لا، أعتقد أن تلك الإجراءات على ما يرام. لكن القواعد المنظمة لهذه الإجراءات لا يتم تطبيقها دائماً. سياسات اللجوء والهجرة ليست سوى مؤشر على حال مجتمعنا الحديث. الهدف الأكثر أهمية لا يزال ضمان تحسين الأوضاع في بلدان طالبي اللجوء. فالناس القادرون على إقامة حياة طبيعية في أوطانهم لا يهربون منها.

سويس إنفو: نسبة كبيرة من السويسريين يؤيدون تشديد سياسات اللجوء. كيف تفسرين هذا؟

أنجلين فرانكهاوزر: الموقف أثاره ما أُصطلح على تسميته بـ “استغلال” نظام اللجوء. في البداية حاولنا أن نقلل من أهمية هذا الموضوع، وقلنا إن “الاستغلال” ليس أهم جانب في سياسة اللجوء. وأنا لا زلت مقتنعة بهذا الرأي. لكن كان علينا أن نحلل الموضوع بصورة أكثر دقة. الكثير من السويسريين لم يتقبلوا أن يأخذ طالبو اللجوء حقوقهم مأخذ الجد تحت مظلة النظام الديمقراطي السويسري.

سويس إنفو: ماذا تقولين للسويسريين الذين يخشون من أن يجلب طالبو اللجوء معهم زيادة في نسبة العنف في المدارس، وتصاعداً في تجارة المخدرات،.. الخ؟

أنجلين فرانكهاوزر: الجريمة هي واقع في مجتمعاتنا. كما أنه حقيقي أن اللاجئين في بعض الأحيان متورطون في أعمال إجرامية. لكن لا يجب أن نعمم. أنا أتوقع وأطالب أن تُتخذ إجراءات فعالة لمحاربة الجريمة، لكننا لا نستطيع أن نعامل طالبي اللجوء بصورة مختلفة لأنهم طالبو لجوء.

وبالنسبة لمن أرتكب فِعلاً إجرامياً يجب تطبيق القوانين المعمول بها عليه بالتأكيد. بطبيعة الحال، أنا لا أرغب في وجود طالبي لجوء مجرمين. والمشكلة إننا لا نستطيع أن نرسلهم إلى بلدانهم. وهنا يجب أن نتساءل عن نوعية البلدان التي تصدر مجرميها.

وبصورة عامة، نحن نفتقد إلى الوسائل التي تعزز من الاندماج، وتلم شمل الناس مع عائلاتهم. فالتأقلم لا يعتمد فقط على اللاجئ. عندما كنت طفلة، كان الناس في المدن الكبيرة يخافون من أولئك القادمين من الريف أو من كانتونات أخرى، وبالتحديد كانوا يخافون من الأطفال المنتمين إلى عائلات فقيرة. لقد رأيت صراعاً بين الفقر والغنى. أعتقد أن الشيء الرئيسي الذي يخافه السويسريون هو الفقر.

سويس إنفو – أجرى الحوار أندرياس كايزر

أنجلين فرانكهاوزر هي عضو في الحزب الاشتراكي
عملت كنائبة برلمانية في الفترة بين 1983 – 1999.
اشتهرت خلال سنوات عملها كبرلمانية بدفاعها القوي عن حقوق الإنسان، وخاصة حقوق اللاجئين.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية