مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

طارق رمضان: غير مرغوب فيه في الولايات المتحدة

د. طارق رمضان، المفكر الإسلامي السويسري Keystone

ألغت السلطات الأمريكية في اللحظات الأخيرة تصريح العمل الذي منحته للمفكر الإسلامي الدكتور طارق رمضان كأستاذ زائر في إحدى الجامعات الأمريكية دون إبداء أسباب واضحة.

وقال الدكتور رمضان الذي كان من المفترض أن يبدأ التدريس يوم الثلاثاء 24 أغسطس في جامعة نوتردام إنه “شعر بالصدمة من هذا القرار”.

لن يتمكن طارق رمضان من البدء في ممارسة مهام منصبه كأستاذ للعلوم الدينية وحل الصراعات في جامعة نوتردام في مدينة ساوث بند بولاية انديانا الأمريكية، بعد أن أبلغته سفارة الولايات المتحدة في برن في الثاني من أغسطس الجاري، بسحب التصريح الممنوح له في فبراير الماضي، والذي تم تعزيزه بمنحه البطاقة الخضراء في شهر مايو، وأبلغته السفارة بأن القرار اتخذ في الولايات المتحدة في 28 يوليو الماضي.

وفي اتصال لسويس انفو مع الدكتور رمضان، قال بأنه “أصيب بالصدمة من القرار الأمريكي قبل بضعة أيام من استلام مهام منصبه في الولايات المتحدة، وبعد أن استعدت الأسرة للتوجه إلى هناك، فالأولاد تم تسجيلهم في المدارس ونقلت العائلة بعض متاعها إلى هناك”.

وأضاف د. رمضان في حديثه مع سويس انفو بأنه طالب المسؤولين السويسريين بالتدخل لدى واشنطن للتراجع عن قرارها، وأفاد بأن وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي-راي تدخلت بشكل شخصي لدى السفارة الأمريكية في برن لمعرفة دواعي هذا القرار.

في الوقت نفسه، نقلت يومية “تريبون دو جنيف” في عددها الصادر يوم 25 أغسطس عن طارق رمضان قوله بأنه على قناعة بأن القرار سياسي ولا يوجد أية مبررات له، فهو من دعاة الإسلام المنفتح وهاجم الإرهاب والعداء للسامية.

وأضاف د. رمضان بأن السلطات الأمريكية قد فحصت أوراقه جيدا لمدة شهرين قبل منحه البطاقة الخضراء Green card، التي يحق لحاملها العمل والإقامة في الولايات المتحدة، ولم تتوصل إلى قرارها آنذاك إلا بشكل مدروس، لاسيما وأن ذلك تزامن مع أزمة مفتعلة في الإعلام الفرنسي حيث اتهمته بعض الأطراف بأنه إسلامي متطرف وعميل للقاعدة، دون إثبات أو دليل.

كما أشار في معرض حديثه مع سويس انفو، إلى أنه تلقى دعوات كثيرة من العديد من المعاهد الأمريكية لإلقاء محاضرات أو المشاركة في ندوات، كما سبق له أن وُجهت له دعوة من طرف الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون لحضور إحدى المؤتمرات وأخرى من جانب وزير الدفاع السابق وليام كوهين.

الجامعة لا تتفهم القرار

في الوقت نفسه، صرح ماتيو ستورين المتحدث باسم جامعة نوتردام الكاثوليكية في ولاية انديانا في شمال الولايات المتحدة، عقب سماعه بقرار السلطات الأمريكية، بأن إدارة الجامعة لا تتفهم هذا القرار، وأضاف في حديث أدلى به إلى وكالة الأنباء السويسرية: “البروفيسور رمضان شخصية مشهورة وعالم معروف بالاعتدال والوسطية وله صوت مسموع في العالم الإسلامي، ولا نعرف سبب هذا القرار المفاجئ”، كما أعرب ستورين عن قلقه من “انعكاس قرار السلطات الأمريكية على حرية الرأي في الجامعات واستقلاليتها”.

وقد رفضت الخارجية السويسرية التعليق على القرار الأمريكي، واكتفى كريستيان مويللي المتحدث باسمها بالتصريح لسويس إنفو بأن “الوزارة تلقت هذا الخبر مثلما يحدث في مثل تلك الأمور”.

أما في الولايات المتحدة، فقال روس كنوك المتحدث باسم مكتب الأمن القومي في اتصال مع سويس انفو، بأن سحب تصريح العمل الممنوح للدكتور رمضان جاء استنادا إلى فقرة في القانون الأمريكي تجيز تلك الخطوة في حال اتخذ الأجنبي موقفا مؤيدا لدولة أو جهة تدعم الإرهاب، وأضاف بأن “القرار الأمريكي جاء لحماية الأمن العام أو المصالح الأمنية الوطنية” على حد تعبيره.

ردود فعل متباينة

في الوقت نفسه وصف ابراهيم هوبر من مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) قرار منع دخول رمضان إلى الأراضي الأمريكية بأنه دليل على “عدم رغبة الولايات المتحدة في الاستماع إلى المسلمين”، ووصف الخطوة بأنها “صفعة للمسلمين الذين يحاولون بناء جسور التواصل بين الإسلام والغرب”.

في المقابل، قالت يهوديت بارسكي من المجلس اليهودي الأمريكي والخبيرة في شؤون الإرهاب، “إن طارق رمضان يسعى دائما لإضفاء صفة شرعية على المليشيات الإسلامية المسلحة”، وأضافت “كنا نتمنى بصدق أن تتراجع الجامعة عن قرارها”.

يُشار إلى أن د. طارق رمضان (41 سنة) يحظى بشعبية واسعة في أوساط الأجيال الجديدة من المسلمين في أوربا، وخاصة في البلدان والمناطق المتحدثة بالفرنسية، كما ساهم بمؤلفاته ومشاركاته في العديد من المؤتمرات والندوات والنقاشات في أوربا والعالم في تشكيل نواة تيار فكري يسعى إلى التوفيق بين المواطنة الأوربية والغربية عموما والحفاظ على مقومات الهوية الإسلامية.

سويس انفو

ولد طارق رمضان في جنيف عام 1962 لأبوين مصريين.
درس الفلسفة وعلوم اللغة الفرنسية والحضارة الإسلامية وحصل درجة الدكتوراه من جامعة جنيف عام 1992.
عمل أستاذا في جامعتي فريبورغ وجنيف.
له مؤلفات متعددة وحضور إعلامي واسع في وسائل الإعلام الأوروبية
يعمل مستشارا في هيئة تابعة للمفوضية الأوروبية للشؤون والقضايا الدينية.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية