The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
الديمقراطية السويسرية
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

قوات الدعم السريع تسيطر على حقل نفطي حيوي قرب حدود جنوب السودان

afp_tickers

أعلنت قوات الدعم السريع التي تخوض حربا ضد الجيش السوداني أنها سيطرت الاثنين في إقليم كردفان الاستراتيجي الغني بالموارد والذي يشهد معارك منذ أسابيع، على حقل نفطي هو الأكبر في السودان، وهو ما أكده الجيش ومصادر في المنطقة. 

ومنذ سيطرت قوات الدعم السريع على آخر معاقل الجيش في دارفور نهاية تشرين الأول/أكتوبر الفائت، تركّزت المعارك على إقليم كردفان المجاور، حيث  قُتِلَ عشرات الأطفال الخميس بضربات مسيّرات على روضة أطفال ومستشفى، وفقا لما أفادت منظمة الصحة العالمية الاثنين.

وأفادت قوات الدعم السريع في بيان إنها تمكنت “من استلام منطقة هجليج الاستراتيجية بولاية جنوب كردفان (…) وتحريرها”.

واعتبرت أن “تحرير منطقة هجليج النفطية يشكل نقطة محورية في مسار تحرير كامل تراب الوطن بما تمثله المنطقة من أهمية اقتصادية”.

واشار مصدر في قوات الدعم السريع في تصريح لوكالة فرانس برس إلى السيطرة أيضا على القاعدة التي كانت تتمركز فيها فرقة الجيش المحلية.

 وأكد مهندس في حقل هجليج الواقع في أقصى جنوب كردفان سيطرة قوات الدعم السريع عليه، وأوضح لوكالة فرانس برس أن فريق العمل “أغلق المنشأة وأوقف الإنتاج”، فيما “أُجلِيَ العمال إلى جنوب السودان”.

وقال مصدر في الجيش السوداني لوكالة فرانس برس  “غادرت قواتنا هجليج حفاظا على المنشآت النفطية وحتى لا يحدث فيها دمار”.

وأسفرت الحرب المتواصلة منذ نيسان/أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع عن مقتل عشرات الآلاف ودفعت نحو 12 مليونا إلى النزوح داخل البلاد أو اللجوء إلى خارجها، وأدت إلى تدمير البنية التحتية.

ويهدف هجوم قوات الدعم السريع في كردفان بحسب محللين، إلى اختراق آخر خطوط الجيش في وسط السودان لاستعادة العاصمة الخرطوم ومدن رئيسية أخرى.

وتحالفت قوات الدعم السريع  في الآونة الأخيرة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو. ومكّنها هذا التقارب من تعزيز قواتها ومواقعها في جبال النوبة وفي بعض مناطق ولاية النيل الأزرق الواقعة بالقرب من إثيوبيا، وتقع منذ مدة طويلة تحت سيطرة هذا الفصيل المتمرد.

 وأعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال في بيان أن السيطرة على مدينتي “كادقلي” و”الدلنج” المحاصرتين في كردفان “مسألة وقت”. وطالبت الجيش وحلفاءه “بالإنسحاب العاجل” لتجنب معارك دامية، و”فتح ممرات لخروج المواطنين إلى مناطق آمنة”.

ودعت منظمة أطباء بلا حدود الأحد طرفي النزاع في السودان إلى ضمان حماية العاملين في المجالين الإنساني والطبي.

وقال رئيس منظمة أطباء بلا حدود جاويد عبد المنعم في مقابلة مع وكالة فرانس برس “على كلا الطرفين منح العاملين في المجالين الإنساني والطبي الحرية والحماية وتمكينهم من الوصول إلى السكان”، موضحا أن طرفي النزاع يواصلان هجماتهما على منشآت الرعاية الصحية.

وأعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الاثنين في منشور على منصة إكس، نقلا عن نظام المنظمة لمراقبة الهجمات على الرعاية الصحية، أنّ 114 شخصا بينهم 63 طفلا، قُتلوا في ضربات على مستشفى وروضة أطفال في جنوب كردفان. 

ووصف غيبريسوس بالـ”عبثية” هذه الضربات التي حمّلت وزارة الخارجية والسلطات المحلية قوات الدعم السريع مسؤوليتها.

وأشار مدير منظمة الصحة العالمية كذلك إلى “استهداف مسعفين وعناصر إنقاذ أثناء محاولتهم نقل مصابين من روضة الأطفال إلى المستشفى”. 

– “كارثة” عائدات النفط –

يُعّدَ حقل هجليج أكبر حقول النفط في السودان، وهو كذلك المنشأة الرئيسية لمعالجة صادرات جنوب السودان النفطية، والمصدر الوحيد تقريبا لكل إيرادات حكومة جوبا.

وقال المهندس الذي تحدث لوكالة فرانس برس إن “منشأة المعالجة القريبة من الحقل الذي يمر عبره نفط جنوب السودان أُغلقت أيضا”.

وتعهد الجناح السياسي لقوات الدعم السريع في بيان بـ”تأمين وحماية المنشآت النفطية الحيوية بالمنطقة” وضمان استمرارية الإنتاج من خلال “توفير الحماية اللازمة لجميع الفرق الهندسية والفنية والعاملين في المنشآت النفطية بما يوفر البيئة الملائمة لهم لأداء أعمالهم”.

ويُمثل خط الأنابيب الذي ينقل نفط جنوب السودان من الحدود الجنوبية إلى بورتسودان على البحر الأحمر مصدر دخل رئيسيا للسودان الفقير، الذي انهار اقتصاده خلال الحرب.

وعندما انفصلت جوبا عام 2011، استحوذت على كل احتياطات النفط السودانية. وبقي حقل هجليج موضع نزاع بين البلدين، وشهدت المنطقة اشتباكات قصيرة عام 2012.

 وبالإضافة إلى هجليج، تسيطر قوات الدعم السريع أيضا على حقول نفط رئيسية في الغرب، كانت الصين تديرها منذ تسعينات القرن العشرين قبل أن تُضطر إلى إغلاقها في بداية الحرب.

وأبلغت شركة البترول الوطنية الصينية الشهر الفائت الحكومة السودانية بعزمها على إنهاء استثماراتها، وفقا لنسخة من الرسالة اطلعت عليها وكالة فرانس برس.

ورأى وزير الطاقة السوداني السابق جادين علي عبيد أن الوضع “كارثة” على السودان.

ولاحظ أن السودان “خسر منطقتيه الرئيسيتين لإنتاج النفط، وهما هجليج والمربع 6″، وهو الموقع الذي تديره الصين غربا.

وشرح أن “إنتاج السودان النفطي بأكمله يتأتى من هذين الحقلين… وحتى نفط المربع 6 كان يُعالَج في (منشأة) هجليج التي كانت تُعالج ما بين 80 ألف و100 ألف برميل يوميا للسودان وجنوب السودان”.

ومنذ خسارة الجيش آخر معاقله في دارفور، اتخذ موقفا دفاعيا، محاولا كبح تقدم قوات الدعم السريع عبر كردفان وعودتها نحو العاصمة الخرطوم.

وبات السودان فعليا مقسّما إلى منطقتين، إذ يسيطر الجيش على الشمال والوسط والشرق، في حين تسيطر قوات الدعم السريع مع حلفائها على الغرب وأجزاء من الجنوب.

أب-بهأ/ناش-ب ح-س ح/ص ك

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية