The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
الديمقراطية السويسرية
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

ماكرون يدعو من الصين لوحدة الموقف الأوروبي والأميركي من أوكرانيا

afp_tickers

وجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة من الصين رسائل في شأن مساعي واشنطن لإنها الحرب في أوكرانيا، بأن دعا في اليوم الأخير من زيارته الدولة الآسيوية العملاقة إلى مواصلة “المجهود الحربي” لدعم كييف وزيادة “الضغط على الاقتصاد الروسي”، مشددا على ضرورة توحيد موقف الأوروبيين والأميركيين بهذا الشأن.

وقبل أن يختتم ماكرون زيارته للصين في أجواء بعيدة من السياسة، غداة محادثات شاقة في شأن أوكرانيا والتجارة، قال في شأن الحرب في أوكرانيا  “يجب أن نواصل المجهود الحربي… ونزيد الضغط، لا سيما على الاقتصاد الروسي”. واعتبر أن  “الوحدة بين الأميركيين والأوروبيين بشأن القضية الأوكرانية أمرٌ لا غنى عنه”.

وفيما أفادت مجلة “دير شبيغل” الأسبوعية الألمانية بأن ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس وقادة أوروبيين آخرين أعربوا عن توجسهم من التوجهات التي تعتمدها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في جهودها المتعلقة بالحرب في أوكرانيا، شدّد ماكرون في الصين على ضرورة “عدم الاستسلام لروح الانقسام بين الأوروبيين والأميركيين”. 

وأضاف “نحن بحاجة إلى الولايات المتحدة من أجل تحقيق السلام. والولايات المتحدة الأميركية بحاجة إلينا لضمان أن يكون هذا السلام متينا ودائما”.

واشارت “دير شبيغل” إلى أن ماكرون أبدى الاثنين خلال محادثات هاتفية مع نظرائه الأوروبيين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تخوفه من إمكان “أن تخون الولايات المتحدة أوكرانيا في شأن مسألة الأراضي، في غياب ضمانات أمنية واضحة”.

وتمنى ماكرون الخميس على نظيره الصيني العمل من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا باستخدام “نفوذه” على روسيا، داعيا إلى تصحيح اختلالات الميزان التجاري مع فرنسا وأوروبا.

وفي موازاة تأكيد استعداده “لدعم كل جهود السلام”، ردّ شي جينبينغ على الاتهامات المتكررة للصين بدعم اقتصاد روسيا خلال الحرب. 

ولم تُدن الصين قط غزو روسيا لأوكرانيا، بل تشتري النفط بكميات كبيرة من موسكو، فتوفر لها بذلك دعما اقتصاديا حيويا لمجهودها الحربي.

– ماك لونغ –

شمل برنامج اليوم الأخير للزيارة لقاء ماكرون مع طلاب جامعة سيتشوان في تشنغدو. وتُعَدّ تشنغدو، وهي رابع أكبر مدينة في الصين ويبلغ عدد سكانها 21 مليونا، من أكثر المدن انفتاحا على الصعيدين الثقافي والاجتماعي.

ولَقِيَ الرئيس الفرنسي استقبالا حارا في الجامعة، وتجمّع مئات الطلاب خلف السواتر الحديدية ينتظرونه، وهم يهتفون “ماك لونغ” (ماكرون بالصينية).

وقوبل بتصفيق حار لدى دخوله قاعة المحاضرات، واعتذر عن عدم وضعه ربطة عنق خلال “اللحظات الودية” التي جمعته مع شي. ولعب ماكرون في الجامعة كرة الطاولة مع طلاب صينيين.

وخاطب مستقبليه قائلا  “لا تستسلموا لدعوات الانقسام”، في إشارة إلى التصدعات في النظام الدولي. وأضاف “سيقول لكم كثيرون إن أوروبا عجوز، وإن أوروبا أو الدول الأغنى الموجودة ضمن مجموعة السبع، هي دول متغطرسة … ولكن كل هذا الكلام مجرد قصص وتلفيق”.

 وتناول خلال الحوار  الذي استمر ساعة الخلاصات من زيارته الرسمية التي بدأت مساء الأربعاء ودعا خلالها الصين إلى الضغط على روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا وتقليص اختلال الميزان التجاري مع فرنسا وأوروبا.

ورأى ضرورة  “إعادة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إلى طاولة المفاوضات لمعالجة القضايا الكبرى” عملا “بالتقاليد الدبلوماسية”.

وتوجّه إلى الطلاب بالقول: “تعالوا إلى فرنسا للدراسة! لكي تتعلموا اللغة الفرنسية، ولكن أيضا لتدرسوا الذكاء الاصطناعي، ولتدرسوا الرياضيات…”.

– استثمارات وباندا –

واعتبر مجددا أن على أوروبا، من أجل خفض عجزها التجاري مع الصين، القبول باستثمارات صينية في بطاريات السيارات الكهربائية، وشبكات طاقة الرياح، وسواها من القطاعات التكنولوجية.

لكنّه رأى في الوقت نفسه أن أوروبا يجب أتن تحمي نفسها في القطاعات الأكثر ضعفا، داعيا مثلا إلى “تفضيل أوروبا” في مجال صناعة السيارات لحماية “قاعدة إنتاجها” من الانتشار الواسع للسيارات الكهربائية الصينية. 

من جهة أحرى، أعلن مدير حديقة دوفال الفرنسية للحيوانات أن دب باندا عملاقا جديدا سيصل إلى فرنسا في مطلع سنة 2027، بعدما أعيد إلى الصين في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الفائت حيوانان من هذا النوع استعارتهما باريس في عام 2012 .

وزارت الفرنسية الأولى بريجيت ماكرون مركزا بحثيا لحفظ دببة الباندا العملاقة في تشنغدو، أعيد إليه أخيرا الدبان.

ويضم المركز  أول حيوان باندا عملاق وُلد في فرنسا عام 2017، وأعيد إلى الصين عام 2023.

استخدمت الصين “دبلوماسية الباندا” في علاقاتها مع عدد من الدول، من خلال إعارتها لحدائق حيوان في مختلف أنحاء العالم.

واختتم الرئيس ماكرون زيارته بلقاء مع لاعبَي كرة الطاولة الفرنسيَين الأخوين أليكسيس وفيليكس لوبران الموجودين في الصين للمشاركة في كأس العالم في هذه اللعبة. 

– حكمة” القدماء-

وبعيدا من قصر الشعب في بكين، حيث التقى الرئيسان الخميس، رافق شي جينبينغ وعقيلته بينغ ليوان ماكرون وزوجته بريجيت الجمعة في زيارة لسد دوجيانغيان الأثري الواقع جنوب غرب الصين، والمدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

واستمع ماكرون الذي نُشرت صورته في الصباح وهو يمارس رياضة الهرولة في مدينة تشنغدو القريبة، إلى شرح عن نظام ابتُكر في القرن الثالث قبل الميلاد لريّ سهل حوض سيتشوان، ولا يزال مستخدما إلى اليوم.

وأشاد شي جينبينغ بـ”حكمة” القدماء. وقال “إنه نظام هندسة بيئية يُجسّد الانسجام بين الإنسان والطبيعة، وتتجلى روح الهندسة هذه في مختلف المجالات، سواء ما يتعلق بإدارة المياه أو بحوكمة الدولة، ويمكننا إلى اليوم أن نستلهم منها”.

وعلّق الرئيس الفرنسي بالقول “من المذهل كيف روّض الإنسان الطبيعة على هذا النحو”.

فل-لال/ب ح/ص ك

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية