وزير النقل الأميركي يحذّر من تباطؤ كبير لوتيرة الرحلات الجوية بسبب الإغلاق الحكومي
حذّرت السلطات الأميركية من أن وتيرة السفر الجوي في الولايات المتحدة قد تتباطأ قريبا بشكل كبير مع إلغاء آلاف الرحلات أو تأخيرها ومواجهة مسافرين فوضى عارمة بسبب الإغلاق الحكومي.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرت شركات الطيران بخفض عدد رحلاتها في 40 مطارا لتخفيف الضغط عن المراقبين الجويين الذين يعملون بدون أجر بسبب الشلل الفدرالي المتواصل منذ ستة أسابيع.
وأدى الإغلاق الحكومي الذي بدأ في الأول من تشرين الأول/أكتوبر، إلى وقف رواتب عشرات الآلاف من المراقبين الجويين وموظفي أمن المطارات وغيرهم.
وتوقفت الوكالات الفدرالية في كل أنحاء الولايات المتحدة عن العمل منذ فشل الكونغرس في إقرار تمويل لها بعد 30 أيلول/سبتمبر. ولا يزال نحو 1,4 مليون موظف فدرالي، من مراقبي الملاحة الجوية إلى حراس المتنزهات الوطنية، في إجازة إدارية أو يعملون من دون أجر.
وقال وزير النقل شون دافي في تصريح لشبكة فوكس نيوز الإخبارية الأحد مع اقتراب عطلة عيد الشكر التي تبدأ في غضون أسبوعين “ستتباطأ وتيرة السفر الجوي” على نحو كبير “في حين يريد الجميع السفر لرؤية عائلاتهم”.
عصر الأحد، سجّلت منصة “فلايت أوار” لتتبع الرحلات الجوية إلغاء أكثر من 800 رحلة داخلية وخارجية في الولايات المتحدة، فيما طال التأخير نحو 5700 رحلة.
ومن بين المرافق الأكثر تأثرا مطارات مدينة نيويورك الثلاثة، ومطار أوهير الدولي في شيكاغو ومطار هارتسفيلد-جاكسون في أتلانتا.
مطار نيوآرك ليبرتي الدولي الذي يعدّ من مرافق الطيران الرئيسية في شمال شرق الولايات المتحدة، كان هو أيضا من بين الأكثر تضررا.
وتم إلغاء عشرين بالمئة وتأخير 37 بالمئة من الرحلات المغادرة، وفقا لبيانات منصة “فلايت أوار”.
وتأخّر نحو نصف الرحلات في مطار لاغوارديا في مدينة نيويورك.
وينطلق عادة مع عطلة عيد الشكر موسم التسوّق الشتوي الذي يعوّل عليه كثر من تجار البيع بالتجزئة.
– “الأمور ستزداد سوءا” –
عبّر مسافرون كثر عن استيائهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وقال أحدهم “إن لم تكن مضطرا للسفر وإذا كان صبرك قليلا فلا تسافر جوّا”.
والإغلاق الحكومي الحالي هو الأطول أمدا في الولايات المتحدة وقد دخل يومه الأربعين، مع تقليص عدد الرحلات الجوية لليوم الثالث على التوالي.
في تصريح لشبكة سي إن إن، قال دافي إن “الأمور ستزداد سوءا” مع سعي الناس للسفر للقاء عائلاتهم خلال العطل.
وأشار إلى أن كثرا لن يتمكنوا من السفر “لأنه لن تكون هناك العديد من الرحلات الجوية” إذا لم ينته الإغلاق.
ولفت إلى أن “عددا ضئيلا جدا من المراقبين الجويين سيلتحق بعمله، ما يعني هبوط وإقلاع رحلات قليلة. سنواجه اضطرابا كبيرا (و) كثرا من الأميركيين الغاضبين”.
وحمل الوزير المسؤولية إلى الديموقراطيين المنخرطين في مواجهة تشريعية مع الجمهوريين بعد إخفاق الحزبين في الاتفاق على خطة إنفاق موقتة.
لكن السناتور الديموقراطي آدم شيف قال إن الجمهوريين يرفضون صفقة تسوية “معقولة” لإنهاء الإغلاق.
وأضاف شيف أن رد الجمهوريين على مقترح التسوية في مجلس الشيوخ كان الرفض، فيما ردّهم في مجلس النواب “نحن في إجازة”، أما رد الرئيس فكان “سأخرج للعب الغولف”، مردفا “هذه هي الحال فيما الناس يعانون”.
ولدى سؤاله عمّا إذا سيغيّر الديموقراطيون موقفهم ليصوتوا مع الجمهوريين، أشار شيف إلى أن قضية إعانات الرعاية الصحية لا تزال نقطة خلافية في المفاوضات.
وأضاف “علينا إنهاء هذا الأمر. لقد قدمنا مقترحا، أعتقد أنه معقول جدا”، واصفا إياه بأنه تسوويّ.
وحضّ شيف الجمهوريين على “إتاحة مزيد من الوقت للعمل على ذلك وإنهاء الإغلاق الحكومي”.
بغس/ود/ح س