مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

خاص بسويس إنفو: “لا عودة للملكية في أفغانستان”

نجل الملك ظاهر شاه نفى في تصريحاته الخاصة إلى "سويس إنفو" أي مطالبة لوالده بالعودة إلى العرش الأفغاني swissinfo.ch

رددت وسائل إعلام متعددة أخبارا مفادها أن الضربة الأمريكية المتوقعة، قد تستهدف احتلال أفغانستان وطرد نظام طالبان المسيطر على أكثر من تسعين بالمائة من التراب الأفغاني وإعادة تنصيب الملك السابق محمد ظاهر شاه الذي يعيش في المنفى في إيطاليا منذ الإطاحة به في عام 1973. اتصلنا بنجله ومستشاره الخاص السيد مصطفى ظاهر المقيم معه في العاصمة الايطالية، الذي خص سويس إنفو بهذا الحوار الهام

س – السيد مصطفى ظاهر بوصفكم المستشار الخاص لملك أفغانستان السابق هل لكم أن تؤكدوا او تنفوا هذه الأخبار؟

ج – هذه الأخبار غير صحيحة وأود أن أوضح بأننا لم نتوصل بأية معلومات عن نية القوات الأمريكية في التدخل في أفغانستان للقضاء على نظام طالبان، بل أن الرسالة التي وجهها الرئيس الأمريكي لقادة العالم هي الرغبة في تقديم مرتكبي هذه العمليات، للمحاكمة أمام العدالة، ونود أن نوضح بأن ذلك ليس عملا موجها ضد الشعب الأفغاني أو ضد الأمة الأفغانية أو ضد الإسلام. جلالة الملك، أرسل رسالة للرئيس بوش يعرض فيها رأيه حول الأوضاع الحالية في أفغانستان.

أما فيما يخص الشق الثاني من السؤال فليس هناك أي حديث ومع أية جهة عن إعادة تنصيب جلالته على العرش في أفغانستان. وإذا كان جلالته يرغب في العودة إلى بلده، فسيكون ذلك فقط بطلب من الشعب الأفغاني. أود أن أوضح بأن الملكية تعود للماضي وأن أمامنا الكثير من المشاكل التي تجعلنا نهتم بالدرجة الأولى بمشاكل اليوم بدل الاهتمام بإعادة إحياء الملكية أو شيء من هذا القبيل.

وفيما يتعلق بالعرش الأفغاني، فإن جلالة الملك لا يطالب بهذا العرش، لا هو ولا أحد من عائلته، لأن النظام الذي يجب أن ينصب في أفغانستان يجب أن يختاره الشعب الأفغاني بنفسه وبحرية بعيدا عن الضغوط.

س – هل جرت اتصالات بين عائلتكم المالكة والسلطات الأمريكية منذ الاعتداءات التي تعرضت لها نيويورك وواشنطن؟

ج – أؤكد أن مكتب جلالته على اتصال مع كافة قادة العالم ومع جميع الأطراف المعنية بما في ذلك الأطراف التي داخل أفغانستان. وبالطبع لنا اتصالات بالأمريكيين بوصفهم القوة العظمى ولكن ليسوا الوحيدين، بحيث اتصلنا بوزراء خارجية إيطاليا وفرنسا وألمانيا والعديد من البلدان الإسلامية مثل مصر وتركيا والمملكة العربية السعودية.

“لويا جيرغا” الحل الأمثل

س – من المعروف أن الملك محمد ظاهر شاه، اقترح مخططا يهدف إلى جمع كل الأطراف الأفغانية بغرض تشكيل حكومة انتقالية في أفغانستان. هل لا زال هذا المخطط صالحا اليوم؟

ج – أود أن أصحح قولكم، إن الأمر لا يتعلق بجمع مختلف التحالفات من أجل تشكيل حكومة انتقالية في أفغانستان، بل إن المخطط من ثلاثة مراحل الذي قدمه جلالته قبل سبع سنوات يهدف إلى عقد اجتماع استثنائي في أقرب وقت للمجلس الموسع “لويا جيرغا” وهي عبارة عن مجلس وطني يمثل فيه الشعب الأفغاني بممثلين منتخبين او معينين يقومون بانتخاب أعضاء حكومة مؤقتة تمهد الطريق لعودة اللاجئين والمرحلين وتحقيق الاستقرار والأمن في البلاد وتدوين دستور البلاد. وبعد حوالي ثمانية عشر شهرا من ذلك، يتم عقد اجتماع عادي للمجلس الوطني الموسع “لويا جيرغا” مهمته انتخاب حكومة وطنية تحت إشراف دولي تلبي تطلعات الشعب الأفغاني.

س – هل هذا الحل لا زال صالحا في ظل الظروف الحالية وما هي المكانة التي تخصصونها لحركة طالبان فيه؟

ج- هذا الحل كان ولا زال وسيضل صالحا بغض النظر عن الظروف السائدة في أفغانستان. أما فيما يتعلق بطالبان، فإن الوضع مغاير، لأنهم مجموعة فرضت على الشعب الأفغاني بمساعدة أوساط استخباراتية أجنبية، وكان جلالته قد أوضح ذلك جليا قبل أشهر.

وكنا قد عرضنا على طالبان المشاركة في المشاورات من قبل لكنهم رفضوا ذلك بدعوى أن الوقت غير مناسب لعقد اجتماع المجلس الوطني الموسع “لويا جيرغا”.

وبغض النظر عمن يحكم كابول فإن عقد المجلس الوطني الموسع ” لويا جيرغا ” يظل الحل الأمثل ويحظى بدعم الشعب الأفغاني في الداخل وبدعم المجموعة الدولية بما في ذلك الاتحاد الأوربي ودول منظمة المؤتمر الإسلامي.

أما فيما يتعلق بالمكان الذي قد يعقد فيه هذا الاجتماع، فإن ذلك يمكن أن يتم في أي مكان في أفغانستان وليس خارجه، ونحن بصدد التحضير لذلك ولكن لأسباب أمنية، لا يمكنني تقديم مزيد من التفاصيل.

س – وما هو الدور الذي يمكن للأمم المتحدة أن تلعبه في تنظيم اجتماع المجلس الوطني الموسع “لويا جيرغا”؟

ج – بالطبع تقوم الأمم المتحدة منذ مدة بدور في هذا الإطار وقد زرت جنيف قبل ايام وتقابلت مع الممثل الخاص للأمين العام في أفغانستان، السيد فرانسيس فاندريل، لعرض آخر الاقتراحات التي قدمها جلالته والتشاور حول كيفية التنسيق مع الحفاظ على كون عقد هذا المجلس أمر أفغاني.

المشكلة في تدخل الدول المجاورة

س – جل المحللين يرون أن المشكلة الأفغانية تعود في معظمها إلى تدخل الدول المجاورة في شؤون أفغانستان، فهل تشاطرون هذا الرأي؟


ج – لا أرغب في تسمية أي بلد بالاسم، ولكن أود أن أقول بأن هناك تدخلا أجنبيا سافرا في الشئون الداخلية لأفغانستان. فلو تم التوقف عن تقديم الدعم العسكري للفئات الأفغانية المتحاربة، لتمكن الشعب الأفغاني من اختبار مؤسساته التقليدية أي “لويا جيرغا” من أجل الجلوس مع بعض إلى طاولة المفاوضات وفقا لمخطط السلام الذي قدمه جلالته والذي وزع على مختلف المحافل الدولية.


س – كمواطن أفغاني يتابع التطورات في هذا البلد عن كثب، كيف تتوقع نهاية الأزمة الحالية؟


ج- من الصعب بالنسبة لي كشخص، تقديم توقعات حول هذه الأزمة لكن كل أحاسيسنا موجهة لشعبنا وبالأخص لليتامى والنساء والشيوخ والمعوقين، وأملنا من العلي القدير أن يساعد هذا الشعب على الخروج سالما من محنته الحالية وان يتمكن من تقرير مصيره بنفسه، وأنا واثق من أن الشعب الأفغاني الذي عاش فوق هذه الأرض منذ أكثر من خمسة آلاف سنة سيتغلب على كل هذه المآسي والمحن.


محمد شريف – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية