مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اجلاء 450 مسلحا ومدنيا من ثلاث بلدات سورية في عملية تبادل نادرة

دمار في ادلب بشمال غرب سوريا بعد غارات روسية في 21 كانون الاول/ديسمبر 2015 afp_tickers

بدأ الاثنين اجلاء اكثر من 450 مسلحا ومدنيا من ثلاث بلدات سورية بموجب اتفاق بين النظام والفصائل المقاتلة، تمهيدا لعملية تبادل نادرة عبر لبنان وتركيا، في وقت قتل 14 شخصا جراء تفجيرات هزت مدينة حمص في وسط البلاد.

ويفترض ان ينتقل الاشخاص الذين سيتم اجلاؤهم من الفوعة وكفريا المؤيدتين للنظام والمحاصرتين من مقاتلي المعارضة في محافظة ادلب، عبر تركيا الى مطار بيروت على ان يعودوا الى دمشق في وقت لاحق. فيما يمر مقاتلو المعارضة الخارجون من الزبداني المحاصرة من قوات النظام في ريف دمشق، في بيروت ايضا تمهيدا للانتقال الى تركيا ومنها الى سوريا.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “بدأ صباح اليوم إجلاء اكثر من 120 مسلحا وجريحا من الزبداني واكثر من 335 شخصا بينهم مدنيون من الفوعة وكفريا، تنفيذا للمرحلة الثانية من الاتفاق بين قوات النظام والفصائل المقاتلة”.

وتوصلت قوات النظام والفصائل المقاتلة الى اتفاق في 24 ايلول/سبتمبر باشراف الامم المتحدة يشمل في مرحلته الاولى وقفا لاطلاق النار في الفوعة وكفريا والزبداني ومن ثم ادخال مساعدات انسانية واغاثية الى هذه المناطق. ونصت المرحلة الثانية على السماح بخروج المدنيين والجرحى من الفوعة وكفريا الى مناطق تحت سيطرة النظام، مقابل توفير ممر آمن لمقاتلي الفصائل من الزبداني ومحيطها الى ادلب، معقل الفصائل المسلحة، على ان يبدأ بعدها تطبيق هدنة تمتد لستة اشهر.

ومن المقرر بعد انتهاء عملية الاجلاء، السماح بادخال مساعدات انسانية واغاثية الى بلدتي الفوعة وكفريا والى مدينة مضايا المحاصرة في ريف دمشق والمجاورة للزبداني، والتي تأوي الالاف من السكان والنازحين، وفق المرصد.

-في الطريق الى بيروت-

وشنت قوات النظام وحزب الله اللبناني في تموز/يوليو هجوما عنيفا على الزبداني أدى الى محاصرة مقاتلي الفصائل في وسط المدينة. وفي رد على هذا الهجوم، ضيق مقاتلو الفصائل الخناق على الفوعة وكفريا اللتين يعيش فيهما مواطنون شيعة. وتمكن ائتلاف فصائل “جيش الفتح” من السيطرة على محافظة ادلب (شمال غرب) بالكامل الصيف الماضي باستثناء هاتين البلدتين اللتين تدافع عنهما ميليشيات موالية للنظام.

وبثت قناة “المنار” التلفزيونية اللبنانية التابعة لحزب الله مشاهد مباشرة من الزبداني تظهر تجمع العشرات من مقاتلي الفصائل، معظمهم بلباس عسكري، وهم يصعدون الى حافلات تواكبها سيارات تابعة لمنظمات دولية. كما تم نقل عدد من الجرحى والمصابين وعدد منهم يستخدم العكازات الى داخل سيارات اسعاف.

وفي الساحة حيث توقفت الحافلات، بدت الابنية المحيطة متضررة جراء القصف والاشتباكات، وجدرانها شبه متصدعة. وانتشر مقاتلون مع اسلحتهم على اسطح الابنية المرتفعة.

وكان بعض المقاتلين يدققون في لوائح اسمية للتثبت من ان اسماء الذين يصعدون في الحافلات مدرجة عليها. وسمح لكل من الخارجين بحمل حقيبة كتف معه، وفق ما افاد مصدر سوري مطلع على الاتفاق.

وفي الجانب اللبناني من الحدود، تنتظر سيارات اسعاف تابعة للصليب الاحمر اللبناني وصول قافلة مسلحي الزبداني لنقلهم بمواكبة امنية الى مطار بيروت الدولي.

كما نشرت قناة “المنار” صورا من الفوعة وكفريا تظهر تجمع عشرات الاشخاص قرب حافلات وسيارات اسعاف وبينهم نساء واطفال.

ويأتي تنفيذ اتفاق الزبداني بعد يومين على تجميد اتفاق آخر لاجلاء اربعة آلاف شخص، بينهم اكثر من الفي مسلح غالبيتهم من تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة من مناطق القدم والحجر الاسود واليرموك في جنوب العاصمة، اثر مفاوضات بين النظام السوري ووجهاء تلك المناطق.

وبحسب عبد الرحمن، فان “تنفيذ الاتفاق الاثنين يأتي في اطار مساعي النظام لتأمين العاصمة اما من خلال استعادة المناطق تحت سيطرة الفصائل او التوصل الى اتفاقات لوقف اطلاق النار”.

-تفجيرات حمص-

وهزت تفجيرات متزامنة اليوم حي الزهراء ذا الغالبية العلوية في مدينة حمص، ما اسفر عن مقتل 14 شخصا واصابة 132 آخرين بجروح، وفق ما اورد التلفزيون السوري.

وتضاربت المعلومات حول عدد التفجيرات واسبابها وحصيلة القتلى، اذ تحدث التلفزيون عن “تفجير سيارتين مفخختين وحزام ناسف في محيط الساحة الرئيسية”، فيما اشار محافظ حمص طلال البرازي لوكالة فرانس برس الى “تفجير سيارة مفخخة اعقبها اقدام انتحاري على تفجير نفسه بحزام ناسف”، ما اسفر عن “ستة شهداء و37 اصابة”.

واحصى المرصد السوري من جهته مقتل 32 شخصا واصابة تسعين اخرين بجروح مختلفة.

وبث التلفزيون مشاهد من الحي تظهر دمارا كبيرا في المباني والمحال التجارية، وسيارات اطفاء تعمل على اخماد النيران التي اندلعت من سيارات، في حين كان مسعفون ينقلون الضحايا الى سيارات الاسعاف.

واكد رئيس الحكومة السوري وائل الحلقي، بحسب وكالة سانا، أن “التفجيرات الارهابية الجبانة واليائسة تأتي ردا على تنامي روح المصالحات الوطنية في مختلف المناطق السورية بالتوازي مع الانتصارات النوعية الكبرى التي يحققها جيشنا الباسل”.

وشهد حي الزهراء في 12 كانون الاول/ديسمبر تفجيرا بسيارة مفخخة اسفر عن مقتل 16 شخصا واصابة 54 اخرين.

وبات النظام السوري يسيطر على مدينة حمص بشكل شبه كامل بعد بدء تنفيذ اتفاق خرج بموجبه في بداية الشهر نحو 300 مقاتل معارض من حي الوعر، اخر مناطق سيطرة الفصائل المسلحة في المدينة، ويتوقع استكماله في الايام المقبلة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية