اشتعال النيران بخزانات نفطية شمال ليبيا اثر هجوم للجهاديين
اشتعلت النيران بخزانات نفطية في شمال ليبيا الخميس اثر هجوم جديد شنه تنظيم الدولة الإسلامية الجهادي للسيطرة على مواقع نفطية، في "كارثة بيئية" جديدة و"استهداف لموارد" البلاد.
وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط ووسائل إعلام ليبية أن مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية هاجموا فجر الخميس خزانات في منطقة رأس لانوف الواقعة في قلب "الهلال النفطي" في ليبيا والتي تبعد نحو 650 كيلومترا إلى الشرق من العاصمة طرابلس.
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط التي تتخذ من طرابلس مقرا لها في بيان أنه نتج عن الاشتباكات "إصابات مباشرة لحضيرة خزانات ميناء رأس لانوف النفطي الأمر الذي أدى الى اشتعال النيران بالخزانات المملوءة بالنفط الخام (...) وانهيار أبراج وخطوط الكهرباء المغذية للمدينة السكنية والمنطقة الصناعية".
- "وضع كارثي" -
وأوضحت المؤسسة أن "الوضع الآن في منطقة رأس لانوف كارثي" على الصعيد البيئي.
ويأتي هذا الهجوم بعد يومين من إعلان تشكيل حكومة الوفاق الوطني بموجب اتفاق وقع في كانون الاول/ديسمبر الماضي برعاية الامم المتحدة، بهدف انتشال البلاد من الفوضى القائمة منذ الاطاحة بنظام الزعيم الراحل معمر القذافي في العام 2011.
وقد حض المجتمع الدولي باستمرار على تشكيل حكومة الوفاق في ليبيا على امل توحيد سلطات البلاد من اجل ارساء الاستقرار في هذا البلد في مواجهة الخطر الجهادي المتصاعد فيه.
والمجموعة الدولية قلقة من تزايد نفوذ الجهاديين في ليبيا حيث تقدر باريس عديد جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية في هذا البلد بنحو ثلاثة الاف مقاتل.
وظهرت أول مجموعة من تنظيم الدولة الاسلامية في ليبيا في العام 2014 مع عودة جماعة من المقاتلين الليبيين من سوريا.
ويسعى تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) للتمدد وتوسيع نفوذه الى المناطق المحيطة بها والغنية بآبار النفط.
وأعاد مفوض الأمم المتحدة مارتن كوبلر الخميس التأكيد على ضرورة تسريع وتيرة العملية السياسية، لأن "الموارد الليبية استهدفت مرة جديدة بهجوم إرهابي".
من جهته، اعتبر السفير البريطاني لدى ليبيا بيتر ميليت أنه باستهداف رأس لانوف فإن "داعش يدمر إمكانية تعافي الاقتصاد الليبي".
وقال المستشار الإعلامي للمؤسسة الوطنية للنفط محمد المنفي لوكالة فرانس برس إن تنظيم الدولة الاسلامية "قام فجر اليوم بقصف خزانات النفط التابعة لشركة الهروج في منطقة رأس لانوف"، مؤكدا "إصابة خزانين، وما زالت النيران مشتعلة حتى الآن".
ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الهجوم.
وتبعد خزانات الهروج نحو تسعة كيلومترات عن ميناء رأس لانوف.
وبحسب موقع المؤسسة الوطنية للنفط، فإن ثلاثة خطوط أنابيب رئيسية تزود 13 خزانا بسعة 6,5 مليون برميل.
وسبق لتنظيم الدولة الإسلامية أن شن هجومين في بداية كانون الثاني/يناير قرب منشآت نفطية مهمة في ليبيا، في مدينتي رأس لانوف والسدرة.
وهو يحاول منذ اسابيع التقدم نحو الشرق انطلاقا من سرت لبلوغ منطقة "الهلال النفطية" حيث تقع اهم موانئ تصدير النفط الليبي.
وتضم ليبيا أكبر احتياطي نفطي في افريقيا يقدر بحوالي 48 مليار برميل. وكان انتاجها يقدر بنحو 1,6 مليون برميل في اليوم في العام 2011، لكنه انخفض بمقدار الثلث منذ ذلك الحين.
- مناقشات لتشكيل الحكومة-
وعلى الصعيد السياسي، تتواصل المناقشات لتتمكن حكومة الوفاق الوطني التي تضم 32 وزيرا ويرأسها رجل الأعمال فايز السراج من مباشرة مهامها.
وأحد التحديات التي تواجهها الحكومة يكمن في تواجدها في طرابلس التي تسيطر عليها فصائل مسلحة بعضها إسلامية منذ صيف العام 2014.
وبمجرد أن تباشر مهامها، ستتمكن هذه الحكومة من طلب المساعدة من الدول الأجنبية وخصوصا الأوروبية. وقد يستند الاوروبيون على شرعية هذه السلطة الجديدة لتوسيع عملياتهم العسكرية ضد تنظيم الدولة الاسلامية في ليبيا، وضد عمليات تهريب المهاجرين عبر المتوسط من الذين يسعون للوصول إلى أوروبا.
وقال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الأربعاء "علينا التحرك بسرعة من أجل أن نتمكن من التدخل، في أقرب وقت ممكن، في المياه الإقليمية الليبية".
وهناك خشية من عمليات عبور كبيرة للمهاجرين في فصل الربيع مع تحسن الطقس والمياه.
-معارك في درنة-
من جهة أخرى، حاول تنظيم الدولة الاسلامية مرة جديدة دخول مدينة درنة (شرق) لكن مجموعات مسلحة محلية اكدت الخميس انها صدته.
وقال مصدر في "مجلس شورى مجاهدي درنة" الذي يضم مزيجا من الفصائل المسلحة، لوكالة فرانس برس، ان "قواتنا المدعومة بشباب الأحياء صدت هجوما لتنظيم الدولة الاسلامية اثناء محاولته دخول مدينة درنة عبر حي باب طبرق غرب المدينة في ساعة متأخرة من مساء امس" الاربعاء.
واضاف المصدر ان "الهجوم كان عنيفا استخدمت فيه القذائف الصاروخية ومضادات الطيران"، موضحا انه رد على مقتل خمسة من عناصر التنظيم الثلاثاء خلال مواجهات في ضواحي المدينة مع عناصر من "مجلس شورى مجاهدي درنة" في منطقة الفتائح.
إلى ذلك، نشر تنظيم الدولة الإسلامية الخميس صورا لعملية إعدام أربعة شبان في سرت، بتهم السرقة والتجديف والهرطقة و"الانتماء إلى جيش (خليفة) حفتر" قائد القوات الليبية الموالية للحكومة المعترف بها دوليا في شرق ليبيا.