مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الاسد يؤكد على انتصار الجيش رغم “نقص” في طاقته البشرية

صورة نشرت على صفحة فيسبوك الرئاسة السورية للرئيس السوري بشار الاسد في دمشق في 26 تموز/يوليو 2015 afp_tickers

اكد الرئيس السوري بشار الاسد في كلمة اليوم الاحد ان الجيش قادر على الانتصار في النزاع الذي يخوضه منذ اكثر من اربع سنوات، على الرغم من “نقص” في الطاقة البشرية لديه.

كما جدد الاسد في كلمة القاها امام رؤساء واعضاء المنظمات الشعبية والمهنية في قصر الشعب وبثها التلفزيون السوري مباشرة، التأكيد على ان اي مسار سياسي لا يضمن “محاربة الارهاب” لحل الازمة المستمرة للسنة الخامسة “لا فرصة له ليرى النور”.

وبالرغم من تاكيد الاسد ان “كل شيء متوفر” في الجيش، الا انه اقر بوجود “نقص في الطاقة البشرية”، مشيرا في الوقت نفسه الى ان نسبة الالتحاق في الجيش ازدادت خلال الشهرين الماضيين.

لكنه أوضح ان “العقبة التي تقف في وجه القوات ليست مرتبطة بالتخطيط ولكن لدينا مشكلة بالتعب” مضيفا “من الطبيعي ان يتعب الجيش ولكن التعب شيء والهزيمة شي اخر”.

واعتبر الاسد انه “ليس من جيش في العالم يقاتل لاربع سنوات ونيف اكثر من مئة دولة على ارض ولا يتعب لكن تعب الجيش لا يعني ابدا ان الانهزام مفردة في قاموسه”.

واكد وسط عاصفة من التصفيق “امتلاك الارادة والثقة بالانتصار” مضيفا “لا يوجد انهيار وسنصمد وسنحقق الانتصار”.

وتشهد القوات النظامية التي تقاتل منذ اكثر من اربعة سنوات عدة فصائل معارضة وجهادية على عدة جبهات على امتداد الاراضي السورية نقصا في عديد افرادها واطلقت في بداية تموز/يوليو حملة اعلانية لحث المواطنين على الالتحاق بالجيش.

وقال الاسد “يوجد التحاق وازداد الالتحاق بالاشهر الماضية… لا بد من ان نقوم بخطوات محددة لنصل لفكرة الاستكمال لتصل لمستوى هذه المهام العاجلة”.

واصدر الاسد السبت عفوا عن المنشقين من الجيش السوري من الذين لم يشاركوا في العمليات العسكرية، الا انه لم يشمل الفارين الذين انتقلوا الى صفوف “العدو” او الذين ارتكبوا عصيانا او غيرها من الجرائم.

واشار الاسد خلال كلمته الى ان العفو “يهدف الى تشجيع المتخلفين على الالتحاق بالجيش”.

وعزا الاسد انسحاب قواته من بعض المناطق خلال الاشهر الماضية الى ان “الدول الداعمة للإرهابيين، كثفت دعمها لهم مؤخرا، بشرياً وعسكرياً ولوجستياً واستخباراتياً، وفي بعض الأماكن تدخلت بشكل مباشر كما حصل في إدلب من قبل الأتراك لدعمهم.. كل ذلك أدى في الفترة السابقة لأن يتمكن الإرهابيون من السيطرة على بعض المناطق”.

واوضح ان “قواتنا المسلحة – وأي قوات مسلحة في العالم – لا يمكن لها أن تتواجد في كل بقعة على امتداد الوطن”.

وقال “عندما نريد ان نركز القوات في منطقة هامة نقوم بعملية حشد للعتاد والمقاتلين لكن هذا الشيء يكون على حساب اماكن اخرى” مضيفا “احيانا قد نضطر في بعض الظروف على ان نتخلى عن مناطق من اجل نقل تلك القوات الى المنطقة التي نريد ان نتمسك بها”.

وحقق مقاتلو المعارضة تقدما في عدد من المناطق التي يسيطر عليها النظام في الاشهر الماضية وبخاصة في ادلب (شمال غرب) وفي جنوب البلاد.

واشار الى ان “مسار الأعمال القتالية يتحرك صعوداً وهبوطاً، وهذا هو الوضع الطبيعي في الحروب عامة، وفي الحرب التي نخوضها اليوم بشكل خاص”.

وقال انه في “بعض المناطق حمل أهلها السلاح مع الجيش وهذا كان له تأثير في حسم المعارك بسرعة وبأقل الخسائر”، مشيرا الى ان “الحرب ليست حرب القوات المسلحة فقط بل حرب كل الوطن”.

كما جدد الاسد تمسك بلاده “بمكافحة الارهاب” كمدخل للمسار السياسي لحل الازمة وقال “ليس هناك حل سياسي حقيقي أو مبادرات جادة إن لم تكن مترافقة و متزامنة مع القضاء على الإرهاب، عندها سيكون الحوار سورياً بامتياز، بعيداً عن الابتزاز و الإملاء”.

وقال “اي طرح سياسي لا يستند في جوهره على القضاء على الارهاب لا معنى له ولا فرصة له ليرى النور”.

ونبه الاسد الى مشروع تقسيم البلاد قائلا “بالتوازي مع الحرب العسكرية، كنا نخوض حرباً إعلامية نفسية، تهدف لتسويق وترسيخ فكرة سورية المقسمة إلى كيانات موزعة جغرافيا بين موالاة ومعارضة وكائنات طائفية وعرقية، معززين هذه الفكرة من خلال استخدام مصطلح الحرب الأهلية”.

ودعا السوريين الى البقاء “متمسكين بمفرداتنا الوطنية الجامعة الموحدة، بعيدا عن كياناتهم الافتراضية وهوياتهم الفرعية التي تريد استبدال سورية الوطن الواحد بسورية الأوطان، واستبدال المجتمع المتماسك المتجانس، بمجتمعات منقسمة مريضة طائفية وعرقية”.

واودى النزاع السوري الذي بدأ بحركة احتجاجية شعبية سلمية ضد النظام السوري في اذار/مارس 2011 الى مقتل 230 الف شخص بينهم اكثر من 11 الفا و500 طفل بحسب حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان. ومن اصل الحصيلة ايضا 80 الف عسكري ومقاتل موال للنظام سقطوا في النزاع.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية