Navigation

الاطراف المبتورة لاطفال مصابين منظر مألوف في مستشفيات مايدوغوري

طفل يعالج في احدى مستشفيات مايدوغوري من حروق اصيب بها نتيجة هجمات لبوكوحرام afp_tickers
هذا المحتوى تم نشره يوم 11 فبراير 2016 - 14:41 يوليو,
(وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب)

باتت رؤية طفل ممدد لا يستطيع الحراك على سرير وقد غطت الحروق جسده الصغير، والى جانبه صبي مبتور اليدين، منظرا مألوفا في المستشفيات المكتظة لمدينة مايدوغوري الكبيرة في شمال شرق نيجيريا.

واذا كان تمرد جماعة بوكو حرام الاسلامية قد اسفر عن سقوط 17 الف قتيل خلال سبع سنوات في هذه المنطقة، فهو ادى ايضا الى عدد مماثل من المصابين على الاقل.

ويتولى تسفايي ماكونن، الطبيب الجراح من الصليب الاحمر الدولي ادارة جناح يضم 33 سريرا افتتح اخيرا في المستشفى المتخصص في المدينة، لمساعدة "مصابي" اعتدءات الاسلاميين.

ويشدد الدكتور ماكونن على القول ان مجرد بقاء هذه الاجساد المنخورة بالمسامير المعدنية، والملفوفة بالجفصين والمبتورة، على قيد الحياة، معجزة بحد ذاتها، وتؤكد ان اطباء مايدوغوري يزدادون كفاءة على صعيد "جراحة مصابي الحرب".

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، اضاف الطبيب ماكونن الذي كان يستعد لاجراء عملية لشخص مصاب بالرصاص، ان "معظم المرضى في هذا الجناح... كانوا سيموتون" لولا خبرة هؤلاء الاطباء.

وقال "لو لم يموتوا بسبب جروحهم والنزيف الناجم عنها، كانوا سيموتون من تسمم الدم".

-لا مداخيل-

وقد نقل التاجر بابا علي بوكار (34 عاما) الى المستشفى للمعالجة منذ حزيران/يونيو. واصيب في ساقيه خلال اعتداء بالقنابل وقع في مونغونو التي تبعد 130 كلم شمال مايدوغوري.

وقال ان الاطباء "كانوا فقدوا الامل بانقاذ ساقي اليمنى. اجريت لي ثلاث عمليات. وتعرض بعض العظام للكسر".

واضاف "اضطروا الى سحب عظام حتى يتيحوا لعظام اخرى ان تتشكل، وتمكنوا اخيرا من وضعي في الجفصين. ولو لم تكن اللجنة الدولية للصليب الاحمر موجودة، لاضطر الاطباء الى بتر ساقي، ولكانت حياتي قد انتهت".

كيف يمكن الاستمرار في العمل على ساق واحدة؟ وعلى غرار بوكار، يعاني كثيرون من المصابين من انهم باتوا غير قادرين على تأمين معيشتهم واصبحوا عبئا على عائلاتهم.

وبعد خمسة اشهر على اصابته في انفجار وقع في احد المساجد، لا تزال ساقا عثمان بوكار ايسياكو ملفوفتين بالجفصين، في جناح تقويم اعوجاج الاطراف للرجال في مستشفى مايدوغوري الجامعي.

وقال هذا الرجل الذي يمتهن البناء (30 عاما) "انا مسؤول عن اشخاص، لدي زوجة واربعة اولاد، وانا من يأتي بالمال الى البيت. اصلي حتى اشفى واستأنف عملي".

-علاج طويل الامد-

ويتلقى المصابون العلاج مجانا من حسن الحظ. فالمستشفيات والسلطات المحلية والوكالات الانسانية الدولية، كاللجنة الدولية للصليب الاحمر او اطباء بلا حدود، تأخذ النفقات على عاتقها.

لكن بسبب الهجمات المتكررة والتدفق المستمر للمصابين، سرعان ما تتراكم المهمات على الاطباء والممرضين، وتصبح الموارد غير كافية.

وفي جناح الطوارىء بمستشفى مايدوغوري الجامعي، مدت فرش على الارض، على مقربة من الجدران، لاستقبال المرضى وابنائهم وذويهم. وحولهم سلال تفيض بالقفازات المستعملة واغلفة الادوية والضمادات الملطخة بالدم.

ويقول موظف في المستشفى ان كل هجوم جديد يؤدي الى "الفوضى" في المستشفى.

وبالاضافة الى الاسعافات الطارئة والاولية، يحتاج عدد كبير من المصابين الى علاج طويل الامد، في منطقة فقيرة كانت تعاني من نقص على صعيد الاطباء والبنى التحتية الطبية قبل التمرد.

وتحتاج بلسمة الجروح الجسدية والمعنوية للناجين الى عقود.

وقد قطعت اليد اليمنى لعيسى لاوان (12 عاما) نا) بعد اعتداء. ويبدو مصدوما في سريره في الجناح الذي تديره اللجنة الدولية للصليب الاحمر.

وقال بصوت مخنوق ان الاعتداء وقع "بعد صلاة المساء". واضاف "دخلت امرأة. وعندما طلب منها ابي ان تغادر، تقدمت نحوه. تراجع ابي وانفجرت. وقتلت 19 شخصا".

غيُر كلمة السر

هل تريد حقاً حذف ملف المستخدم الشخصي الخاص بك؟

لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو

اكتشف تقاريرنا الأكثر طرافة كل أسبوع!

اشترك الآن واحصل مجانًا على أفضل مقالاتنا في صندوق بريدك الإلكتروني الخاص.

توفر سياسة خصوصيّة البيانات المعتمدة من طرف هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SRG – SSR) معلومات إضافية وشاملة حول كيفية معالجة البيانات.