مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

البرلمان الالماني يوافق على المشاركة في العمليات العسكرية في سوريا

المستشارة الالمانية تدلي بصوتها في البرلمان حول العملية العسكرية ضد تنظيم الدولة الاسلامية في برلين الجمعة 4 كانون الاول/ديسمبر 2015 afp_tickers

صادق البرلمان الالماني الجمعة على مشاركة قوة المانية يصل عديدها الى 1200 عسكري في عمليات الائتلاف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا.

ومن اصل 598 نائبا شاركوا في التصويت، صوت 445 لصالح العملية و146 ضدها فيما امتنع سبعة نواب عن الادلاء باصواتهم في نتيجة كانت متوقعة على ضوء تاييد الائتلاف الواسع بزعامة المستشارة انغيلا ميركل لمشاركة عسكرية المانية.

ووافق البرلمان على السماح بنشر طائرات تورنادو الاستطلاعية، وفرقاطة ونحو 1200 جندي.

وياتي اعطاء الضوء الاخضر للمهمة التي ستصبح اكبر عملية انتشار للقوات الالمانية خارج البلاد، بعد ثلاثة اسابيع من اعتداءات باريس التي اودت بحياة 130 شخصا واعلن تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عنها.

ودفعت تلك الاعتداءات بفرنسا الى تفعيل مادة تطالب دول الاتحاد الاوروبي بتقديم المساعدة العسكرية للقضاء على تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا.

وانضمت بريطانيا الخميس الى حملة القصف التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا وضربت حقلا للنفط يسيطر عليه التنظيم.

ووافق الرئيس الاميركي باراك اوباما عقب رفضه مرارا نشر قوات برية، على ارسال نحو 100 عنصر من القوات الخاصة الى العراق يمكنهم كذلك القيام بعمليات في سوريا.

ويشارك ائتلاف واسع من 60 دولة في القتال ضد التنظيم المتطرف منذ اب/اغسطس 2014 رغم ان المشاركة في الضربات في سوريا كانت محدودة اكثر، نتيجة تردد بعض الدول الغربية خوفا من ان يوذي اي عمل عسكري في هذا البلد في نهاية المطاف الى تعزيز موقع نظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي تعتبره فاقدا للشرعية.

الا ان هذه التحفظات زالت على ما يبدو بعد اعتداءات باريس.

وفي هولندا تتعرض الحكومة المشاركة في عمليات الائتلاف ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق، الى ضغوط لتوسيع حملتها الجوية لتمتد الى سوريا.

وحتى في المانيا التي تعرف تقليديا بترددها في المشاركة في المهمات العسكرية خارج البلاد، فقد لقي قرار الحكومة المشاركة في عمل مباشر في سوريا تاييدا.

واظهر استطلاع نشرته صحيفة دي فيلت الجمعة تاييدا شعبيا واسعا، حيث ايدت نسبة 58% المهمة العسكرية، بينما عارضها 37%.

وياتي هذا التاييد رغم ان اغلبية 63% يعتقدون ان خطر تعرض الاراضي الالمانية الى هجمات سيرتفع نتيجة المشاركة في الحملة على التنظيم الجهادي في سوريا.

من ناحية اخرى يزور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الجمعة حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول الموجودة في شرق المتوسط قبالة سوريا حيث تستخدم لشن ضربات جوية ضد اهداف لتنظيم الدولة الاسلامية.

واعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان ان هولاند “سيزور اليوم (الجمعة) حاملة الطائرات شارل ديغول الموجودة قبالة سواحل سوريا وسيلتقي على متنها العسكريين المشاركين في العمليات الرامية الى تكثيف المعركة ضد داعش في سوريا والعراق”.

– حرب بسرعة التورنادو –

وصرح وزير العدل الالماني هيكو ماس ان نشر قوات المانية خارج البلاد قانوني.

وقال لصحيفة تاغس شبيغل الجمعة “يمكن للالمان ان يكونوا على ثقة بان الانتشار في سوريا لا ينتهك القانون الدولي او الدستور”.

وتابع “علينا ان نوقف عصابة القتلة الارهابيين هذه. ولن يتم تحقيق ذلك بالعمل العسكري لوحده، ولكن لا يمكن تحقيقه كذلك بدون عمل عسكري”.

وتشتمل المهمة الالمانية على نشر ست طائرات تورنادو متخصصة في عمليات الاستطلاع جو-ارض وغير مجهزة بقدرات قتالية.

وسيتم نشر فرقاطة المانية لحماية حاملة الطائرات شارل ديغول التي تنطلق منها المقاتلات الفرنسية التي تشن ضربات جوية، وطائرة تزويد بالوقود لتزويد الطائرات بالوقود لزيادة المدى الذي يمكن ان تصل اليه.

من ناحية اخرى تعهدت المانيا بارسال 650 جنديا الى مالي لتخفيف العبء عن القوات الفرنسية التي تقاتل الجهاديين في هذا البلد الواقع في الغرب افريقي.

الا ان المعارضة حذرت من ان المانيا تجد نفسها ملزمة على اتخاذ قرارات مهمة بسرعة كبيرة.

وقالت بترا سيتي من الحزب اليساري امام البرلمان “يتم اجبارنا على اتخاذ قرار خلال ثلاثة ايام حول ما اذا كان سيتم جر المانيا مرة اخرى الى الحرب. لا نريد ان يتم جرنا الى الحرب بسرعة التورنادو”.

الا ان وزيرة الدفاع اورسولا فون دير ليان دافعت عن سرعة اتخاذ القرار وقالت ان ذلك “يبعث رسالة عن عزمنا على مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية