مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الصين تعلن عن قروض واستثمارات بمليارات الدولارات لدول الشرق الاوسط

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مستقبلا نظيره الصيني شي جينبينغ في القاهرة الخميس afp_tickers

اعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ الخميس في القاهرة عن تقديم بلاده قروضا واستثمارات بمليارات الدولارات لدول الشرق الاوسط، ذلك في جولته الاقليمية غير المسبوقة في المنطقة.

وتهدف زيارة الرئيس الصيني للمنطقة والتي بدات في السعودية وتختتم في ايران الى تعزيز الحضور الاقتصادي للعملاق الاسيوي في الشرق الاوسط.

واعلن الرئيس الصيني في كلمة له امام الجامعة العربية عن تقديم قروض واستثمارات لدول الشرق الاوسط تبلغ قيمتها الاجمالية نحو 55 مليار دولار.

وقال جينبينغ، بحسب الترجمة العربية الرسمية لكلامه، ان بكين قررت “تخصيص قروض خاصة لدفع العملية الصناعية في الشرق الاوسط بقيمة 15 مليار دولار تستخدم في مشاريع في مجالات الطاقة والبنية التحتية مع تقديم قروض تجارية قيمتها 10 مليارات دولار لدول الشرق الاوسط بغية دعم التعاون في مجال الطاقة”.

واضاف كذلك “تقديم قروض (تفضيلية) بقيمة 10 مليارات دولار” لدول الشرق الاوسط.

وذكر الرئيس الصيني ان بلاده قررت “انشاء صندوقين مع كل من الامارات وقطر للاستثمارات المشترك تبلغ قيمتها الاجمالية 20 مليار دولار”.

وازاء هذه العروض السخية، لفت الرئيس الصيني الى ان بلاده “لا تقوم بتنصيب الوكلاء ولا تبني مجال نفوذ” في الشرق الاوسط.

وحيا الحضور العرب كلمة الرئيس الصيني مصفقين اكثر من مرة له.

وقبل ذلك بساعات قليلة، وقعت مصر والصين الخميس اتفاقيات اقتصادية باستثمارات اجمالية بقيمة 15 مليار دولار اميركي.

وتتطلع القاهرة الى توقيع اتفاقيات استثمار مع الجانب الصيني في مختلف مجالات الاقتصاد ما يمكن ان يعطي ايضا دفعة للاقتصاد المصري المتداعي منذ الاطاحة بالرئيس المصري الاسبق حسني مبارك.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في قصر القبة الرئاسي، اعلن الرئيس الصيني التوصل الى حزمة مشروعات “تبلغ الاستثمارات الاجمالية لها 15 مليار دولار اميركي”، حسب البث المباشر لقناة النيل للاخبار الرسمية.

وقال الرئيس الصيني، بحسب الترجمة العربية الرسمية لكلامه، “توصل الجانبان الى 15 مشروعا في اطار تعاون الجانبين في مجال انتاج الطاقة”.

واضاف “يشمل هذا التعاون مجالات عدة في مقدمتها الكهرباء والمواصلات والبنية التحتية ومن المتوقع ان تبلغ الاستثمارات الاجمالية لهذه المشاريع 15 مليار دولار اميركي”.

واعرب الرئيس الصيني عن امله في ان تضفي هذه المشروعات “قوة جديدة للتنمية الاقتصادية في مصر”.

وقال الرئيس المصري “ما تم توقيعه اليوم من اتفاقيات ومذكرات تفاهم فضلاً عن مشروعات جديدة بين الجانبين خير دليل على عزم البلدين على الارتقاء بمستويات التعاون لتكون نموذجًا يحتذى به في مجال التعاون بين الدول”.

ووصل الرئيس الصيني الى القاهرة اتيا من السعودية التي زارها ليومين، في جولة اولى له في الشرق الاوسط يختتمها في ايران. وهي الزيارة الاولى لرئيس صيني الى مصر منذ 12 عاما.

وزار السيسي الصين مرتين منذ توليه الحكم في حزيران/يونيو 2014.

أطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيبا بوصول الرئيس الصيني الى قصر القبة، واستعرض الرئيسان حرس الشرف ثم عزف النشيدان الوطنيان الصيني والمصري قبل ان يعقد الرئيسان جلسة مباحثات ثنائية.

– تنشيط الاقتصاد المصري-

وتأمل القاهرة ان تشكل الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الصيني حافزا للاقتصاد المصري المنهك بفعل الاضطرابات السياسية المتلاحقة منذ 2011 بعد تراجع الاستثمار الاجنبي وانحسار عائدات السياحة.

وتعرض قطاع السياحة، العمود الفقري للاقتصاد، لضربة قوية اثر سقوط طائرة روسية ومقتل 224 شخصا على متنها في اليوم الاخير من شهر تشرين الاول/اكتوبر الفائت فوق سيناء، وهو الهجوم الذي تبنى تنظيم الدولة الاسلامية تنفيذه واكدت موسكو انه تم بقنبلة.

وذكر تقرير في صحيفة الاهرام ان حجم الميزان التجاري بين مصر والصين بلغ 11 مليار دولار بنهاية عام 2014، مع ميله لصالح الصين.

وتعمل 1152 شركة صينية في مصر باستثمارات قدرها 506 ملايين دولار، بحسب ما نقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية عن وزير الاستثمار المصري محمد محي الدين. و68% من هذه الاستثمارات في القطاع الصناعي.

في الوقت ذاته، يشهد الاقتصاد الصيني وهو الثاني في العالم تباطؤا يثير قلقا.

– بكين تدعم دور مصر-

وفي مقال نشر له في صحيفة الاهرام الثلاثاء، قال الرئيس الصيني ان بلاده تدعم “الدور الفاعل والفعال لمصر في الشؤون الإقليمية والدولية”.

وقال شي ان “الجانب الصيني يدعم حق الشعب المصري في تقرير مصير البلاد بإرادته الحرة، ويدعم جهود الحكومة المصرية في استعادة الاستقرار الاجتماعي والنمو الاقتصادي”.

واضاف “العلاقات الصينية المصرية نقطة الانطلاق للعلاقات الصينية العربية وتعكس مستواها وحرارتها لكون مصر أول دولة عربية أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين” منذ 60 عاما.

واشار شي الى ان بكين ستنظر الى العلاقات مع مصر “وتطورها من الزاوية الاستراتيجية والطويلة الأمد”.

بمناسبة الزيارة، ينظم مساء الخميس حفل بحضور الرئيسين المصري والصيني احتفالا بمرور 60 عاما على بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في مدينة الاقصر الاثرية في جنوب البلاد.

وقبل ان يحط رحاله في القاهرة، دشن الرئيس الصيني برفقة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الاربعاء مشروعا مشتركا لتكرير النفط على البحر الاحمر.

وتعتمد بكين على الشرق الاوسط في القسم الاكبر من وارداتها النفطية. وان كانت لا تتدخل عادة في التوترات والنزاعات في المنطقة بشكل مباشر، الا انها وقفت مثلا الى جانب موسكو في مجلس الامن الدولي في رفض اصدار قرارات تدين النظام السوري في الحرب السورية المستمرة منذ حوالى خمس سنوات.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية