مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الفصائل العراقية ترسل تعزيزات الى الانبار بعد سيطرة الجهاديين على الرمادي

نازحون من الرمادي في الانبار في 16 ايار/مايو 2015 afp_tickers

بدأت فصائل مسلحة عراقية شيعية ارسال تعزيزات من عناصرها الى محافظة الانبار في غرب العراق اليوم الاثنين، غداة سقوط مركزها مدينة الرمادي بيد تنظيم الدولة الاسلامية بعد هجوم واسع استغرق ثلاثة ايام.

ويعد سقوط الرمادي ابرز تقدم للتنظيم في العراق منذ هجومه الكاسح في البلاد في حزيران/يونيو 2014، ونكسة لحكومة حيدر العبادي الذي اعلن في نيسان/ابريل ان “المعركة القادمة” هي استعادة الانبار التي يسيطر الجهاديون على مساحات واسعة منها.

وباتت الرمادي (100 كلم غرب بغداد) ثاني مركز محافظة تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية، بعد الموصل (شمال) مركز محافظة نينوى، اولى المناطق التي سقطت في وجه الهجوم الجهادي قبل نحو عام.

وتزامن هجوم الرمادي مع دخول تنظيم الدولة الاسلامية اطراف مدينة تدمر الاثرية وسط سوريا، قبل ان تتمكن القوات النظامية من دفعه خارجها.

وامر العبادي مساء الاحد “هيئة الحشد الشعبي” الذي يشكل مظلة للفصائل المسلحة التي تقاتل الى جانب القوات الحكومية، وغالبيتها شيعية، بالاستعداد للمشاركة في معارك الانبار، آمرا في الوقت نفسه قواته “بالثبات” اثر انسحابها من مراكز عسكرية مهمة في الرمادي.

ويأتي دخول قوات الحشد الشعبي الى المحافظة ذات الغالبية السنية، بعد اشهر من تحفظ سياسيين سنة ومسؤولين محليين حول مشاركة هذه الفصائل، ومطالبتهم بدعم العشائر المناهضة للتنظيم بالسلاح والعتاد.

وحمل هادي العامري، احد ابرز قادة الحشد الشعبي وزعيم “منظمة بدر” ذات الدور الواسع في الحشد، هؤلاء السياسيين مسؤولية سقوط الرمادي.

ونقلت عنه “قناة الغدير” التابعة لبدر تحميله “ممثلي الانبار السياسيين مسؤولية سقوط الرمادي لانهم اعترضوا على مشاركة الحشد الشعبي في الدفاع عن اهلهم”.

واعلنت فصائل عدة ان افواجا منها باتت موجودة في الانبار، لا سيما في محيط مدينة الفلوجة الواقعة ايضا تحت سيطرة التنظيم، وفي قاعدة الحبانية العسكرية، استعدادا للمشاركة في اي عملية لمحاولة استعادة الرمادي.

وقال المتحدث العسكري باسم “كتائب حزب الله” جعفر الحسيني، ان الكتائب ارسلت ثلاثة افواج الى الانبار، وتعتزم ارسال المزيد اليوم.

وقال لوكالة فرانس برس ليل الاحد “غدا ان شاء الله تستمر هذه التعزيزات باتجاه الانبار والرمادي حيث سيكون هناك اعلان بدء العمليات لتطهير الاراضي التي سيطر عليها داعش (الاسم الذي يعرف به التنظيم)”.

واعلن التنظيم الاحد سيطرته على الرمادي بعد اقتحامه ابرز المراكز العسكرية فيها، لا سيما مقر اللواء الثامن ومقر قيادة عمليات الانبار، وانسحاب الغالبية العظمى من القوات الامنية من المدينة.

الا ان واشنطن التي تقود تحالفا دوليا يوجه ضربات جوية ضد التنظيم في العراق وسوريا، قالت ان الوضع “غير محسوم” بشكل نهائي.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع مورين شومان في بيان تلقته وكالة فرانس برس “ما زلنا نتابع تقارير تتحدث عن وقوع معارك ضارية في الرمادي ولا يزال الوضع متحركا وغير محسوم” مضيفة انه “من المبكر جدا في الوقت الراهن الادلاء بتصريحات قاطعة حول الوضع على الارض”.

واستقبل العبادي الاحد الجنرال لويد اوستن، قائد القيادة الوسطى للجيش الاميركي، وبحث معه وضع الانبار والمساعدة الاميركية للقوات العراقية.

وشكل الدور المتنامي للفصائل الشيعية، المدعومة من طهران، موضع انتقاد من الولايات المتحدة، لا سيما مشاركتها في استعادة مناطق سنية.

ووصل وزير الدفاع الايراني حسين دهقان الاثنين الى بغداد لعقد “اجتماع تشاوري” مع نظيره خالد العبيدي، بحسب مسؤول في وزارة الدفاع العراقية.

وشن تنظيم الدولة الاسلامية بدءا من مساء الخميس، هجوما واسعا في الرمادي التي يسيطر على احياء منها منذ مطلع 2014، معتمدا بشكل مكثف على العمليات الانتحارية التي اتاحت له التقدم بشكل سريع.

واعلن مهند هيمور، وهو مستشار ومتحدث باسم محافظ الانبار، ان السلطات تقدر عدد ضحايا الهجوم بخمسمئة شخص على الاقل من المدنيين وعناصر القوات الامنية.

كما اعلنت منظمة الهجرة الدولية مساء الاحد ان عدد النازحين من الرمادي بلغ خلال الايام الماضية 24 الف شخص، بعدما كانت افادت في وقت سابق من اليوم نفسه ان العدد يقارب ثمانية آلاف.

ويسيطر التنظيم على مناطق واسعة في الانبار، ابرزها مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد). والمحافظة هي الاكبر في البلاد، وتتشارك حدودا طويلة مع الاردن والسعودية وسوريا.

وفي سوريا، قتل خمسة مدنيين بينهم طفلان في سقوط قذائف اطلقها التنظيم على مدينة تدمر بمحافظة حمص (وسط)، حيث تدور معارك على اطرافها مع القوات النظامية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد الاثنين “قتل خمسة مدنيين بينهم طفلان جراء اطلاق تنظيم الدولة الاسلامية ليل الاحد قذائف على مناطق عدة في مدينة تدمر”.

ويأتي ذلك غداة صد القوات النظامية هجوما للتنظيم على المدينة الاثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي، حيث حصدت المعارك منذ الاربعاء 13 ايار/مايو، اكثر من 300 قتيل، بحسب المرصد.

وافاد المرصد اليوم عن استمرار الاشتباكات عند اطراف المدينة، بالتزامن مع قصف للطيران الحربي السوري يستهدف مناطق المعارك.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية