مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

القوات العراقية تعد لعملية عسكرية سريعة لاستعادة الرمادي

وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي (يمين) ونظيره الايراني حسين دهقان في بغداد afp_tickers

تعد القوات العراقية بالتعاون مع الحشد الشعبي المؤلف بمعظمه من فصائل شيعية، لعملية عسكرية سريعة الهدف منها استعادة مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار من ايدي تنظيم الدولة الاسلامة.

وبعد يومين من فقدانها السيطرة على مدينة الرمادي (110 كلم غرب بغداد)، تسعى الحكومة العراقية الى الاستفادة من عامل الوقت لمحاولة استعادة المدينة، قبل ان يعزز التنظيم دفاعاته فيها عبر تفخيخ الطرق والمنازل، وهو اسلوب لجأ اليه مرارا في مناطق اخرى.

وسيطر التنظيم على كامل مدينة الرمادي الاحد، اثر انسحاب القوات الامنية العراقية منها في وجه هجوم بدأ مساء الخميس، في ابرز تقدم له في العراق منذ حزيران/يونيو 2014.

وشكل هذا التقدم ودفع الحكومة بالحشد الشعبي في معارك الانبار ذات الغالبية السنية، نكسة لاستراتيجية رئيس الوزراء حيدر العبادي المدعومة اميركيا، والتي تقضي ببناء قوى مختلطة مذهبيا لقتال الجهاديين.

وقال العميد الركن في الجيش العراقي علي الماجدي لوكالة فرانس برس “بدأ وصول الحشد الشعبي الى مواقع شرق الرمادي للتهيؤ من اجل القيام بمرحلتين، الاولى قطع تقدم العدو والثانية التقدم باتجاه العدو”.

وكان العبادي، امر الاثنين القوات “بتحديد خطوط صد جديدة في الرمادي (…) لمواجهة عصابات داعش (الاسم الذي يعرف به التنظيم)”.

وفي ما بدا محاولة لاستيعاب آثار سقوط الرمادي، اعلنت الحكومة فتح باب التطوع في الجيش، متعهدة معاقبة “المتخاذلين” في المدينة.

وقررت الحكومة الثلاثاء “فتح باب التطوع لاضافة قوات جديدة في الجيش وخصوصا للفرق العسكرية التي تعاني نقصا عدديا”، متعهدة “تكريم المقاتلين الذين صمدوا في وجه الهجوم الارهابي، وانزال اشد العقوبات بالمتخاذلين الذي ادى موقفهم هذا الى تداعيات في الرمادي”.

وشددت الحكومة على التزامها “بتطويع وتسليح مقاتلي ابناء العشائر بالتنسيق مع محافظة الانبار”، مؤكدة ان القوات والفصائل التي ستشارك في عمليات الانبار ستكون “تحت امرة القيادة العامة للقوات العراقية”.

وكانت القوات الامنية انسحبت من بعض مراكزها في الرمادي امام هجوم التنظيم. وتداول مستخدمون على مواقع التواصل، اشرطة مصورة تظهر عربات عسكرية، قالوا انها في طريقها الى خارج المدينة.

واعادت هذه المشاهد التذكير بمشاهد سقوط الموصل العام الماضي، عندما انهارت قطعات الجيش في وجه الهجوم الكاسح للتنظيم، تاركة العديد من المعدات والاسلحة الثقيلة صيدا سهلا لعناصره. ولجأت الحكومة الى الفصائل المسلحة بعد هذا الانهيار لدعم قواتها في مواجهة الجهاديين.

ويتألف الحشد بمعظمه من فصائل شيعية تتلقى دعما مباشرا من ايران. ويثير تنامي دور هذه الفصائل تحفظ واشنطن التي تقود منذ الصيف تحالفا دوليا يشن ضربات جوية ضد مناطق سيطرة التنظيم في العراق وسوريا.

وكانت واشنطن تحض حكومة العبادي على دعم العشائر السنية المناهضة للتنظيم في الانبار، والتي واجهت التنظيم في الرمادي منذ مطلع 2014.

وتأتي الموافقة على دخول الحشد الانبار بعد اشهر من تحفظ سياسيين سنة ومسؤولين محليين تخوفا من حصول انتهاكات او تكرار عمليات النهب التي يتهم بعض عناصر الفصائل الشيعية بارتكابها في معارك سابقة، لا سيما في مدينة تكريت السنية التي استعادتها القوات مطلع نيسان/ابريل.

واعلنت فصائل عدة انها بدأت منذ الاحد ارسال تعزيزات الى الانبار التي يسيطر التنظيم على مساحات واسعة منها.

ويقول الباحث في معهد واشنطن للدراسات مايكل نايتس ان “الحكومتين الاميركية والعراقية تبدوان على الموجة نفسها بضرورة شن هجوم مضاد على الرمادي قبل ان يعزز التنظيم” دفاعاته في داخلها.

وابدت واشنطن ثقتها بالقدرة على استعادة الرمادي قريبا.

واعرب وزير الخارجية جون كيري عن “ثقته الكاملة” باخراج الجهاديين من الرمادي “خلال الايام المقبلة”.

واضاف “ستكون هناك اوقات مثل امس (الاحد) في الرمادي وستكون هناك بعض التحديات الصعبة امامنا”.

وتحاول القوات العراقية اعادة تنظيم صفوفها قبل اي عملية.

وقال قائد شرطة المدينة اللواء الركن كاظم الفهداوي الثلاثاء ان عناصر من قوات الامن يتجمعون في منطقة حصيبة (7 كلم شرق الرمادي)، موضحا ان المنطقة “ستكون نقطة انطلاق لعمليات عسكرية لتحرير مدن الانبار”.

واكد انها “لن تبدأ الا بعد تأمين متطلبات ومستلزمات المعركة بالكامل”.

وتقدر السلطات ان الهجوم ادى الى مقتل نحو 500 شخص من المدنيين وعناصر القوات الامنية.

واعلنت الامم المتحدة الاثنين ان نحو 25 الف شخص فروا من الرمادي جراء الهجوم، في ثاني موجة نزوح من المدينة منذ نيسان/ابريل.

وقالت منسقة الشؤون الانسانية في المنظمة ليزا غراندي ان “الاولوية حاليا هي مساعدة الناس الذين يهربون من الرمادي”، مشيرة الى ان “الآلاف اضطروا للنوم في العراء بسبب عدم وجود اماكن يبيتون فيها”.

ونزح اكثر من 2,8 مليوني عراقي جراء العنف منذ مطلع 2014.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية