المعارضة السورية تشكل وفدها للتفاوض مع النظام
شكلت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من اجتماع عقد في الرياض الشهر الماضي ضم اطيافا مختلفة من المعارضة السورية، وفدها لمباحثات محتملة مع نظام الرئيس بشار الاسد، ضم ممثلا لتنظيم جيش الاسلام الذي تعتبره موسكو "ارهابيا".
وكررت الهيئة الاربعاء التأكيد ان المفاوضات التي تأمل الامم المتحدة بعقدها خلال أيام، يجب ان تقترن برفع الحصار ووقف القصف لا سيما الغارات الروسية، رافضة ادراج اطراف جديدة على طاولة المفاوضات.
واعلن المنسق العام للهيئة رياض حجاب خلال مؤتمر صحافي في العاصمة السعودية "قمنا بتسمية الوفد المفاوض، وتم الاختيار وفق معايير دقيقة".
اضاف "تمت تسمية العميد اسعد الزعبي رئيسا للوفد، وجورج صبرة (رئيس المجلس الوطني السوري المعارض) نائبا له، ومحمد علوش ممثل +جيش الاسلام+ (احد ابرز الفصائل المقاتلة، والتي تحظى بنفوذ واسع في مناطق ريف دمشق) كبير المفاوضين".
واكد حجاب الذي شغل منصب رئيس الوزراء السوري قبل ان ينشق عن النظام، ان "المفاوضات تقتصر على من رأت الهيئة انه يمثل وفدها فقط".
اضاف "نسمع ان هناك تدخلات خارجية وتحديدا تدخلات روسية ومحاولاتها لزج اطراف اخرى في وفد الهيئة"، مؤكدا ان "موقفنا واضح ولن نذهب للتفاوض اذا ما تم اضافة وفد ثالث او اشخاص".
الا ان تسمية علوش كبير المفاوضين اثارت احتجاج اطياف اخرى للمعارضة، واحتجاج موسكو التي تعتبر تنظيم جيش الاسلام الذي ينتمي اليه علوش "ارهابيا".
ومحمد علوش هو ابن عم زهران علوش الزعيم السابق لتنظيم جيش الاسلام الذي قتل في غارة لقوات النظام في الخامس والعشرين من كانون الاول/ديسمبر الماضي.
ويحظى تنظيم جيش الاسلام بدعم العربية السعودية وهو سلفي الاتجاه، الا انه معاد لتنظيم الدولة الاسلامية ودخل في معارك عسكرية معه.
واعلنت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي المعارضة "من غير المقبول ان يكون كبير المفاوضين ورئيس الوفد من المعارضة المسلحة. هذا يوجه رسالة سيئة الى الشعب السوري الذي يريد نجاح المفاوضات".
والمعروف ان النظام السوري يعتبر كل مجموعات المعارضة المسلحة "ارهابية".
وفي الاطار نفسه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعيد لقائه في زوريخ الاربعاء نظيره الاميركي جون كيري "لم نتخل عن مواقفنا بشأن الكيانين الارهابيين جيش الاسلام وحركة احرار الشام" مضيفا "قدمنا معلومات تثبت ان موقفنا صحيح".
وكان وزير الخارجية السعودية عادل الجبير رفض الثلاثاء اي ضغط خارجي على المعارضة، مؤكدا انها "هي الوحيدة التي تستطيع تحديد من يمثلها في المباحثات، واللجنة العليا المنبثقة من مؤتمر الرياض هي الجهة المعنية بتحديد من يمثلهم في المفاوضات".
واتى كلام الجبير غداة اعلان المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة فرحان حق ان المنظمة الدولية ستوجه الدعوات للمباحثات "عندما تتفق الدول التي تقود العملية حول من ستوجه لهم الدعوة من المعارضة".
واتفقت دول معنية بالنزاع السوري ابرزها الولايات المتحدة والسعودية الداعمتان للمعارضة، وروسيا وايران المؤيدتان للنظام، في فيينا في تشرين الثاني/نوفمبر على خطوات للتوصل الى حل للازمة المستمرة منذ نحو خمسة اعوام، تشمل جمع طرفي النزاع حول طاولة التفاوض.
وقبل عقد هذه المباحثات، جمعت السعودية في كانون الاول/ديسمبر اطيافا مختلفة من المعارضة السياسية والعسكرية، في مؤتمر تم التوصل خلاله الى رؤية مشتركة للتفاوض، ابرز بنودها اشتراط تنحي الرئيس الاسد مع بدء المرحلة الانتقالية.
وطالبت المعارضة في حينه بخطوات ملموسة قبل المفاوضات، منها وقف القصف والحصار والافراج عن المعتقلين.
وقال حجاب الاربعاء "عند الدخول إلى مفاوضات نريد أولا مناخا ملائما وأرضية ملائمة للمفاوضات. لا يمكن أن نذهب إلى التفاوض وشعبنا يموت من الجوع وتحت القصف بالأسلحة المحرمة دوليا"، وانتقد "القصف الروسي على المدارس والمواقع المأهولة بالسكان" بحسب تعبيره.
وبدأت روسيا نهاية ايلول/سبتمبر بتنفيذ ضربات جوية في سوريا تقول انها تستهدف "الارهابيين". الا ان المعارضة ودولا مؤيدة لها، تتهم موسكو باستهداف الفصائل المسلحة "المعتدلة" ومناطق مدنية دعما لقوات النظام.
ورغم تحديد الخامس والعشرين من الشهر الحالي موعدا لعقد جولة من محادثات السلام بين وفدي النظام والمعارضة السوريين، فان واشنطن اعتبرت الاربعاء انه "لا يزال من الضروري القيام بالكثير" لبدء المفاوضات الاثنين.