Navigation

المهاجرون يسافرون بقلوب مليئة بالحنين وحقائب فارغة

ناشطون يوزعون الطعام على مهاجرين داخل قطار متجه الى بلدة موتوف afp_tickers
هذا المحتوى تم نشره يوم 27 سبتمبر 2015 - 17:43 يوليو,
(وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب)

غالبا ما يتعين على المهاجرين المتجهين اوروبا دون ان يتخيلوا ما ينتظرهم من متاعب ان يتخلصوا من اغراض تثقل حقائبهم محتفظين بما خف حمله وغلا ثمنه على طريق رحلتهم، فيتركون وراءهم ذكريات سنوات حياتهم الماضية، آملين في حياة افضل.

فقد وضع سوريون وعراقيون وافغان او سودانيون في حقائبهم الاغراض الضرورية نفسها، اي الثياب والادوية والاوراق الثبوتية والمال.

وحاول البعض منهم نقل مزيد من الحقائب معهم. وقال غياث خدام "انطلقت ومعي ثلاث حقائب، احداها كبيرة".

ولدى وصوله الى الحدود بين كرواتيا وسلوفينيا بعد رحلة استغرقت ثلاثة عشر يوما، لم يكن هذا الموظف السابق في الجمارك البحرية السورية الذي يسافر مع والدته (70 عاما)، يحمل سوى حقيبة ظهر لا يضع فيها إلا الاغراض الضرورية.

وقال انه وضع في حقيبة الظهر "ثيابا لوالدتي. وفيها بعض ملابسي الداخلية، وبنطلون وقميص تي-شيرت وكنزة طويلة الاكمام وسترة خفيفة، بالاضافة الى علبة ادوية السكري لوالدتي وزوج احذية وسجائر..."

ولا يحمل غياث اي اغراض شخصية. اما جهاز الكومبيوتر الشخصي فيقول "تركته لدى اصدقاء في تركيا". والاغراض الثمينة يمكن ان تتسبب في حصول متاعب، وعبور البحر المتوسط مسألة محفوفة بالمخاطر.

وقد تخلى مصطفى عن اغراضه على الشاطىء التركي. وقال "لم يشأ المهربون ان نأخذ حقائبنا معنا، فهي ثقيلة جدا وتعيق حركتنا".

وقال هذا المهندس المعماري الذي يبلغ الحادية والثلاثين من عمره والذي كان يعيش حياة لائقة في العراق، "كنت اضع في الحقيبة احذيتي الرياضية وبنطلون جينز لي كوبر". ولدى وصوله الى اوروبا، اشترى ثلاثة قمصان تي-شيرت وبنطلون وجوارب وحتى مظلة عندما انهمر المطر.

لكنه احتفظ على الدوام بهاتفه النقال "مع بطاريتين".

ويعتبر عدد كبير من المهاجرين ان الهاتف هو الصلة الوحيدة مع حياتهم الماضية. فهو يتيح اجراء الاتصال بالعائلة التي بقيت في البلاد، وبأصدقاء سلكوا طريقا اخرى. وهو ايضا اصغر صناديق الذكريات.

ويعرض مصطفى صورا لبغداد ومنزله وسيارته... وتتوقف اصبعه على صورة لزوجته مع ابنه محمد (ست سنوات) وابنته ليلا (سنتان). يرفع رأسه وينظر الى البعيد ويكتم تنهيدة ويتمالك دموعه.

وعرض صديق ممد قربه صورة شاب بالثياب العسكرية، ازرق العينين وذي شاربين مشذبين وقال "هذا انا، كنت شرطيا". ويصعب التعرف عليه من خلال الصورة بسبب وجهه المتغضن وبشرته الشاحبة.

ولم يشأ عمر خالدي الذي حصل اخيرا على الاجازة في الهندسة المعمارية، الاكتفاء بذكريات افتراضية. لقد تخلى عن بعض الثياب على الطريق، لكنه يتمسك بصور لصديقة طفولة توفيت قبل سنوات، وبهدايا من اهله وبمذكرات شخصية حملها معه. وقال هذا الرجل الذي يبلغ الثالثة والعشرين من العمر "لكني لا انظر اليها. سأنظر اليها في وقت لاحق، حتى اتذكر نفسي".

وفي هذا المجال الاخير من الخصوصية، تحتفظ النساء بعناية ببعض ادوات التجميل، والاطفال بأنبوب لفقاعات الصابون او لعبة تلقوها في الطريق.

وتخفي العراقية سيرين (60 عاما) سرها خلف حجاب اخضر يحيط بوجهها.

وفيما يطول الانتظار في مركز بريغانا الحدودي، تنعزل عن الاخرين خلف خيمة. ومن وسط حقيبة يدها الجلدية القديمة، تخرج علبة سجائر وتشير الى مجموعة تجلس على مقربة منها. انها عائلتها. تضع اصبعها على شفتيها، وتتوسل بنظراتها اكبر قدر من التكتم.

غيُر كلمة السر

هل تريد حقاً حذف ملف المستخدم الشخصي الخاص بك؟

لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو

اكتشف تقاريرنا الأكثر طرافة كل أسبوع!

اشترك الآن واحصل مجانًا على أفضل مقالاتنا في صندوق بريدك الإلكتروني الخاص.

توفر سياسة خصوصيّة البيانات المعتمدة من طرف هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SRG – SSR) معلومات إضافية وشاملة حول كيفية معالجة البيانات.