مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اوباما يعلن مواصلة الضربات الجوية في العراق ويدعو الى تشكيل حكومة وحدة وطنية

اسرة من الايزديين نزح افراجها من سنجار ولجأوا الى مدرسة في دهوك في 5 آب/اغسطس 2014 afp_tickers

وعد الرئيس الاميركي باراك اوباما السبت بمواصلة توجيه ضربات جوية الى مواقع تابعة لتنظيم الدولة الاسلامية في شمال العراق لحماية المدنيين المهددين في هذه المناطق، كما دعا مجددا الى تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق للتمكن من مواجهة تقدم هذا التنظيم الاسلامي.

وجاء كلام الرئيس الاميركي في مؤتمر صحافي عقده غداة توجيه اولى الضربات الاميركية ضد اهداف لتنظيم الدولة الاسلامية في شمال العراق الذي سيطر منذ التاسع من تموز/يوليو على مناطق واسعة في هذه المنطقة وبات يهدد اقليم كردستان نفسه الذي يتمتع بحكم ذاتي.

وعن مدة الضربات الاميركية قال اوباما “لن اضع جدولا زمنيا محددا” لانهاء هذه العمليات، الا انه شدد على اهمية تشكيل حكومة تتمتع بمصداقية في بغداد.

واضاف “انا واثق باننا سنتمكن من منع الدولة الاسلامية من الذهاب الى الجبال وذبح الذين لجاوا اليها الا ان المرحلة التالية ستكون معقدة على المستوى اللوجيستي: كيف نؤمن ممرا آمنا لتمكين هؤلاء الناس من النزول من الجبال، والى اين يمكن ان ننقلهم حتى يكونوا في مأمن؟ هذا من الامور التي يجب ان نجري تنسيقا بشأنها على المستوى الدولي”.

وتابع الرئيس الاميركي “ان الجدول الزمني الاهم بنظري هو الذي سيتيح تشكيل حكومة عراقية، لانه بدون هذه الحكومة سيكون من الصعب جدا على العراقيين الوقوف بوجه الدولة الاسلامية”.

واضاف “لا اعتقد اننا سنتمكن من حل هذه المشكلة خلال بضعة اسابيع (…) الامر سياخذ وقتا”، مشددا على ضرورة تشكيل حكومة “يثق بها الشعب والجيش العراقيان”.

كما اوضح ان الولايات المتحدة دفعت الى التدخل لان تقدم مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية كان “اسرع” مما توقعته اجهزة الاستخبارات الاميركية.

وعقد اوباما مؤتمره الصحافي في البيت الابيض قبيل مغادرته الى ولاية ماساتشوستس لتمضية اجازته الصيفية.

واستبعد الرئيس الاميركي مجددا ارسال اي قوات اميركية الى الاراضي العراقية مشيرا الى “العبر التي استخلصت خلال الحرب الطويلة والمكلفة” في العراق.

وادى تقدم الاسلاميين المتطرفين حتى مشارف اقليم كردستان العراق الى فرار عشرات الاف المدنيين من المسيحيين والازيديين.

وقال المسؤول الكردي الكبير فؤاد حسين السبت ان مقاتلي البشمركة الاكراد سيستفيدون من الضربات الاميركية “لاستعادة المناطق التي غادروها والمساعدة في اعادة المدنيين اللاجئين الى منازلهم”.

وبات مقاتلو الدولة الاسلامية على بعد نحو 40 كيلومترا من اربيل عاصمة كردستان العراق الا انهم لم يدخلوا بعد حدود هذا الاقليم.

كما قال المحلل جون دريك من مجموعة اي كي اي ان الضربات الاميركية الجوية “ستضعف الدولة الاسلامية وتجعل الهجوم المضاد اسهل” موضحا ان الضربات الهادفة ستدمر مراكز القيادة للتنظيم الاسلامي المتطرف.

كما اكد الرئيس الاميركي اثر اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون ان فرنسا وبريطانيا ستدعمان الجهد الانساني الذي تقوم به الولايات المتحدة في شمال العراق.

وقال اوباما “عبر الاثنان عن دعمهما لتحركاتنا وموافقتهما على دعمنا في المساعدة الانسانية التي نقدمها الى الاكثر معاناة من العراقيين”.

واصدر قصر الاليزيه بيانا بشان الاتصال بين اوباما وهولاند جاء فيه انهما “اشادا بالمواقف التي اتخذها مجلس الامن واعلن الرئيس هولاند دعمه للمواقف والتحركات التي قررت الولايات المتحدة القيام بها. وقد ناقشا معا تفاصيل تعاونهما لمساعدة القوات التي تقاتل تنظيم الدولة الاسلامية وتقديم مساعدة عاجلة الى السكان المهددين”.

كما اعلنت الرئاسة الفرنسية ايضا ان فرنسا “ستسلم خلال الساعات المقبلة اولى التجهيزات الخاصة بالاغاثة” الى العراق، وان الرئيس هولاند ابلغ رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني بهذا الامر خلال اتصال هاتفي معه.

وتستعد القوات العراقية والكردية لشن هجوم مضاد لاسترجاع الاراضي التي فقدتها في شمال العراق.

وفي لندن شدد ايضا وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند على ضرورة “تشكيل حكومة عراقية جديدة لرفع التحدي الذي يمثل تنظيم الدولة الاسلامية”.

وقالت النائبة عن الطائفة الايزيدية فيان دخيل لفرانس برس السبت “اذا لم نستطع فعل شيء يمنح املا للناس على جبل سنجار فسينهارون خلال يوم او يومين ويحدث موت جماعي”.

ودعت “قوات البشمركة والامم المتحدة والحكومة (المركزية) الى القيام بشيء ما” لانقاذ عشرات الاف المحاصرين.

واشارت دخيل، من الحزب الديمقراطي الكردستاني، الى “وفاة خمسين طفلا يوميا في جبل سنجار”.

وكان البنتاغون اعلن مساء الجمعة، القاء مساعدات غذائية للمرة الثانية ل”الاف المواطنين العراقيين” المهددين بالجوع والموت بايدي الجهاديين في جبل سنجار.

كما ذكرت النائبة ان متطرفين سنة خطفوا ما بين 520 الى 530 امراة وفتاة ، بعضهن مع اطفالهن، من اهالي سنجار يحتجزونهم حاليا في سجن بادوش في الموصل (350 كلم شمال بغداد).

واكدت ان “المسلحين يختارون من وقت لاخر عددا منهن قائلين +ستذهبن الى الجنة+ ولانعرف ماذا يفعلون بهن بعد ذلك”.

واستطاع بعض الايزيديين الانتقال الى سوريا ثم تركيا فيما وقع غيرهم في قبضة المتطرفين فقتلوهم فيما ما يزال اخرون عالقين في الجبل، وفقا لاحدهم.

وقامت قوات سورية واخرى تركية بفتح طريق بهدف اخلاء المدنيين لكن مازال عشرات الالاف عالقين في جبل سنجار حتى الان، بحسب مصادر من الايزيديين.

وبامكان بعض العالقين في جبل سنجار الذي يمتد على مساحة كبيرة صخرية وعرة، التسلل ببطء من الجهة الشمالية للجبل لكن الجهة الجنوبية اكثر خطورة لوجود تنظيم الدولة الاسلامية هناك، وفقا للنائبة.

وقد فر البعض الى كردستان العراق او تركيا الا ان الالاف ما يزالون في مناطق جبلية قاحلة مجاورة وباتوا مهددين بالموت جوعا او عطشا في حال نجاتهم من مسلحي الدولة الاسلامية.

وتفيد تقديرات الامم المتحدة ان نحو 200 الف شخص فروا عندما اقتحم مقاتلو الدولة الاسلامية سنجار وانسحبت قوات البشمركة الكردية التي كانت تسيطر عليها.

وينتمي غالبية هؤلاء النازحين الى الطائفة الايزيدية وتعود جذور ديانتهم الى اربعة الاف عام، وتعرضوا الى هجمات متكررة من قبل الاسلاميين المتطرفين في السابق بسبب ديانتهم الفريدة من نوعها.

وتسارعت الاحداث في العراق اثر الهجمات الشرسة التي شنها تنظيم الدولة الاسلامية منذ التاسع من حزيران/يونيو الماضي، واستطاع السيطرة على مناطق واسعة في شمال وغرب ووسط البلاد.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية