مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تركيا تطلق عملية جوية وبرية ضد المتمردين الأكراد في شمال العراق

صورة نشرها في 15 حزيرن/يونيو 2020 المكتب الصحافي لوزارة الدفاع التركية وتظهر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار (إلى اليمين) وقادة الجيش يرتدون أقنعة واقية خلال متابعة عملية مخلب النسر في شمال العراق afp_tickers

أطلقت تركيا الأربعاء هجوما جويا وبريا ضد المتمردين الأكراد في شمال العراق، في خطوة تهدد بتصعيد التوتر بين أنقرة وبغداد.

وأكدت وزارة الدفاع التركية “عملية +مخلب النمر+ بدأت. أبطال قواتنا الخاصة وصلوا إلى هفتانين” في المناطق الكردية بشمال العراق.

وستثير هذه العملية حتما حفيظة بغداد التي استدعت السفير التركي الثلاثاء للاحتجاج على الضربات التي شنتها القوات الجوية التركية على مواقع حزب العمال الكردستاني في الأراضي العراقية هذا الأسبوع.

ونددت وزارة الخارجية العراقية في بيان “بانتهاك سيادة العراق”. وقالت إن الغارات لم تسفر عن ضحايا لكنها “روَّعت السكان”.

قبل إطلاق العملية الأخيرة، نفذت أنقرة غارات جوية ليل الأحد الاثنين على قنديل وسنجار وهاكورك في شمال العراق.

وقالت وزارة الدفاع التركية “لقد نقلت قواتنا الجوية قوات الوحدات الخاصة التي تساندها مروحيات مقاتلة وطائرات بدون طيار”. وأوضحت أن العملية نفذت على أساس “الدفاع المشروع عن النفس”، وبررتها “بالتصعيد الأخير للهجمات على مراكز الشرطة وقواعدنا العسكرية” بالقرب من الحدود العراقية.

وأضافت أن الانتشار العسكري سبقه قصف مدفعي عنيف.

وقال مصدر في حزب العمال الكردستاني لوكالة فرانس برس في العراق إن القوات التركية “قامت بإنزال جوي من خلال مروحيات عسكرية مدعومة بمقاتلات حربية، واشتبكت مع عناصرنا” في منطقة حفت طنين التابعة لقضاء زاخو في محافظة دهوك على الحدود مع تركيا بشمال العراق.

بدوره، أفاد المحلل المستقل في شمال العراق رضا منجوري أن القوات التركية ستسعى على الأرجح لاحتلال “سلسلة جبال استراتيجية” على الحدود بين العراق وتركيا، وحتى إقامة قواعد عسكرية في المكان.

وقال الخبير إن “صمت” الحكومة الإقليمية الكردية وبغداد يعد “مؤشرا على أنهما تلقتا معلومات من الحكومة التركية وأقامتا تفاهما، أو حتى تواطأتا معها، بشأن هذا الهجوم”.

وبينما لا تسمح حكومة إقليم كردستان العراق بشكل صريح لحزب العمال الكردستاني بإقامة قواعد في المنطقة إلا أنها تتغاضى عنها.

– “قتال مشروع” –

ولم يُعرف حجم هذه العملية على الفور، لكنها تبدو محدودة مقارنة بالهجمات واسعة النطاق التي نفذتها أنقرة في شمال سوريا في السنوات الأخيرة ضد المقاتلين الأكراد السوريين وشارك فيها آلاف الجنود الأتراك والمقاتلين السوريين الموالين لها بإسناد من القوات المدرعة.

ونشرت الحكومة التركية صورا تظهر وزير الدفاع خلوصي أكار يوجه العمليات من مقر قيادة الجيش في أنقرة.

وهدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي لم يدل بعد بأي تصريحات بشأن هذه العملية، مراراً وتكراراً في السنوات الأخيرة بأنه سيتصدى لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق إذا كانت بغداد “غير قادرة على القيام بذلك”.

وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم عمر جليك على تويتر الأربعاء إن “القتال الذي نخوضه ضد الإرهاب للدفاع عن أمتنا وحدودنا هو القتال الأكثر مشروعية في العالم”.

وتشن تركيا غارات جوية بانتظام على القواعد الخلفية لحزب العمال الكردستاني في المناطق الجبلية في شمال العراق. وتتوغل قواتها الخاصة أحيانًا لتنفيذ عمليات محدودة النطاق.

وتصنف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني الذي يخوض حركة تمرد على الأراضي التركية منذ عام 1984 بأنه جماعة “إرهابية”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية