مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تمديد احتجاز يهودي متطرف هو اول معتقل منذ حرق منزل عائلة دوابشة

مئير اتينغر زعيم مجموعة يهودية متطرفة يتحدث لمحاميه في المحكمة في الناصرة، الثلاثاء 4 آب/اغسطس 2015 afp_tickers

مددت محكمة اسرائيلية الثلاثاء اعتقال زعيم مجموعة يهودية متطرفة يدعى مئير اتينغر هو اول شخص يتم اعتقاله منذ مقتل طفل فلسطيني حرقا الجمعة في الضفة الغربية المحتلة، بحسب ما اعلنت مصادر قضائية.

وقررت محكمة الناصرة (شمال اسرائيل) تمديد اعتقال اتينغر حتى الاحد.

وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان اتينغر الذي يبلغ من العمر 23 او 24 عاما “اصبح في السنوات الاخيرة الهدف الاول” للقسم المكلف بمراقبة المتطرفين اليهود في جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي الشين بيت.

وجلس اتينغر مرتاحا وقد ارتدى قلنسوة ولم تقيد يداه. ووقف في قفص الاتهام بين رجلي امن واكتفى بالابتسام ردا على الاسئلة التي كان الصحافيون يطرحونها عليه قبل اخراجهم من القاعة لان المحاكمة مغلقة.

واكد محاميه يوفال زيمير امام الصحافيين بعد المحكمة “كل هذا ذر للرماد في العيون، لا يوجد اي شيء في الملف”. ولم يدل المحامي باي تفاصيل حول اسباب اعتقال موكله الاثنين بعد امر تعتيم من السلطات الاسرائيلية.

وبحسب المحامي فانه تم اعتقال اتينغر “لانشطة اجرامية (مزعومة) في الماضي”.

وكان متحدث باسم جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي الشين بيت صرح الاثنين لوكالة فرانس برس “تم اعتقال مئير اتينغر في صفد (شمال اسرائيل) بسبب انشطته داخل منظمة يهودية متطرفة”.

ولم تقل الشرطة ولا الشين بيت انه يشتبه في تورط اتينغر مباشرة في حريق الجمعة في قرية دوما والذي اتى على منزل عائلة دوابشة بعد ان قضى فيه الطفل علي واصيبت امه وابوه واخوه احمد بحروق خطيرة.

وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية انه يشتبه خصوصا بانه تزعم مجموعة مسؤولة عن احراق كنيسة الخبز والسمك قرب بحيرة طبرية في 18 حزيران/يونيو الفائت بالاضافة الى سلسلة من الهجمات ضد الفلسطينيين في عام 2014.

ونقلت صحيفة هآرتس عن مصادر استخباراتية ان هدف هذه الهجمات حشد الفلسطينيين ضد الاحتلال الاسرائيلي، وفي نهاية المطاف، التسبب باسقاط حكومة اسرائيل.

ومئير اتينغر هو حفيد الحاخام مئير كاهانا الذي اسس حركة كاخ العنصرية المناهضة للعرب والذي اغتيل العام 1990.

وفي بداية العام، منع من الاقامة لعام في الضفة الغربية والقدس “بسبب انشطته”، وفق ما اوضح متحدث باسم الشين بيت.

وهو اول اول شخص يتم اعتقاله منذ مقتل الطفل علي دوابشة البالغ من العمر 18 شهرا احتراقا بينما يصارع والداه سعد وريهام وشقيقه احمد ابن الاربع سنوات الموت.

ووصف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الهجوم على منزل دوابشة شمال الضفة الغربية المحتلة بالعمل “الارهابي” مؤكدا انه امر باستخدام كافة الوسائل للعثور على الجناة.

بينما سمح وزير الدفاع موشيه يعالون الاحد باستخدام الاعتقال الاداري الذي يطبق عادة على المعتقلين الفلسطينيين ضد المتطرفين اليهود بعد احراق المنزلين الفلسطينيين في قرية دوما.

وبحسب القانون الاسرائيلي الموروث من الانتداب البريطاني، يمكن اعتقال مشتبه به لستة اشهر من دون توجيه تهمة اليه بموجب اعتقال اداري قابل للتجديد لفترة غير محددة زمنيا من جانب السلطات العسكرية.

وينتهج المستوطنون المتطرفون سياسة انتقامية تعرف باسم “دفع الثمن” وتقوم على مهاجمة أهداف فلسطينية وكذلك مهاجمة جنود في كل مرة تتخذ السلطات الإسرائيلية إجراءات يعتبرونها معادية للاستيطان.

وتشمل تلك الهجمات تخريب وتدمير ممتلكات فلسطينية وإحراق سيارات ودور عبادة مسيحية وإسلامية وإتلاف أو اقتلاع أشجار زيتون. ونادرا ما يتم توقيف الجناة.

وكتبت صحيفة اسرائيل هيوم المقربة من نتانياهو ان اعتقال اتينغر يظهر ان السلطات الاسرائيلية “قررت عدم التعامل بحذر” مع المتطرفين اليهود.

ورات الصحيفة ان اعتقال اتينغر قد يؤدي الى “هز الشجرة املا في اسقاط بعض الثمر” في اشارة الى الحصول على معلومات قد تقود الى منفذي الهجوم في قرية دوما واحباط اي هجمات في المستقبل.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية